برعاية

جوارديولا.. ثورة زرقاء انتهت بلعب الجولف على جثث المنافسين

جوارديولا.. ثورة زرقاء انتهت بلعب الجولف على جثث المنافسين

حاولت أندية كثيرة من قبل خلق "برشلونة خارج كتالونيا"، ولكن معظم تلك التجارب – في روما وباريس ولندن – كانت تجد فشلا ذريعا. المقولة السائدة كانت هي أنك لا يمكنك خلق برشلونة دون يوهان كرويف، أو وريثه الشرعي بيب جوارديولا.

هذا ما علمه ملاك مانشستر سيتي الإماراتيين، لا يمكن خلق ثورة تؤدي لنظام مهيمن مثل برشلونة 2008-2012 دون قائد الثورة: بيب جوارديولا.

المحصلة في صيف 2017 لم تكن نظاما مهيمنا.. بل فوضى وفشل وأشلاء ثورة، وأسوأ مواسم بيب عبر تاريخه.

فليخبر أحدكم جوارديولا لأنه يلعب الجولف.. مانشستر سيتي بطلا للدوري الإنجليزي تقرير: جوارديولا يرغب في تدريب تياجو للمرة الثالثة جوارديولا: الآن فرصتنا للتتويج أمام سوانزي.. ولن أشاهد يونايتد بسبب الجولف جوارديولا: أردنا تطبيق حكم الفيديو في الدوري الإنجليزي.. يونايتد وتشيلسي رفضا

مرحبا في إنجلترا يا بيب

تلك العبارة استخدمها الذين راهنوا على فشل جوارديولا في إنجلترا كثيرا. استنادا إلى "تفرد الدوري الإنجليزي في خصائصه" أو صعوبة المنافسة "التي لن يواجه فيها ليفانتي أو فرانكفورت".

على الأقل استخدم هؤلاء تلك العبارة 6 مرات في موسم جوارديولا الأول مع سيتي – عدد مرات خسائره في الدوري – بالإضافة لمرة أخيرة مع إثبات وجهة نظرهم بأن جوارديولا لن ينجح في إنجلترا عندما قدم موسما هو الأول له في التاريخ دون الحصول على أي بطولة.

ما حدث في 10 أشهر لا يمكن وصفه بالمعجزة في ظل وجود موارد غير معقولة في حوزة بيب من أجل قلب موازين الأمور لصالحه.

إلا أن في صيف العام الماضي كان جوارديولا رجلا محطما يحلم بأحلام لا يمكن تحقيقها في إنجلترا. ولكن قبل حلول الصيف التالي كان منشغلا بلعب الجولف لأن لقب الدوري حسم فعليا منذ أشهر.

في نهاية الموسم الماضي لم يعد جوارديولا إلا بأن سيتي سيكون "أفضل" من موسم أنهاه في المركز الثالث خلف تشيلسي وتوتنام بكثير، معترفا بصعوبة الكرة الإنجليزية.

عندما تُحكى قصة جوارديولا ربما بعد 50 عاما أو ما شابه، سيختصر الأمر في أنه أجرى تعديلات بين الموسمين الماضي والجاري منحته الفوز بالدوري، ولكن ما حدث كان ثوريا بحق ولذلك الكثير من الإثباتات.

في موسم 2016/2017 عانى سيتي كثيرا من الأخطاء الدفاعية خاصة في وجود أغلى مدافع في العالم آنذاك جون ستونز.

"أحب جون ستونز لأن شخصيته أقوى من كل من يتواجد في هذه الغرفة، مع كل أخطاءه أحبه، لأنني أحب اللاعبين أصحاب الشخصية".

ما هي الشخصية في وجهة نظر بيب؟ هي تطبيق التعليمات التي يقدمها للاعبين في ظل أوقات صعبة. في الموسم الماضي بدا أن أسلوب وفلسفة بيب لا مكان لهم في إنجلترا، وأن بناء اللعب من الخلف على طريقته في إسبانيا وألمانيا أمر فيه مخاطرة كبرى مع معدلات الركض غير الطبيعية في إنجلترا وقدرة الفرق على ضغط سيتي من الأمام لمدة 90 دقيقة متواصلة.

رغم ذلك أبدى ستونز الشخصية، والشخصية هنا هي الوثوق والتصديق في بيب، أو ما يمثله بيب.. ذلك التزاوج بين جمال كرة القدم وبراجماتية الأداء الطامح إلى الفوز فقط، المزيج الذي لا يحدث كثيرا بين كرة قدم ممتعة وشيقة وفريق بطل.

رغم تلك الثقة، كان الشك أكبر. في أرض جديدة لم يقدم جوارديولا ما يشفع له بأن يحصل على الإيمان الكامل بأنه جاء ليقود ثورة في ملاعب الدوري الإنجليزي بل بالعكس بدا كرسول لرسالة لن تجد أي صدى في بطولة قاعدتها الأولى أنك يجب أن تدافع جيدا لكي تحصل عليها.

النظام كان أقوى من الثورة في 2016/2017، وجوارديولا كان "رجلا مجنونا" حسب وصف مارسيلو بييلسا الذي قال سابقا إن "الرجل ذو الأفكار الجديدة يعد مجنونا إلى أن تنتصر أفكاره".

ومن أجل تنفيذ تلك الأفكار، اختار جوارديولا رحيل 12 لاعبا من الفريق الذي خسر كل شيء في 2017 من أجل تدعيمات قوية مثل إيدرسون وكايل ووكر وبيرناردو سيلفا ودانيلو.

قائمة سيتي بدت كقائمة جديدة تماما، مع أظهرة يستطيعون الانضمام للقلب الملعب لخلق السيطرة على وسط الملعب مثلما تنص أسفار الـJuego de Posicion اللاتينية التي تطالب المدربين دائما بخلق السيطرة عن طريق مكان تواجد اللاعبين وعددهم في أماكن الملعب المختلفة.

مع تلك التدعيمات، ظهر كيفن دي بروين بحلة جديدة.

قائد وسط وصانع ألعاب يقدم أداء لا مثيل له. أداء عبقري تعبر عنه تمريرة بظهره لرحيم ستيرلنج ضد توتنام في ويمبلي. تمريرات قاتلة وقدرة على المرور من الخصوم واحدا تلو الآخر وتسديدات لا ترد، أصبح كيفن سلاح ثورة بيب الأول.

ما فعله جوارديولا في الصيف منحه بداية لا تصدق للموسم. بعد 23 جولة كان متصدرا للدوري بفارق 15 نقطة كاملة، فاز بـ18 مباراة متتالية قبل مواجهة كريستال بالاس في نهاية العام الماضي، رقم تاريخي غير مسبوق.

لم يكن هناك أي رقم صعب على بيب هذا الموسم إلا ليفربول الذي هزمه في الدوري وأخرجه من دوري أبطال أوروبا، إلا أن الجميع خضع في النهاية لثورة بيب.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا