برعاية

داغستان ليست «داعشية».. أرض التصوف والجمال والمقاتلين الأشاوس التي استغلتها روسيا - ساسة بوست

داغستان ليست «داعشية».. أرض التصوف والجمال والمقاتلين الأشاوس التي استغلتها روسيا - ساسة بوست

أثناء وصول البلاشفة الروس إلى السلطة والإطاحة بنظام القياصرة في بدايات القرن العشرين؛ كانت داغستان أشبه بساحة الحرب بين الطرفين، وقد قام السكان بقيادة الطرق الصوفيّة بثورة من أجل تحرير داغستان من بقايا الحكم القيصريّ، وانضمّ إلى الثورة بعض البلاشفة الماركسيون أيضًا.

في بدايات الاتحاد السوفيتي عرفت داغستان انقسامات قبليّة بسبب تنوّع الأعراق واللغات، كما تواصلت الانتفاضات ضدّ الحكم السوفيتي الذي رأى فيه الداغستانيون مجرّد امتداد للقمع القيصريّ، لكن بشعارات أخرى في ظلّ الحكم الشيوعيّ، ونتيجة لذلكّ ولتجنّب استمرار الانتفاضة أقرّ الاتحاد السوفياتيّ شكلاً من أشكال الحكم المحليّ في داغستان من خلال الاعتراف بمجالس محليّة منتخبة، كما أنّ علاقة السوفيت مع الإسلام في البداية عرفت اعترافًا صريحًا واحترامًا لحقّ الداغستانيين في الاحتكام إلى قوانين الشريعة الإسلاميّة، من خلال تصريح جوزيف ستالين سنة 1920 بكلّ وضوح:

«لقد تمّ إعلامنا أن الشريعة لها معنى قويّ جدًّا بين شعوب داغستان، وقد علمنا أيضًا أن أعداء الاتحاد السوفياتي ينشرون شائعات مفادها أن السوفيت سيمنعون الشريعة. أنا هنا لأؤكد لكم، باسم الاتحاد السوفيتي، أن هذه الشائعات خاطئة. الحكومة الروسية تسمح لكل أمّة بأن تحكم بالاستناد إلى القوانين والعادات المحلية. الاتحاد السوفيتي يعترف بالشريعة باعتبارها شرعيّة، وقانونًا خاصًّا مطبقًا في أمم أخرى في روسيا، إذا أراد الداغستانيون أن يحافظوا على قوانينهم وعاداتهم، فَلَهُم ذلك».

وقد فهم الداغستانيون هذا الموقف الروسيّ من الشريعة باعتباره استقلالاً ضمنيًّا. لكن هذه النبرة الإيجابيّة تجاه الإسلام البارزة في كلام ستالين لم تدم طويلاً، فبعدها بسنوات، ومع انتشار المساجد والمدارس القرآنيّة والقضاة الشرعيّين، اعتبرت الحكومة السوفياتيّة أن الإسلام خطر يهدّد الاتحاد، فبدأت بحملة قمعيّة شملت إغلاق المساجد وقمع الأئمة، ونفي العلماء الشرعيين إلى السجون ومعسكرات الاعتقال، وقد استمرّت هذه الحملة طوال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي في ربوع داغستان.

مؤتمر الشيشان.. إخراج «السلفية والوهابية» من نطاق أهل السنة

الحرب السوريّة.. كيف سهلت روسيا انضمام الداغستانيين إلى «داعش»

بعد أن حاربتهم روسيا لسنوات، وجدت موسكو في الجماعات الإسلاميّة المسلّحة ورقة للّعب في المستقنع السوريّ، فقد نشرت وكالة رويترز تحقيقًا استقصائيًّا خلصت فيه إلى أنّ الحكومة الروسيّة سعت إلى تسهيل انتقال مقاتلين من داغستان وباقي المناطق الروسيّة، للمشاركة في الحرب السوريّة. إذ أكّد عدد من الشهود في حديثهم لرويترز أنّ الاستخبارات الروسيّة وفّرت لهم جوازات سفر وتذاكر طيران للانتقال إلى تركيا ومن ثمّ إلى سوريا للمشاركة في الحرب.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا