برعاية

عندما كان أنفيلد معقلا لمانشستر يونايتد في ليلة استثنائية

عندما كان أنفيلد معقلا لمانشستر يونايتد في ليلة استثنائية

المشهد الأغرب في تلك الليلة كان عندما شوهد جماهير تحمل أوشحة حمراء وبيضاء وتملأ مدرج "كوب" وتهتف "يونايتد .. يونايتد".

اعتدنا طوال تاريخ كرة القدم الإنجليزية على أن جماهير ليفربول تمتلك عداوتين ضاريتين في إنجلترا.

العداوة الاولى ضد الجار الآخر بجوار نهر ميرسيسايد، نادي إيفرتون، والذي اعتاد أن يلعب على ملعب "أنفيلد" في السنوات الأولى من تأسيسه في عام 1884، قبل أن ينتقل إلى "جوديسون بارك" نتيجة لخلافات على ملكية أرض ملعب "أنفيلد"، ومن ثم يتأسس نادي جديد وهو "ليفربول" الذي خاص مباراته الأولى على معقله الرسمي حتى يومنا هذا في عام 1892، وهو عام تأسيس النادي.

صلاح بعد التتويج بجائزة لاعب الشهر: الشيء الأهم تحسين مركز ليفربول مؤتمر مورينيو عن - الرد على نيفيل والعداوة مع ليفربول و"المدافع" لوكاكو مدير كشافي ليفربول السابق: يونايتد سبقنا في التعاقد مع رونالدو وبيكيه لوفرين: ليفربول لا يلعب على التعادل أبدا مثل يونايتد

أما العداوة الثانية فتمتد لمدينة مانشستر، حيث اعتاد جماهير الريدز التناوش مع جماهير الشياطين الحمر طوال السنوات فيما يخص الزعامة على أندية انجلترا، ومن أكثر تحقيقا للألقاب، وتمتد المناوشات لأمور أخرى.

"أولد ترافورد" تمثل معقلا للعدو بالنسبة لجماهير ليفربول، وهو نفس ما يمثله ملعب "أنفيلد" بالنسبة لجماهير مانشستر يونايتد.

ولكن في ليلة استثنائية، أصبح "أنفيلد" هو معقل لمانشستر يونايتد لمرة واحدة، وأخيرة.

كيف تسلسلت الأحداث وصولا لهذه النقطة؟

ما بين الستينات والسبعينيات، ازداد عنف حركات الـ"هوليجانز" في كرة القدم تحديدا. العديد من المناوشات والمشادات والعنف في الملاعب، وأيضا خارج الملاعب حين تلتقي الجماهير المتعادية وجها لوجه.

مانشستر يونايتد تحديدا عانى من فئة جماهيره المنتمية للـ"هوليجانز" في تلك الفترة، بل وعاقبهم في أكثر من مرة بمنعهم من الحضور.

ولكن في المباريات التي تقام خارج "أولد ترافورد"، كانت تلك الحركات تسافر بأعداد كبيرة، فلا يتم حل المشكلة.

في نهايات موسم 1970-1971، شهدت إحدى مباريات مانشستر يونايتد على "أولد ترافورد"، وكانت ضد نيوكاسل، عنفا كبيرا من الـ "هوليجانز" الذين أقلوا العديد من الأشياء إلى أرض الملعب، وكان من ضمنها سكين حاد.

نتيجة لذلك، عوقب مانشستر يونايتد بلعب أول مبارتين له من الموسم الجديد على ملاعب محايدة. وتم تحديد الملاعب فعليا.

مباراته الأولى ضد أرسنال، حامل اللقب في الموسم السابق وصاحب الثنائية المحلية، وستقام على ملعب ألد الأعداء في "أنفيلد رود".

أما المباراة الثانية والتي ستكون ضد ويست بروميتش ألبيون ستلعب على "فيكتوريا جراوند" معقل نادي ستوك سيتي.

حدث الأمر بالفعل. مانشستر يونايتد يتوجه لمدينة ليفربول، ويدخل إلى ملعب "أنفيلد" كفريق مستضيف للمباراة، وينتصر على أرسنال بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في ليلة جمعة منسية لجماهير يونايتد، بل وللاعبين أنفسهم.

كانت بداية جيدة للموسم من حيث النتائج تحت قيادة مدير فني جديد، وهو فرانك أوفاريل بعد رحيل سير مات باسبي عن تدريب الفريق بنهاية الموسم السابق.

فرانك ماكلينتوك تقدم أولا لأرسنال في الشوط الأول، ولكن مانشستر يونايتد قلب تأخره إلى فوز في الشوط الثاني عن طريق أهداف آلان جولينج وبوبي شارلتون وبريان كيد.

آلان جولينج، وهو لاعب سابق لمانشستر يونايتد ومسجل لهدف في مباراة أرسنال الاستثنائية تلك، تم سؤاله عن هذه المباراة ضمن تقرير لصحيفة "جارديان" البريطانية في عام 2010.

"متى حدثت تلك المباراة؟ لا يمكنني أن أتذكر!. استضفنا أرسنال في مباراة على ملعب أنفيلد؟ هذا لا يصدق"

هكذا كان رد فعله، ولم يصدق ذلك إلا حين تم عرض صور من المباراة، وصورة له وهو يحتفل بهدفه.

أليكس ستيبني حارس مرمى مانشستر يونايتد في هذه المباراة، وقد لعب 400 مباراة بقميص الفريق، لم يتذكر تلك الواقعة بشكل محدد.

"أتذكر في تلك الفترة أننا عوقبنا بخوض مبارتين بعيدا عن أولد ترافورد. ولكن لا أتذكر المنافسين أو الملاعب التي خضنا اللقاءات عليها".

وأضاف "أتذكر مباراة أخرى فزنا بها في أنفيلد عام 1969، عندما تفوقنا على ليفربول بنتيجة 4-1".

ثم تابع "مباراة واحدة التي أتذكر أننا خضناها كمستضيفين بعيدا عن أولد ترافورد، وكانت ضد سانت ايتيان في كأس أندية أوروبا عام 1977، في ملعب بلايموث"

وكان الاتحاد الأوروبي قد عاقب مانشستر يونايتد بخوض مباراة خارج ملعبه في تلك الفترة، بسبب شغب في مباراة الذهاب في فرنسا.

شخص واحد من الشاهدين على الحدث هو من يتذكر تلك المباراة. "صوت الأنفيلد" كما يلقبونه.. جورج سيفتون.

سيفتون كان المذيع الداخلي لملعب "أنفيلد" خلال تلك المباراة، وكان قد بدأ العمل قبل أسبوع فقط من هذه الليلة الاستثنائية.

ويقول سيفتون: "لقد كانت أمسية يوم جمعة. وكانت مباراة إضافية على الملعب لذلك الأسبوع. أتذكر حين كان نصف الملعب فارغا."

وأضاف "لقد كان غريبا ألا يتم تشغيل أغنية "لن تسير وحدك أبدا" في بداية المباراة.. لقد ظلت الأغنية الرسمية للفريق لسنوات. من الغريب رؤية ملعب أنفيلد كملعب محايد".

ثم اختتم حديثه "ولكنني كنت سعيدا. لقد كانت المباراة الثالثة في مسيرتي، وربحت منها المزيد من الأموال في جيبي. لقد كنت شابا في ذلك الوقت وزوجا جديدا".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا