برعاية

ستيف بروس يواجه مهمة صعبة في نيوكاسل... لكنه معتاد على المصاعب

ستيف بروس يواجه مهمة صعبة في نيوكاسل... لكنه معتاد على المصاعب

عرف جمهور كل من شيفيلد يونايتد وبرمنغهام سيتي وويغان أتليتيك، أن المدير الفني الإنجليزي ستيف بروس كان لديه دائماً الرغبة في الرحيل واستكمال مسيرته التدريبية في أي مكان آخر. وفي شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، زعم بروس أن التجربة التدريبية العاشرة له، والتي كانت مع نادي شيفيلد وينزداي، قد تكون الأخيرة بالنسبة له في عالم التدريب، لكنه كان يعلم دائماً في قرارة نفسه أنه إذا تلقى مكالمة من نادي نيوكاسل يونايتد فإنه لن يستطيع مقاومتها.

وفي معظم تجاربه التدريبية السابقة، اعتاد بروس التركيز على النواحي الدفاعية والعمل على استقرار الفريق والبدء في إجراء تحسينات صغيرة، لكنها مهمة للغاية. ومن المؤكد أن نادي نيوكاسل يونايتد في حاجة إلى شخص يمكنه القيام بذلك الآن، لكن الشيء المؤكد أيضاً يتمثل في أن النادي قد خسر مديراً فنياً رائعاً في النواحي التنظيمية، وهو المدير الفني الإسباني رفائيل بينيتيز، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بروس سيتمكن من الارتقاء للمعايير التكتيكية نفسها لبينيتيز، أو لقدرته الفائقة على التعامل بصورة دبلوماسية مع أصعب وأحلك الظروف.

في الواقع، لن يهتم أنصار نيوكاسل يونايتد كثيراً بسمعة بروس فيما يتعلق برغبته الدائمة في الاعتماد على كرة القدم الدفاعية الحذرة، أو بالفترة العصيبة التي قضاها مع نادي أستون فيلا في الوقت الذي كان يعاني فيه النادي من ضائقة مالية شديدة، أو حتى العامين اللذين أمضاهما في تولي القيادة الفنية لنادي سندرلاند. ومن غير السهل أن تجد مديراً فنياً يمتلك خبرات كبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز ويرغب في العمل تحت قيادة مالك نيوكاسل يونايتد، مايك آشلي، لكن الشيء المؤكد هو أن حماس بروس الشديد لكرة القدم وعشقه لنيوكاسل يونايتد سيمكنانه من التغلب على الكثير من العقبات والصعوبات.

وفي ظل رحيل أيوزي بيريز وسالومون روندون وعدم التعاقد مع بدلاء لهما حتى الآن، فلا يمكن التنبؤ بأي شيء مريح خلال الفترة المقبلة، لكن يجب الإشارة أيضاً إلى أن بروس كان يواجه صعوبات وعقبات خلال معظم مسيرته التدريبية. وسيكون نيوكاسل يونايتد هو أكبر نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز يتولى بروس تدريبه، وحتى توليه لقيادة أستون فيلا قد تزامن مع وجود النادي في دوري الدرجة الأولى ومعاناته من أزمة مالية طاحنة. وقد نجح أستون فيلا في الوصول إلى ملحق التصفيات المؤهلة للدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أن بروس كان مطلوباً منه أن يقلص ملايين من الميزانية السنوية للنادي. ولم يتمكن أستون فيلا في النهاية من الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، وكان الفريق يقدم كرة قدم مملة ومتحفظة؛ وهو ما أدى إلى ابتعاد عدد كبير من الجمهور عن حضور مباريات الفريق.

وقال بروس في وقت لاحق، إن تجربته مع أستون فيلا جعلته يتساءل عما إذا كان يرغب في مواصلة العمل في مجال التدريب خلال الفترة المقبلة، وأضاف: «لم أتخيل مطلقاً أن أكون في موقف مثل الموقف الذي كنت فيه مع أستون فيلا، حيث لم يكن الناس يتقاضون أجورهم في المواعيد المحددة. لقد وصل الأمر إلى هذه الدرجة من السوء. كان الأمر يبدو رائعاً من الخارج، لكننا واجهنا مشاكل مالية ضخمة على مدار أشهر عدة».

وعندما ننظر إلى الفترات السابقة، نجد أن أسعد أوقات بروس كانت مع الأندية الصغيرة، حيث قاد برمنغهام سيتي وهال سيتي إلى الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، ونجح في إبقائهما في الدوري الإنجليزي الممتاز على عكس كل التوقعات، كما قاد ويغان أتليتك في موسمين من المواسم الثمانية التي لعبها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فترة سابقة مع النادي استمرت لثلاثة أشهر فقط.

وقد تعاقد بروس مع كريستوف دوغاري لإعادة برمنغهام سيتي للمسار الصحيح في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما اكتشف عمرو زكي في فترة وجيزة مثيرة للإعجاب للاعب المصري مع ويغان أتليتك، وقاد هال سيتي للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز والوصول إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، رغم المشاكل المالية الهائلة التي كان يعاني منها النادي في تلك الفترة.

لكن خيبة أمله الكبيرة، بصرف النظر عن اختيار الوقت غير المناسب لقيادة أستون فيلا، كانت مع نادي سندرلاند؛ فبعدما قاد بروس النادي في موسمين واعدين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأنهاهما في مركز متقدم بمنتصف جدول الترتيب، ساءت الأمور بصورة واضحة في الموسم الثالث وأقيل بروس من منصبه بعد تدهور النتائج والهزيمة على ملعبه أمام متذيل جدول الترتيب ويغان أتليتك. وبدا أن بروس يحظى بدعم ملاك النادي ولديه علاقة جيدة مع رئيس النادي آنذاك، نيال كوين، في الوقت الذي بدأ فيه في إعادة بناء الفريق، لكن الأمور ساءت بشكل ملحوظ ورحل بروس عن النادي في وقت مبكر من موسم 2011-2012.

وعندما رحل سام ألاردايس عن سندرلاند لتولي مهمة تدريب المنتخب الإنجليزي في عام 2016، كان بروس من بين الأشخاص الذين تمت مقابلتهم لهذا المنصب. ورغم أن بروس لم يتولَّ قيادة سندرلاند مرة أخرى، فمن المغري أن نتخيل كيف كانت ستسير الأمور لو تم اختياره لقيادة الفريق في تلك الفترة.

وقال ألاردايس، إنه تم الاتصال به أيضاً بشأن تولي القيادة الفنية لنادي نيوكاسل يونايتد، لكنه لم يشعر بأن النادي مستقر؛ لأن آشلي يحاول بيع النادي، ربما إلى كونسورتيوم استثماري في دبي. وسبق وأن رفض بروس تولي قيادة نيوكاسل يونايتد، عندما كان يسير بشكل جيد مع نادي برمنغهام سيتي، حيث رفض عرضاً لكي يحل محل بوبي روبسون احتراماً له.

وقد واجه كيفين كيغان أيضاً صعوبات كبيرة تحت قيادة آشلي، حيث دخل في نزاع قانوني انتهى باعتراف النادي بأن مزاعم المدير الفني الإنجليزي بأنه كان صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في بيع وشراء اللاعبين لم تكن صحيحة على الإطلاق، وإنما كانت ببساطة جزءاً من محاولاته لتحسين صورته! ويتعين علينا الآن أن ننتظر لنرى ما إذا كان بروس سيصل إلى هذه المرحلة المأساوية أم لا، لكن لا يسعنا إلا أن نعجب بمحاولة المدير الفني البالغ من العمر 58 عاماً، ودخوله لهذه التجربة الحادية عشرة في مسيرته التدريبية وهو في كامل وتركيزه.

واعترف بروس بأنه عازم على إثبات خطأ من يشكك في قدرته على قيادة الفريق خلفاً لبينيتيز. وتولى بروس مدرب سندرلاند وهال سيتي واستون فيلا السابق المسؤولية خلفاً للإسباني صاحب الشعبية الذي رحل بعد نهاية عقده الشهر الماضي عقب الإخفاق في التوصل إلى اتفاق جديد مع مايك آشلي مالك النادي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا