برعاية

حكايتنا مع المونديال .. توفيق بن عثمان .. شيبوب أقصاني من المنتخب والشتالي بريء من «الديكتاتورية» حكايتنا مع المونديال .. توفيق بن عثمان .. شيبوب أقصاني من المنتخب والشتالي بريء من «الديكتاتورية»

حكايتنا مع المونديال .. توفيق بن عثمان   .. شيبوب أقصاني من المنتخب والشتالي بريء من «الديكتاتورية»  حكايتنا مع المونديال .. توفيق بن عثمان   .. شيبوب أقصاني من المنتخب والشتالي بريء من «الديكتاتورية»

في 1939 ظهرت «القناوية» إلى الوجود وفي العام نفسه شاءت الأقدار والصّدف أن يُولد توفيق بن عثمان الذي سيصنع في مرحلة موالية ربيع «المرساوية» ويعانق العالمية مع الفريق الوطني وذلك في «ملحمة» الأرجنتين التي ملأت الدنيا وشغلت الناس لأربعين عاما بالتّمام والكمال.

توفيق بن عثمان كان واحدا من الأبطال الخالدين لتلك «الملحمة» التي قادها الشتالي في 1978. وقد كان بن عثمان المُرافق المخلص والمساعد الأمين والذي يحظى بالكثير من الاحترام والتقدير لما يتمتّع به من خُلق رفيع ولما حقّقه من نجاحات كبيرة كلاعب وكمدرّب بأزياء «القناوية» (أوالمستقبل الإسلامي كما كان يُطلق عليها في السابق).

مع بن عثمان قُمنا بفتح الأرشيف لنسترجع معه ذكريات الزّمن الغَابر عندما كان يصول ويجول مع المرسى و»النسور» الذين عاش معهم «سي» توفيق أيّاما لا تُنسى ولحظات لا تُمحى من الأذهان.

بن عثمان يبدأ الكلام بعتاب «خفيف» على الإعلام حيث يعتقد أن الصّحافة تحمل على عاتقها مسؤولية جسيمة لحفظ الذاكرة الرياضية عبر الالتفات إلى «الكوارجية» القدامى حتّى لا يلفّهم النسيان.

وقال بن عثمان بقلب موجوع إن الكثيرين يعتقدون أنه أصيب (لا قدّر الله) بـ»الخُرف» ولم يَعد له أثر في الساحة الكروية في حين أنه مازال في أوج العطاء ويُعلّم الأشبال أصول الجلد المنفوخ في المرسى حيث البير والصّفصاف والناعورة والجمهور الشاهد على التاريخ التليد لضيف «الشروق».

سطع نجم بن عثمان مع «المرساوية» وهو في عمر الزّهور حيث تألّق في الدّفاع وحمل شارة القيادة في أصناف الشبّان ليقع «استقطابه» بسرعة قياسية في صنف الأكابر ويصعد مع الجمعية إلى دائرة الأضواء. وفرض بن عثمان علاوة على ذلك نفسه في تشكيلة المنتخب الوطني بجوار العمالقة أمثال «ديوة» والشتالي الذي لم يكن يعرف أنه سيقود «النسور» إلى مونديال 78 رفقة زميله في المنتخب توفيق بن عثمان.

بن عثمان رفع الكأس مع المرسى بعد «فينال» مثير ضدّ «البقلاوة» عام 61 وذلك بقيادة «ساندور بازمندي» الذي يَعتبره توفيق من العلامات الفارقة على مستوى الإطارات التدريبية الأجنبية التي اشتغلت في تونس تماما مثل «أندري ناجي».

من النوادر الخالدة في مشوار بن عثمان أنه عمل في «القناوية» كلاعب وكمدرب في الآن ذاته وقد حصل ذلك في «فينال» الكأس عام 70 حيث أقحم توفيق نفسه في التشكيلة «المرساوية» أثناء اللّعب وكانت المواجهة آنذاك ضد إفريقي «عتّوقة» والشايبي... وغيرهما من «كبار» اللّعبة في تونس.

اللّقاء انتهى بفوز الإفريقي إعتمادا على عدد الركنيات والطّريف أن تركيبة المرسى كانت تضمّ أيضا شقيق توفيق وهو بالرّوبة.

بعد ذلك خاض بن عثمان الكثير من التجارب التدريبية حيث أشرف على حمّام سوسة وباجة وجاب الرجل الشمال والساحل مؤكدا في هذا الصّدد أنه حزّ في نفسه ما صدر مؤخرا عن نجل عمر الجبالي (أحد أبطال الأرجنتين) وهو زياد من خطابات تكرّس الجهويات معتبرا أن هذه «الظاهرة» المقيتة مُخجلة ومرفوضة.

هذا وعاد بن عثمان في مرحلة موالية إلى أحضان «المرساوية» ليدرّب الشبان ويفوز معهم بلقب الكأس هذا قبل أن ينحت اسمه بحروف من ذهب في الضاحية الشمالية ويصعد مع «القناوية» على منصّة التتويج عام 77.

تحصّل بن عثمان في تلك السنة على كأس تونس أمام «السي .آس .آس» المدجّجة بنجوم المنتخب مثل المرحوم محمد علي عقيد و»الظهير الطائر» المختار ذويب علاوة على «السّاحر» حمادي العقربي الذي قال بن عثمان إنّ مهارته العالية دفعته إلى شلّ حركته بلاعبين كلّ واحد منهما لعب شوطا وكانت مَهمّتهما الأساسية مُحاصرة العقربي حتى عندما يقف على خطّ التماس ليشرب الماء وهذا الثنائي يتكوّن من الداموسي والمعروفي.

فريق بن عثمان فاز آنذاك بثلاثية نظيفة وهو ما شكّل حدثا كبيرا بالنظر إلى اختلال موازين القُوى بين الجمعيتين والعرض الكروي الممتاز للمرسى. والأجمل من ذلك أن بن عثمان كان يقوم في الوقت عينه بواجبه الوطني مع المنتخب وذلك في خطة مساعد لعبد المجيد الشتالي الذي نفى عنه ضيفنا صفة «الدكتاتورية» قائلا بأنه كان يستشيره ويأخذ بنصائحه ويكفي أن نذكّر بإقحام عمر الجبالي في لقاء الجزائر أثناء تصفيات مونديال 78 وذلك بإيعاز من بن عثمان.

رغم التتويجات التي حقّقها توفيق مع «القناوية» فإن مشاركته في الكأس العالمية مع المنتخب عام 78 بقيت الحدث الأبرز في مسيرته الكروية.

وفي هذا السياق يؤكد بن عثمان أنه لم يشعر بطعم المجد الحقيقي إلاّ في الملاعب الأرجنتينية الشاهدة على تلك «الملحمة» التونسية العصيّة عن النسيان.

بن عثمان يعتقد أن تونس حقّقت آنذاك إنجازا «عظيما» استحقت على إثره عناصرنا الدولية استقبالا «أسطوريا» لحظة الرجوع إلى أرض الوطن حيث خصّهم الشعب بحب كبير وفتح لهم الزعيم بورقيبة القصر وحرص على تكريمهم وتوسيمهم مع تمكينهم من منحة تشجيعية (ألف دينار لكلّ لاعب أساسي و500 للإحتياطي و1500 للمساعد و3 آلاف دينار للشتالي بوصفه المدرّب الأوّل).

ولم يمرّ توفيق على تلك «الملحمة» دون أن يشير إلى أن المنتخب كان بوسعه تحقيق الأفضل لولا الهزيمة القاسية أمام بولونيا (بعد هفوة فردية قام بها الكعبي واستغلّها العملاق «لاتو»).

ولم يغفل بن عثمان عن التعريج على الأسطورة «عتوقة» مؤكدا أنه كان من أبطال التصفيات وأن وضعه على بنك الاحتياط في النهائيات والتعويل على النايلي كان أمرا طبيعيا بحكم أن الصادق لم يكن جاهزا.

ويتحدث بن عثمان كذلك على بعض جنود الخفاء في تلك «الملحمة» كما هو شأن حمادي التبرسقي الذي كان يقوم بالعلاج الطبيعي دون أن يكون من المختصين في هذا الميدان وقد وقع الاستنجاد به لتعزيز الإطار الفني بقياد الشتالي وبن عثمان اللّذين كانا يقوما بكل الأدوار تقريبا في ظلّ عدم وجدود المعد البدني ومدرب حراس المرمى.

فرح كبير وجرح لا يندمل

في الثمانينات نال توفيق شرف الإضطلاع بخطّة مدرب أوّل وقد صنع من جديد التاريخ وترشح إلى الأولمبياد ونجح «النسور» آنذاك في كسر شوكة «الفراعنة» في عقر دارهم بفضل الهدف الشهير لجمال ليمام قبل الفوز أيضا على المغرب.

بعد تلك الفرحة العارمة وجد توفيق نفسه خارج المنتخب وفي هذا السياق يقول:» لقد تم إقصائي بإيعاز من سليم شيبوب وهي حقيقة ثابتة ولا مجال لإنكارها. وهذا الجُرح الغائر لم يندمل إلى حدّ الآن. والأغرب من ذلك أن الشخص عينه حاول التدخّل في شؤوني الفنية عندما دربت في مرحلة موالية المنتخب الأولمبي حيث طلب مني عدم تشريك لاعب الترجي العيادي الحمروني في لقاء مهمّ للفريق الوطني لكنّني تجاهلته وقمت بإقحامه. والحقيقة أنّني أحرص على ذكر هذه الأشياء للتاريخ الذي يشهد بمواقفي وبأنّني خدمت الكرة التونسية بتفان وإخلاص والذي يؤكد أيضا أنني متحصل على ثلاثة أوسمة أفاخر بها كثيرا (67 و78 من قبل بورقيبة و2004 من طرف بن علي)».

وختاما يتمنى بن عثمان التوفيق لهذا الجيل ويأمل أن يسير على نهج أبطال 78 ويكتب التاريخ في ملاعب روسيا.

في 1939 ظهرت «القناوية» إلى الوجود وفي العام نفسه شاءت الأقدار والصّدف أن يُولد توفيق بن عثمان الذي سيصنع في مرحلة موالية ربيع «المرساوية» ويعانق العالمية مع الفريق الوطني وذلك في «ملحمة» الأرجنتين التي ملأت الدنيا وشغلت الناس لأربعين عاما بالتّمام والكمال.

توفيق بن عثمان كان واحدا من الأبطال الخالدين لتلك «الملحمة» التي قادها الشتالي في 1978. وقد كان بن عثمان المُرافق المخلص والمساعد الأمين والذي يحظى بالكثير من الاحترام والتقدير لما يتمتّع به من خُلق رفيع ولما حقّقه من نجاحات كبيرة كلاعب وكمدرّب بأزياء «القناوية» (أوالمستقبل الإسلامي كما كان يُطلق عليها في السابق).

مع بن عثمان قُمنا بفتح الأرشيف لنسترجع معه ذكريات الزّمن الغَابر عندما كان يصول ويجول مع المرسى و»النسور» الذين عاش معهم «سي» توفيق أيّاما لا تُنسى ولحظات لا تُمحى من الأذهان.

بن عثمان يبدأ الكلام بعتاب «خفيف» على الإعلام حيث يعتقد أن الصّحافة تحمل على عاتقها مسؤولية جسيمة لحفظ الذاكرة الرياضية عبر الالتفات إلى «الكوارجية» القدامى حتّى لا يلفّهم النسيان.

وقال بن عثمان بقلب موجوع إن الكثيرين يعتقدون أنه أصيب (لا قدّر الله) بـ»الخُرف» ولم يَعد له أثر في الساحة الكروية في حين أنه مازال في أوج العطاء ويُعلّم الأشبال أصول الجلد المنفوخ في المرسى حيث البير والصّفصاف والناعورة والجمهور الشاهد على التاريخ التليد لضيف «الشروق».

سطع نجم بن عثمان مع «المرساوية» وهو في عمر الزّهور حيث تألّق في الدّفاع وحمل شارة القيادة في أصناف الشبّان ليقع «استقطابه» بسرعة قياسية في صنف الأكابر ويصعد مع الجمعية إلى دائرة الأضواء. وفرض بن عثمان علاوة على ذلك نفسه في تشكيلة المنتخب الوطني بجوار العمالقة أمثال «ديوة» والشتالي الذي لم يكن يعرف أنه سيقود «النسور» إلى مونديال 78 رفقة زميله في المنتخب توفيق بن عثمان.

بن عثمان رفع الكأس مع المرسى بعد «فينال» مثير ضدّ «البقلاوة» عام 61 وذلك بقيادة «ساندور بازمندي» الذي يَعتبره توفيق من العلامات الفارقة على مستوى الإطارات التدريبية الأجنبية التي اشتغلت في تونس تماما مثل «أندري ناجي».

من النوادر الخالدة في مشوار بن عثمان أنه عمل في «القناوية» كلاعب وكمدرب في الآن ذاته وقد حصل ذلك في «فينال» الكأس عام 70 حيث أقحم توفيق نفسه في التشكيلة «المرساوية» أثناء اللّعب وكانت المواجهة آنذاك ضد إفريقي «عتّوقة» والشايبي... وغيرهما من «كبار» اللّعبة في تونس.

اللّقاء انتهى بفوز الإفريقي إعتمادا على عدد الركنيات والطّريف أن تركيبة المرسى كانت تضمّ أيضا شقيق توفيق وهو بالرّوبة.

بعد ذلك خاض بن عثمان الكثير من التجارب التدريبية حيث أشرف على حمّام سوسة وباجة وجاب الرجل الشمال والساحل مؤكدا في هذا الصّدد أنه حزّ في نفسه ما صدر مؤخرا عن نجل عمر الجبالي (أحد أبطال الأرجنتين) وهو زياد من خطابات تكرّس الجهويات معتبرا أن هذه «الظاهرة» المقيتة مُخجلة ومرفوضة.

هذا وعاد بن عثمان في مرحلة موالية إلى أحضان «المرساوية» ليدرّب الشبان ويفوز معهم بلقب الكأس هذا قبل أن ينحت اسمه بحروف من ذهب في الضاحية الشمالية ويصعد مع «القناوية» على منصّة التتويج عام 77.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا