برعاية

بهــــدوء .. دَرس الرّجيش والعلا و«فَضيحة» البنية التحتيّة بهــــدوء .. دَرس الرّجيش والعلا و«فَضيحة» البنية التحتيّة

بهــــدوء  .. دَرس الرّجيش والعلا و«فَضيحة» البنية التحتيّة     بهــــدوء  .. دَرس الرّجيش والعلا و«فَضيحة» البنية التحتيّة

مرّة أخرى تُنعش الكأس الجِهات الداخليّة والأحياء الشعبيّة التي لم تَعرف من الثّورة غير الوُعود الوهميّة والتّهميش والرشّ. فَفي الرّجيش نَقش مُستقبل المكان اسمه بحروف ذهبيّة في سجلاّت «الأميرة» التونسيّة بعد أن تَرشّح إلى الدّور رُبع النهائي على حساب نجم المَناجم الذي هَزم بالأمس ترجي العَاصمة وهو واحد من أصحاب الثّراء الفاحش. والجَميل في هذا الانجاز الفريد تَعاطف الكُرة مع هذا الفريق المُكافح الذي يَعيش بعشرة ملايين فحسب في الشّهر والذي سَجّل هدفا غَاليا ومُثيرا بمساعدة من الرّيح التي أعجبتها نَسمات بحر الرّجيش واختارت أن تَقف في صفّ المُهاجم المُخضرم والمُتخلّق ياسين بُوشعالة الذي يَفوق من حيث السنّ مُدرّبه الطّموح شوقي الزبيدي الرّافض للـ»تطاوس» ولَعب دور البطولة رغم أنّ ما حَقّقه الرّجيش يُعتبر مَكسبا تاريخيا قد يُعيد للأذهان ابداع المَهدية في السّبعينات عندما بَلغت المحطّة النهائية للكأس أيّام عيّاد وعمارة وقارة...

الدّرس الثّاني في الكأس يَأتينا من ولاية القيروان وتَحديدا من مُعتمدية العلا التي سَطع نَجمها في سَماء الكرة التونسيّة بعد أن كَسر الحواجز النفسيّة واجتاز الحُدود التُرابية بين الرّابطات ليكتسح الـ»قوابسيّة» والمُكنين بصفر امكانات وأصبحت جَماهيره تَعيش أحلى أيّامها بفضل انتصارات أبناء مجدي عمري الذي كان خِطابه مُؤثّرا بل تَقشعّر له الأبدان خاصّة عندما يَربط الفرحة الهستيرية التي صَنعتها الأقدام «العلوية» في الكأس مع «مأساة» هذه الجهة التي تُصنّف ضِمن المناطق التي تَكتسحها ظاهرة «الانتحار» النّاجم عن التّهميش والفَقر الذي يَنهش البلاد من شَمالها إلى جنوبها. ولن نَمرّ على انجاز العلا دُون التَعريج على تألّق الحارس سفيان الرّويسي الذي أعاده مدرّبه إلى الشّباك بعد أن كان قد ارتدى ثَوب الفنيين المُشرفين على حرّاس المرمى في الفريق. أليس هذا درسا «عَظيما» للفنيين الـ»كبار» والأندية التي تَلعب بالمليارات؟

الاحتفال في الرّجيش والعلا تَزامن مع عُرس آخر في تَطاوين التي أعلنت الصّمود رغم «خِذلان» المُدعمين. ويَستحقّ المُستقبل والنّجم والاتّحاد تحتيّة إكبار وتَقدير لاستبسالهم رغم ضُعف الحال والشّكر مُوجّه أيضا إلى كلّ الأندية التي لم يُسعفها الحظ للعبور والتي أضفت رَونقا خاصّا على أجواء الكأس كما هو حال السّبيخة التي ذُبحت فيها الأكباش وأقيمت في ساحاتها الأفراح احتفاء بزيارة الإفريقي تَماما كما فَعلت بِنبلة بمناسبة لقاء الشّقيق الأكبر النّجم السّاحلي السّعيد بـ»لمّة» جنيّح وإدريس وشرف الدين وبينهم العزّابي الذي قَسَم حُبه بين الولاّدة والوسّادة: أي بنبلة و»ليتوال» التي لن يَنسى لاعبها ورئيسها السّابق عثمان جنيّح مدرسة الأولمبي للنقل الذي تدرّب فيه أيّام الدراسة والشّباب. والكلام عن الملاسين المُنسحبة بشرف من الكأس على يد «الجليزة» أيقظ في النّاس ذكريات الزّمن الجميل وجَعلهم يَشعرون في الوقت نفسه بالحزن على الحالة الكارثية للبنية التحتيّة في هذا الصّرح الذي مرّ منه هبيطة والكعبي الذي فتح النار على التحكيم و»النّظام» المُطالب بإصلاح الأوضاع لا التبرّع للمترشحين بمنحة تشجيعيّة لا تُسمن ولا تُغني من جُوع.

مرّة أخرى تُنعش الكأس الجِهات الداخليّة والأحياء الشعبيّة التي لم تَعرف من الثّورة غير الوُعود الوهميّة والتّهميش والرشّ. فَفي الرّجيش نَقش مُستقبل المكان اسمه بحروف ذهبيّة في سجلاّت «الأميرة» التونسيّة بعد أن تَرشّح إلى الدّور رُبع النهائي على حساب نجم المَناجم الذي هَزم بالأمس ترجي العَاصمة وهو واحد من أصحاب الثّراء الفاحش. والجَميل في هذا الانجاز الفريد تَعاطف الكُرة مع هذا الفريق المُكافح الذي يَعيش بعشرة ملايين فحسب في الشّهر والذي سَجّل هدفا غَاليا ومُثيرا بمساعدة من الرّيح التي أعجبتها نَسمات بحر الرّجيش واختارت أن تَقف في صفّ المُهاجم المُخضرم والمُتخلّق ياسين بُوشعالة الذي يَفوق من حيث السنّ مُدرّبه الطّموح شوقي الزبيدي الرّافض للـ»تطاوس» ولَعب دور البطولة رغم أنّ ما حَقّقه الرّجيش يُعتبر مَكسبا تاريخيا قد يُعيد للأذهان ابداع المَهدية في السّبعينات عندما بَلغت المحطّة النهائية للكأس أيّام عيّاد وعمارة وقارة...

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا