برعاية

عجائب وغرائب كأس العالم تتواصل

عجائب وغرائب كأس العالم تتواصل

تعد كأس العالم لكرة القدم قصة شغف بلا نهاية بدأت فصولها عام 1930، وتتجدد حكاياتها كل أربع سنوات ويبقى حلم كل لاعب ومنتخب أن يكتب سطراً في أحداثها المثيرة داخل وخارج الملعب، وتتشابك جذورها مع قضايا مجتمعية ونزاعات سياسية.

ولم تبح الكأس بكل أسرارها بعد. فبعض القصص باتت معروفة للكثيرين، مثل تعرض الكأس للسرقة قبل نسخة 1966 قبل أن يعثر عليها الكلب «بيكلز». كما رفضت الهند المشاركة في بطولة 1950 لعدم السماح للاعبيها باللعب «حفاة الأقدام» كما اعتادوا وخرج باولو روسي من السجن ليقود إيطاليا لتحقيق اللقب في 1982.

وبعض القصص حملت طابعاً إنسانياً، مثل رفض يوهان كرويف أسطورة هولندا المشاركة في بطولة 1978 بعد تهديد حياته وحياة أسرته في برشلونة. كما ألقت السياسة بظلالها على مواجهة الأرجنتين وإنجلترا الشهيرة عام 1986 عندما أبدع مارادونا في خضم النزاع السياسي على جزر فوكلاند وتكرر الحال في مواجهة أميركا وإيران بنسخة 1998، لكن الكثير من حكايات كأس العالم لم يخرج للنور بعد.

هل تعلم أن أحد اللاعبين شارك في كأس العالم ويده «مبتورة»؟ أو السبب وراء ارتداء إيطاليا القميص الأزرق وهولندا القميص البرتقالي رغم عدم وجود اللونين في علمي البلدين؟ هذه نبذة مختصرة من نوادر اجتهد الكاتب والصحافي الأرجنتيني لوسيانو برنيكي لتجميعها في كتاب يحمل اسم «أغرب الحكايات في تاريخ المونديال» تصدر المبيعات في عدة دول بأميركا الجنوبية لتسليط الضوء على نحو 400 قصة مثيرة وطريفة وقعت خلال البطولة الممتدة 88 عاماً، ولم تكن معروفة للجميع.

ورغم الشغف الهائل بكرة القدم في مصر والوطن العربي، فإن أدب الكتب الرياضية ليس رائجاً في هذه المنطقة؛ لذا سعى الكاتب والمترجم المصري محمد الفولي لتغيير هذه الفكرة بترجمة كتاب برنيكي للعربية، وذلك ضمن مشروعات عدة لكتابة وترجمة كتب ذات طابع رياضي. وجاء الاحتفال بصدور النسخة العربية من الكتاب في القاهرة بحضور برنيكي قبل نحو شهر على انطلاق كأس العالم في روسيا ووسط أحداث استثنائية بعد عودة مصر للنهائيات بعد غياب 28 عاماً، وتأهل أربع دول عربية للبطولة لأول مرة.

وعن القصة وراء هذا الكتاب، قال برنيكي لـ«رويترز» «أعتبر نفسي كاتباً محظوظاً للغاية. لم تكن لدي خبرة في الكتابة الرياضية فقد عملت بالصحافة السياسية والاقتصادية طيلة 22 عاماً. وفي 2008 اقترح أحد أصدقائي من الصحافيين أن أعد كتاباً عن كأس العالم في جنوب أفريقيا، ومن هنا بدأت الفكرة بمحض الصدفة».

ويتضمن الكتاب 400 قصة مختصرة بعضها فاق الخيال في رياضة لن يتوقف الجدل فيها رغم التطور والتكنولوجيا وحكم الفيديو. وأضاف برنيكي «استغرق تجميع المعلومات عاماً ونصف العام، وسافرت إلى روما ومونتفيديو لزيارة مكتبات والبحث عن مصادر لأن تغطية النسخ الأولى من كأس العالم كانت شبه معدومة، وكانت هناك أزمة اقتصادية؛ لذا شغلت الرياضة القليل من صفحات الجرائد، وكنت في حاجة إلى مصادر جيدة ومتنوعة. كان هدفي صياغة القصة الرياضية بشكل أدبي جذاب، وربما يرسم الابتسامة على وجه القارئ. هو كتاب رياضي في الأساس، لكنه يمزج الثقافة بالسياسة وتعكس القصص واقع كرة القدم، وهي لعبة يمر فيها اللاعب بمواقف غريبة مثل أي شخص عادي».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا