برعاية

الأفضل في أفريقيا – أن تكون محمد صلاح

الأفضل في أفريقيا – أن تكون محمد صلاح

"البعض يقول إن الحياة قصيرة، بالنسبة لي هذا ليس صحيحا، فأنا أقوم بما يجعل حياتي تمتد للأبد، سأبقى حيا بما أحققه في كل يوم". المخرج والممثل الأمريكي جون مالكوفيتش من فيلمه "أن تكون جون مالكوفيتش".

مساء الثلاثاء، وبمركز عبده ضيوف الدولي للمؤتمرات في عاصمة السنغال داكار، سيتم الإعلان عن لقب أفضل لاعب إفريقي لعام 2018، جائزة يتنافس عليها نجمنا المصري محمد صلاح، وزميله في ليفربول السنغالي ساديو ماني، وهداف أرسنال الجابوني بيير إيمريك أوباميانج.

محمد صلاح، ابن قرية نجريج في مدينة بسيون محافظة الغربية يوم 15 يونيو 1992، والذي خاض مشوارا طويلا من نجريج إلى ليفربول.

"وقعت في حب كرة القدم منذ الطفولة، تحديدا مع بلوغي السابعة أو الثامنة من العمر. أتذكر متابعتي لمباريات دوري أبطال أوروبا بشكل دائم ومحاولة تقليد رونالدو البرازيلي وزيدان وتوتي حينما ألعب في الشارع مع أصدقائي".

يعتقد صلاح أنه لم يكن لاعبا جيدا ولكنه مع ذلك واصل الحلم حتى انتقل للعب مع مقاولون طنطا، ومنه للمقاولون العرب. بدأ التدريب بشكل احترافي للمرة الأولى في سن الرابعة عشرة. مشوار يستغرق أكثر من أربعة ساعات يوميا من بسيون للقاهرة، وإذن يومي من المدرسة حتى يغادرها مبكرا ليلحق بالمران.

قبل أن يكمل عامه السابع عشر أصبح صلاح لاعبا بالفريق الأول للمقاولون العرب. هدفه الأول في الدوري الممتاز كان يجب أن يلفت الانتباه، لذلك اختار أن يسجله في مرمى الأهلي، تحديدا في الدقيقة الثانية والخمسين من مباراة الفريقين يوم 25 ديسمبر 2010 بملعب الكلية الحربية.

"حينما أنظر للخلف، أجد أن ذكرياتي مع المقاولون العرب جيدة. كنت صغيرا وكان لدي حلم".

في التاسعة عشرة من عمره ارتدى قميص منتخب مصر لأول مرة. الفراعنة قرروا خوض آخر مباراتين لتصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012 بلاعبي منتخب الشباب بعد أن ودعوا المنافسة مبكرا، ليظهر صلاح أمام سييراليون ثم يسجل أول هدف دولي في مسيرته في مرمى النيجر في 8 أكتوبر 2011.

8 أكتوبر، نفس اليوم الذي عاد صلاح فيه بعد ست سنوات بالتمام ليسجل الثنائية الأغلى في مشواره ويقود مصر لنهائيات كأس العالم 2018.

كأس العالم للشباب 2011 في كولومبيا، ثم أولمبياد لندن 2012، هنا كان محمد صلاح قد أصبح اسما معروفا لدى الجمهور المصري. لاعب شاب لم يلعب للأهلي أو الزمالك، لكنه وقع عقدا ليلعب لفريق سويسري اسمه بازل، وسجل هدفا في مرمى البرازيل، ثم جرى إليه أسطورة مثل محمد أبو تريكة ليحتضنه بعد هدف في بيلاروسيا أمن لمصر عبورا للدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ عام 1984.

بعدما رفض رئيس الزمالك وقتها ممدوح عباس فكرة ضم لاعب "يحتاج لوقت طويل للتعلم"، بدأ صلاح الرحلة في أوروبا مع بازل في صيف 2012.

"كان الأمر صعبا للغاية. لم أستطع فهم اللغة لأنني لم أكن قادرا على معرفة الإنجليزية أو الألمانية. لم أكن أعلم أماكن شراء الطعام أو أي شيء. انتقلت إلى هناك وعشت بمفردي. أخبرت نفسي حسنا، علي أن اتعامل مع الموقف أو سيصبح أصعب، وهذا ما فعلته".

توقع الكثيرون وقتها أن يقضي صلاح ستة أشهر أو أكثر قليلا مع بازل ثم يعود إلى مصر لاعبا بالقميص الأحمر أو الأبيض. لكن صلاح اختار أن يسير في طريقه حتى النهاية.

أفضل لاعب شاب في إفريقيا 2012، أفضل لاعب في الدوري السويسري موسم 2012-2013، بطل الدوري السويسري مع بازل، هدفان في مرمى توتنام ثم تشيلسي في الدوري الأوروبي.

"كنت سعيدا ولكنني كنت أتطلع لمساعدة الفريق على العودة لدوري الأبطال وهذا ما فعلناه في الموسم التالي. ما أستطيع قوله هو أن بازل نادي رائع للغاية. الجميع هناك أصدقائي وأنا أحبهم للغاية".

أصبح صلاح عنصرا أساسيا مع الفراعنة، سجل ستة أهداف في تصفيات مونديال2014 لكنه أنهاها بالدموع في أحضان أبو تريكة بعد الخسارة من غانا.

لعب في دوري الأبطال، وسجل من جديد في تشيلسي، ليس مرة واحدة بل مرتين ليلفت الانتباه في انجلترا. كان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى ليفربول في يناير 2014، لولا رسالة على الهاتف من جوزيه مورينيو.

"كان هناك اهتمام من ليفربول حينما ذهبت إلى تشيلسي، ولكن أعتقد أنني إذا كنت قد انضممت للحمر وقتها ربما لم تكن الأمور لتسير بشكل جيد مثلما هو الحال حاليا. أنا لاعب مختلف الآن بنسبة 100 بالمئة. أنا هنا في ليفربول في التوقيت المناسب".

19 مباراة فقط ارتدى خلالها صلاح قميص تشيلسي. لم يكن الخيار المفضل للمدرب الاستثنائي لكنه تعلم منه الكثير على حد تعبيره. قرر في يناير 2015 الرحيل إلى فيورنتينا على سبيل الإعارة. قبل ذلك اتخذ قرارا واحتفظ به لنفسه.

"عندما كنت في تشيلسي لعبت على آنفيلد للمرة الأولى. قلت لنفسي علي أن ألعب هنا يوما ما".

ستة أشهر فقط سجل خلالها صلاح تسعة أهداف في 26 مباراة بقميص الفيولا، منها ثنائية تاريخية في مرمى يوفنتوس بملعبه في نصف نهائي كأس إيطاليا، تمسك به فيورنتينا لكنه فضل أن يشد الرحال إلى روما بعدما بدا واضحا أنه لن يرتدي قميص تشيلسي من جديد.

في روما كان صلاح يواصل التقدم نحو النضج الكامل، حقق لقب أفضل لاعب بالفريق في موسمه الأول مع الذئاب بعدما سجل 15 هدفا في 42 مباراة. الموسم التالي شهد تسجيله 19 هدفا في 41 مباراة بقميص روما، أصبح محبوبا للجماهير وتأثر كثيرا بما قدمه له لوشيانو سباليتي.

"سباليتي ساعدني كثيرا، هو ذكي للغاية. كنت أتحدث معه دائما عقب التدريب، ولم يقل لي لا أبدا. لقد ساعدني حتى على تحسين شخصيتي".

"حينما ذهبت لإيطاليا، الجميع كانوا يقولون ربما هو جيد وربما لا، إيطاليا ستكون صعبة عليه، هو لم يشارك مع تشيلسي، ولكن عقب ستة أشهر، عام، عامين، أعتقد أن ما كان يدور في أذهان الجميع قد تغير".

في الوقت نفسه كان صلاح يتحول تدريجيا إلى أسطورة حقيقية في مصر، كانت المقاهي تترك مباريات ريال مدريد وبرشلونة وتلهث وراء فيورنتينا وروما من أجله، أصبح لدى المصريين أمل كروي كبير يدور حول شخص واحد، اسمه محمد صلاح.

منتخب مصر عاد لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بعد غياب لثلاث دورات متتالية، بل وبلغ نهائي البطولة قبل الخسارة في اللحظات الأخيرة من الكاميرون، وكان يتقدم رويدا رويدا في تصفيات كأس العالم نحو حلم غاب 28 عاما.

لقطته الأخيرة مع روما كانت تاريخية، حينما خرج ليدخل الأسطورة فرانشيسكو توتي بدلا منه في آخر مباريات الملك مع فريق العاصمة.

في هذا الوقت قرر صلاح تحقيق ما قاله لنفسه حينما كان لاعبا في تشيلسي، العودة إلى أنفيلد "يوما ما".

"شعرت بسعادة غامرة عندما علمت برغبة ليفربول في ضمي. كنت أقول لنفسي أنني أرغب في العودة لإنجلترا. أردت اللعب هنا وإظهار قدراتي للجميع. حينما أدركت أنني قريب للغاية من الانضمام لليفربول، كنت سعيدا للغاية".

في الثاني والعشرين من يونيو 2017 أعلن نادي ليفربول عن ضم محمد صلاح إلى صفوفه في صفقة كانت وقتها هي الأغلى في تاريخ الحمر. البعض تخوف من عودة صلاح إلى انجلترا بعد تجربة غير ناجحة مع تشيلسي، والبعض الآخر اعتبر قيمة 50 مليون يورو (42 + 8 إضافات) كبيرة للغاية.

"صلاح سيجعلنا أكثر خطورة. صلاح يؤمن بما نحاول القيام به هنا في ليفربول، ونحرص بشدة على أن يكون جزءا منه. ببساطة هو لاعب طموح يريد الفوز والوصول لأعلى مستوى، ويعلم أنه يمكن تحقيق هذه الطموحات مع ليفربول". يورجن كلوب

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا