برعاية

أليجري وبوكيتينو.. كيف يجهز الرجلان أسلحتهما قبل المواجهة الاستثنائية

أليجري وبوكيتينو.. كيف يجهز الرجلان أسلحتهما قبل المواجهة الاستثنائية

توتنام يسعى لكتابة التاريخ ويوفنتوس يرغب في معانقة المجد الغائب خاصة بعد السقوط الكبير في نهائي الموسم الماضي بدوري أبطال أوروبا ومن أجل ذلك يجهز كل مدير فني أسلحته.

توتنام هوتسبير الإنجليزي يحل ضيفا على يوفنتوس الإيطالي يوم الثلاثاء في ذهاب دور الـ16 من دوري الأبطال في مواجهة تحمل العديد من الحسابات الفنية والرقمية.

يمكن القول أن كل فريق يحمل طابع وسمات مديره الفني نتيجة لسنوات متتالية من العمل والاستقرار الفني.

#ليلة_الأبطال - هل يرسخ توتنام عقدة دور الـ16 ليوفنتوس أمام الإنجليز؟ #ليلة_الأبطال – هل يحقق المفاجأة؟ أرقام رائعة لبازل ضد الإنجليز.. ورغبة في الثأر من سيتي #ليلة_الأبطال - مؤتمر جوارديولا: عن دفاع بازل القوي وحظوظ سيتي في الفوز بدوري الأبطال

الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينيو حقق نقلة كبيرة خلال السنوات الأخيرة في صفوف الفريق اللندني الذي أصبح منافسا قويا داخل مربع المقدمة الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز، مع تواجده في دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي وتحسن النتائج أوروبيا بشكل كبير هذا الموسم عن الموسم السابق، وبمجموعة من اللاعبين من صنع وتكوين الرجل الأرجنتيني بالكامل.

في المقابل، فإن تركة أنطونيو كونتي قبل 5 سنوات لم تكن بالأمر الهين على ماكسميليانو أليجري الذي عمل بنجاح وبطريقة فريدة قد يتفق عليها الكثيرون أو يختلفوا، وحقق استقرارا كبيرا للسيدة العجوز الذين تألقوا على الصعيد الأوروبي وتأهلوا إلى نهائي دوري الأبطال في مناسبتين خلال الأعوام الـ3 الأخيرة، ولكنهم لم يكونوا بمحظوظين بما يكفي لرفع الكأس ذات الأذنين.

لكل منهما أسلحته، وكلا الرجلان يأملان في العبور إلى ربع النهائي، وهو الإنجاز الذي يمثل إنجازا فريدا.

توتنام يخوض ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية فقط في تاريخه، وإن تمكن من تجاوز السيدة العجوز، فسيتواجد في ربع النهائي للمرة الثانية في تاريخه أيضا، وهو أقصى ما وصل إليه الفريق اللندني.

بينما يوفنتوس يمتلك تاريخا أوروبيا مميزا وبالأخص حين رفع كأس دوري الأبطال في مناسبتين مسبقا، كان آخرها في موسم 1995/1996.

يمكن وضع التاريخ جانبا حين يأتي موعد تلك المواجهة المرتقبة والأولى من نوعها تاريخيا بين الفريقين، فماذا يجهز كلا الرجلين في حربه الكروية ضد الآخر؟

ربما اعتدنا في المواسم الأخيرة على سيناريوهات موسم يوفنتوس.

بداية متذبذبة، وتلقي بعض الهزائم في البداية سواء محليا أو أوروبيا مع استقبال عدة أهداف في إشارة إلى تراجع المستوى الدفاعي.

وحين يقترب شهر يناير، يتمكن أليجري من إعادة الأمور إلى أفضل نصاب لها بخلق حائط دفاعي من الصعب تجاوزه إلا في مرات نادرة.

تلقى يوفنتوس في الدوري هذا الموسم 15 هدفا، ولكن ما يلفت الانتباه أن في آخر 11 مباراة تلقى هدفا وحيدا من هذا المجموع.

نقطة التحول في موسم يوفنتوس كانت الخسارة أمام سامبدوريا بنتيجة 3-2 في الجولة 13 من الدوري المحلي، ومن بعدها تحققت تلك المسيرة المميزة من حيث النتائج أو الثبات الدفاعي.

فكيف خلق أليجري تلك الصلابة؟

المواجهة التي خسرها يوفنتوس أمام سامبدوريا شهدت مشاركة الثنائي دانييلي روجاني وجيورجيو كيلليني في مركز قلب الدفاع ضمن منظومة رباعية يتواجد فيها ليشتاينر على الجبهة اليمنى وكوادو أسامواه على اليسرى.

أداء الثنائي في تلك المواجهة كان ختاما لسلسلة من الأداء المهتز الذي قدماه على مدار الموسم، ومن هنا استلزم التعديل السريع.

منذ المباراة التالية أمام كروتوني، والتي انتصر يوفنتوس فيها بثلاثية نظيفة، شارك الثنائي المهدي بن عطية وأندريا بارزالي.

يمكن ملاحظة تواجد المدافع المغربي بن عطية في المواجهات التالية جميعها كعامل مشترك لا يتغير، في حين يتبدل الشريك الآخر ما بين بارزالي في مرة أو كيلليني في مرة أخرى، بينما انخفضت نسبة مشاركات روجاني بشدة، وخلق كل ذلك تفاهما كبيرا مع قلة نسبة الأخطاء و"السرحان" في منطقة قلب الدفاع.

شراكة بن عطية وكيلليني هي الأكثر ظهورا في المباريات الأخيرة، ومن خلال الإحصائيات الرقمية على مدار الموسم، تبدو أرقامهما هي الأبرز.

34 اعتراضا لتمريرات الخصم من بن عطية مقابل 33 لكيلليني، فيما تمكن كل منهما من استخلاص الكرة بالتحامات سليمة في 12 مناسبة، ويتفوق كيلليني بشكل مرعب في الالتحامات الهوائية بواقع 42 التحاما ناجحا مقابل 31 فقط لبن عطية، فيما تصدى الثنائي لتصويبات الخصوم فيما هو مجموعه 22 تصديا.

يتفوق بن عطية تهديفيا على أقرانه في الدفاع بتسجيل هدفين هذا الموسم، بينما تبدو أرقام بارزالي وروجاني أضعف من أرقام الثنائي.

إصلاحات أليجري الدفاعية طالت الطرفين أيضا، وخاصة مع الضربات الموجعة بإصابات متعددة، أقواها كان للألماني بينديكت هوفيديس الذي تمت إزالته من القائمة الأوروبية لما تبقى من الموسم، ليعود السويسري ليشتاينر كخيار أساسي على الجبهة اليمنى.

لكن أكثر ما قد يكون أليجري سعيدا به في سوق الانتقالات الصيفية الأخير هو استقطابه لماتيو دي تشيليو من صفوف ميلان، والذي يمنح العديد من الحلول على الطرفين.

دي تشيليو قدم العديد من المباريات في مركزه الأساسي كظهير أيسر بالتبادل مع أليكس ساندرو، كما لعب عدة مباريات كظهير أيمن بالتبادل مع ليشتاينر، وهو المركز نفسه الذي خاض فيه أندريا بارزالي عدة مباريات أيضا.

نقطة قوة المدير الفني الإيطالي هنا هو المداورة بين كل تلك الأسماء مع الاحتفاظ بالتماسك الدفاعي، وهو السلاح الأبرز ليوفنتوس في المواسم الأخيرة في كبرى المواعيد.

كيف يتمكن ماوريسيو بوكيتينيو إذا من تجاوز سلاح نظيره الأقوى؟

هاري كين.. مستوى جديد من التحدي

منذ الظهور الأول لهاري كين قبل موسمين من الآن على المستوى المحلي، وهو يظهر مقدرة تهديفية كبيرة وغير مسبوقة.

لكن كما تعلمون.. لا يمكن الثقة في كل موهبة إنجليزية.

من يعون ذلك الدرس جيدا توقعوا خفوت نجم مهاجم إنجلترا الأول في الوقت الحالي، وهو ما لم يحدث مع تتابع المواسم.

على العكس من ذلك، يستمر كين في تحطيم الأرقام القياسية داخل الدوري الإنجليزي الممتاز، ويظل الهدف الأكبر على المدى البعيد هو أن يكسر رقم آلان شيرار الصامد تاريخيا برصيد 260 هدفا كأعلى اللاعبين تسجيلا على مدار تاريخ المسابقة المحلية.

كين أثبت جودته وقدراته على المستوى المحلي ولا جدال في ذلك، ولكن حان الوقت لإثبات قدراته على مستوى جديد وغير مسبوق في مسيرته الشخصية.

من أجل تقييم أشمل وأكثر دقة لقدرات أي لاعب، يجب وضع الاعتبارات القارية في ذلك التقييم، وليس فقط الاعتماد على المسابقات المحلية.

من الرائع أن تكسر حاجز الـ20 هدفا محليا في كل موسم، ولكن تقييمك كمهاجم عندما تسجل في شباك برايتون وهادرسفيلد وسوانزي سيتي تختلف عن ذلك التقييم إذا نجحت في التسجيل في شباك كبار القارة مثل ريال مدريد، والاختبار الأصعب القادم يوفنتوس.

كين يعشق التحديات، وبالتأكيد سيكون سلاح بوكيتينيو الأبرز في مواجهة كتائب أليجري الدفاعية.

المهاجم الإنجليزي بدأ التحدي بالفعل بتسجيل 6 أهداف في دور المجموعات، 3 منها كان في شباك بروسيا دورتموند و3 أخرى في شباك أبويل نيقوسيا القبرصي، وعلى الرغم من تفوق توتنام على حامل اللقب ريال مدريد، إلا أن كين لم يتمكن من التهديف في شباك النادي الملكي.

فهل يكون حاسما عندما يواجه جيجي بوفون؟

مجهودات كين وحده لن تكون كافية، فما يقدمه الكوري الجنوبي سون هيونج مين سيكون ضروريا، فيما يمكن اعتبار عودة الأرجنتيني إيريك لاميلا على الجبهة اليمنى بمثابة الإضافة العظيمة قبل مواجهة بذلك الحجم.

من يراهن أن الدنماركي كريستيان إيريكسن بإمكانه أن يكون مفتاح حل جميع الألغاز في دفاعات يوفنتوس؟

صانع لعب توتنام قادر على اللعب في العمق كصانع لعب صريح أو على أحد جانبي الملعب، وهو ما قد يسبب المتاعب لأحد ظهيري يوفنتوس بلا أدنى شك، وسيكون اختبارا حقيقيا لدي تشيليو وأليكس ساندرو.

كيلليني وبن عطية يقدمان موسما هائلا، ولكن الاختبار أمام هاري كين سيكون الأصعب لهما هذا الموسم، ومع تحركات سون وإيريكسن المزعجة في الثلث الأخير من الملعب، سيكون على خط يوفنتوس الدفاعي بذل مجهودات مضاعفة.

بوكيتينيو يمتلك حلولا إضافية على قائمة البدلاء في كل الأحوال، فبإمكانه الدفع بالفرنسي موسى سيسوكو أو البلجيكي موسى ديمبلي أو الوافد البرازيلي الجديد لوكاس مورا المتاح للمشاركة أوروبيا، ويظل ديلي آلي هو الجوكر الذي بإمكانه التواجد كصانع لعب متقدم، أو ضمن ثنائي وسط الملعب.

طرق لعب توتنهام تبدو ثابتة، ما بين 4-2-3-1 بوجود ديلي آلي أو كريستيان إيريكسن كلاعب وسط متقدم بين الجناحين، فيما يقدم فيكتور وانياما وإيريك داير العطاءات الكافية لتأمين عمق وسط الملعب.

مجهودات هذا الثنائي الأخير تمنح كتيبة بوكيتينيو المزيد من الحرية والضغط الهجومي المتقدم على دفاعات الخصوم، حتى وإن كان يوفنتوس في ملعبه الذي لا يعتاد تلقي الهزائم فيه.

لكن المواجهة المباشرة مع فريق بحجم يوفنتوس قد تشهد معركة فريدة في وسط الملعب.

أسلوب أليجري في وسط ملعبه يميل بشكل كبير إلى تأمين العمق وتضييق المساحات بشكل كبير مع الاعتماد على الضربات المرتدة عن طريق نقل الكرة بطول الملعب.

المنتصر في معركة وسط الملعب هو من سيفرض أسلوبه على باقي الخطوط.. فمن ينتصر هنا؟

هل يكون توتنام بضغطه المتقدم وكرته السريعة في الثلث الهجومي، أم أن ثلاثي وسط ملعب يوفنتوس بوجود ميراليم بيانيتش ووربما بليز ماتويدي أو كلاوديو ماركيزيو مع مجهودات سامي خضيرة في افساد استحواذ الخصوم قد يكون لها المفعول الأقوى، ومن ثم يطبق يوفنتوس أسلوبه؟

يمكن قول الشعر كما نشاء حول هذا الثنائي، ولكن يجب الاتفاق حول نقطة معينة وهي أن كلاهما يمثل نقطة قوة كل فريق في صناعة الفرص والخطورة، وأن الحد من خطورة أي منهما سيكون نقطة تفوق لفريق على حساب الآخر.

طاقة لا تتوقف في التمرير وصناعة اللعب لهذا الثنائي، وإن كان التوظيف والتمركز يختلف حسب تركيبة وسط ملعب كل فريق.

يمكن لبيانيتش أن يكون آخر لاعب بعد الخط الدفاعي في وسط الملعب، ويمكن أن يكون لاعب وسط متقدم، وفي كل الحالات يمكنه أن يؤدي بنفس الكفاءة هجوميا ودفاعيا وأن يساهم في صناعة اللعب، بل والتهديف.

اللاعب البوسني سجل 4 أهداف وصنع 7 أخرى بالدوري هذا الموسم، كما صنع 47 فرصة محققة أخرى في 20 مباراة شارك بها، ولا يمكن إغفال دوره الدفاعي حيث اعترض 35 تمريرة للخصوم وتفوق في 17 التحاما مباشرا بشكل ناجح.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا