برعاية

موسى ديمبلي محور الارتكاز النموذجي في الدوري الإنجليزي

موسى ديمبلي محور الارتكاز النموذجي في الدوري الإنجليزي

فور إحراز النجم الإنجليزي هاري كين الهدف الوحيد الذي شهده ديربي شمال لندن بين توتنهام هوتسبير وآرسنال، أظهرت عدسات التلفزيون المدير الفني للمدفعجية آرسين فينغر وهو يقف بجوار خط التماس ويشيح بيديه ويصرخ قائلا «هناك دفع»، ولذا أعتقد البعض أن المدير الفني الفرنسي يشير إلى أن كين قد سجل الهدف من خطأ بعدما «دفع» مدافعي آرسنال.

لكن في الحقيقة يجب الإشادة بالمدير الفني الفرنسي الذي صرح بعد انتهاء المباراة بأن كين قد ارتقى أعلى من لاعبي فريقه، ولم يرتكب خطأ. وبالتالي، ربما كان فينغر يوجه تلك الكلمة للاعبي فريقه لكي يلعبوا بكل قوة، بدلا من ترك كين يلعب بكل أريحية، في تلك المباراة التي كان من الممكن أن يدرك خلالها آرسنال التعادل وتنتهي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، وفي الوقت كان يمكن لتوتنهام هوتسبير أن يضاعف حصيلته التهديفية وينهي المباراة بخماسية نظيفة، لكن هذه الهزيمة بالنسبة لآرسنال تعني أن الفريق لن يكون قادرا على إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.

وسوف يحتل كين عناوين الصحف بسبب الأداء الرائع الذي قدمه في تلك المباراة، الذي يتناقض تماما مع أداء المهاجم الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ المنضم حديثا لآرسنال، حيث ظل كين يقاتل على كل كرة رغم تفوق فريقه واستحواذه التام على مجريات الأمور وقدرته على إنهاء المباراة تماما خلال أول 27 دقيقة، في حين لم يترك أوباميانغ بصمة واضحة في تلك المباراة، لكنه كان دائم الاعتراض ويتحدث كثيرا بدلا من التركيز على اللعب.

ورغم فشله في تقديم أفضل مستوياته أمام الفرق الكبيرة في بعض الأوقات بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، أنهت العروض الأخيرة لهاري كين الشكوك التي تحوم حول مكانته كأحد أفضل المهاجمين في العالم.

وعلى الرغم من تواصل الأهداف التي يسجلها كين، فإن سجله أمام كبار الدوري الممتاز لا تزال تمثل الشائبة الوحيدة الكبيرة في مسيرته.

وفشل كين في التسجيل على أرض آرسنال ومانشستر سيتي وعلى أرض توتنهام أمام تشيلسي هذا الموسم، واكتفى بست تسديدات على المرمى في المباريات الثلاث.

وقبل خوضه سلسلة مباريات صعبة أمام مانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال في غضون أسبوعين، كان توتنهام بحاجة لأن يقدم مهاجمه المميز كل ما في جعبته لإبقاء مساعي الفريق نحو إنهاء الموسم ضمن رباعي الصدارة.

وفي الوقت المناسب تماما، قدم كين ثلاثة عروض مختلفة تماما لكنها مهمة للفريق.

وخلال لقاء يونايتد في ويمبلي، قام كين بكل شي إلا تسجيل الأهداف، وأمطر مرمى الضيوف بثماني تسديدات. وكان الكثيرون سيشعرون بالإحباط بعد ضياع الفرصة تلو الأخرى منهم، لكن كين واصل السعي ليضمن تفوق فريقه على يونايتد.

واستطاع كين لاعب منتخب إنجلترا تجاوز الاختبار الذهني الصعب أمام ليفربول الأسبوع الماضي.

وعقب إضاعة ركلة جزاء، تقدم كين لتسديد الركلة الثانية في الوقت بدل الضائع ليمنح فريقه التعادل 2 - 2 بتسديدة هادئة.

وقبل خوض قمة شمال لندن على استاد ويمبلي، كان من الضروري بالنسبة لتوتنهام الحفاظ على مستواه الجيد السابق، لكنه عانى في الشوط الأول. لكن كين استطاع النهوض بفريقه بضربة رأس خبيرة ليقلب الطاولة بقوة لصالح توتنهام عندما احتاج الفريق لهذا بقوة ومضى الفريق قدما ليفوز بالمباراة 1 - صفر.

وإذا كان يمكن وصف كين بكلمة واحدة فهي «الصرامة»، لأنه يلعب بكل جدية ولا يترك أي كرة إلا ويقاتل عليها. وقد نجح توتنهام هوتسبير في الاستحواذ على مجريات اللقاء تماما أمام آرسنال، بفضل تحركات كين الدؤوبة في الخط الأمامي، لكن ربما يعود السبب الرئيسي في هذا الاستحواذ إلى موسى ديمبلي، الذي ربما يكون هو أفضل لاعب محور ارتكاز في الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الحالي.

وعندما كانت عقارب الساعة تشير إلى الدقيقة 60 من عمر المباراة، كان ديمبلي قد مرر 50 تمريرة صحيحة بنسبة نجاح تصل إلى 100 في المائة ومن دون أي خطأ في التمرير. وبفضل تحركاته الرائعة وانضباطه الخططي الكبير ومجهوده البدني الخرافي سيطر اللاعب الفرنسي على خط الوسط تماما.

ويعد ديمبلي من نوعية اللاعبين الذين يحظون بحب واحترام اللاعبين الآخرين، علاوة على أنه لاعب متكامل يجمع بين القدرة الهائلة على الركض المتواصل والمراوغة السليمة والتمرير الصحيح. وبالإضافة إلى ذلك، يمتلك ديمبلي قدرات استثنائية تمكنه من السيطرة على خط الوسط عن طريق تحركاته الذكية، لكننا لا نراه دائما في قوائم الإحصائيات والأرقام، نظرا لأنه قد سجل هدفا وحيدا وصنع هدفا آخر خلال العامين الماضيين، رغم أنه يظل بالقرب من مرمى الفريق المنافس معظم فترات اللقاء.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا