برعاية

موقف أشلي وستافيلي يضاعف مأساة نيوكاسل

موقف أشلي وستافيلي يضاعف مأساة نيوكاسل

عندما تولى كيفن كيغان منصب المدير الفني لنادي نيوكاسل يونايتد عام 1992، كان أول شيء يريد القيام به هو إعادة بعض الكبرياء لهذا النادي العريق. وكان كيغان قد لعب للنادي قبل ثماني سنوات من ذلك التاريخ، لكن لم يتغير أي شيء منذ رحيله عن النادي وحتى قدومه مرة أخرى كمدير فني. لقد شعر كيغان بالصدمة من الحالة السيئة التي كان عليها كل شيء، وكان متأكدا من أن حتى الحمامات الموجودة في ملعب التدريب لا تزال في حالة رديئة وسيئة للغاية.

ولم يكن أول طلب لكيغان من مجلس الإدارة هو الحصول على أموال من أجل التعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم صفوف الفريق، ولكن من أجل تطوير الأشياء السيئة داخل مقر النادي، ولذا تم طلاء جدران النادي وأزيلت الحمامات القديمة، وأقيمت بدلا منها أخرى جديدة، ولم يعلم اللاعبون شيئا عن ذلك سوى في صباح يوم الاثنين التالي، عندما فوجئوا بأن المكان قد تغير تماما وأصبح في حالة رائعة. وأخبر كيغان لاعبيه بأن نادي نيوكاسل في حاجة إلى وضع معايير جديدة تتناسب مع أهمية النادي.

وبعد ربع قرن من الزمان، لم يعد مثل هذا الإهمال من بين المشكلات التي يعاني منها نيوكاسل يونايتد في الوقت الحالي، إذ يبدو ملعب «سانت جيمس بارك»، ذلك المكان الذي اعتاد السير بوبي روبسون أن يطلق عليه اسم «الكاتدرائية الموجودة على التل»، في أبهى صوره، لدرجة أنه يقال إن 137 توقيعا وشعارا لشركة «سبورتس دايركت» يمكن رؤيتها من الجانب الآخر من الملعب. ويبرز مدرج «ليزيس إند» على وجه التحديد كصرح رائع منذ بدء عمليات تطوير الملعب، وكان الجمهور يذهب في رحلات إلى الملعب لرؤية عمليات التطوير والبناء. ويمتلك النادي ملعب تدريب آخر، رغم أنه بدأ يظهر سيئا من على الحواف أيضا. وإضافة إلى ذلك، لم تعد أكاديمية الناشئين بالنادي تقوم بدورها على النحو الأمثل. ورغم كل ذلك، ورغم كل هذه السنوات من دون أي إنجاز، فإن ثمة شيئا في هذا النادي يجعلك تؤمن بأنه يمكن لهذا النادي تحقيق أشياء عظيمة في المستقبل. ربما يحدث هذا يوما ما، وقد يكون هذا اليوم هو عندما تزال شعارات شركة «سبورتس دايركت» من ملعب الفريق!

ومع ذلك، سوف تكتشف بسرعة أن نادي نيوكاسل يونايتد هو من يُصعب الأمور على نفسه. وعلى حد علمي، فإن نادي نيوكاسل يونايتد هو النادي الوحيد في التاريخ الذي تخلى عن اثنين من لاعبيه مجانا في سوق انتقالات اللاعبين، ثم شاهدهما بعد ذلك وهما يحصلان على لقب مسابقة الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس، وهما الحارس الاسكوتلندي العملاق روني سيمبسون مع سلتيك الاسكوتلندي عام 1967، والظهير فرانك كلارك مع نوتنغهام فوريست عام 1979. ولم يفز نيوكاسل يونايتد بأي بطولة كبيرة منذ عام 1969، وهو العام الذي وضع فيه أول رجل قدمه على سطح القمر!

وأنهى نيوكاسل يونايتد موسم 1968 من الدوري الإنجليزي في المركز العاشر، لكن تطبيق القاعدة التي تنص على أنه لا يمكن مشاركة أكثر من نادي من مدينة واحدة، كان يعني استبعاد كل من إيفرتون وتوتنهام هوتسبير وآرسنال بسبب وجود ليفربول وتشيلسي. ومن حيث البطولات المحلية، لم يحصل نيوكاسل على أي بطولة محلية منذ فوزه بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي أعوام 1951 و1952 و1955. وكانت آخر مرة يفوز فيها نيوكاسل بلقب دوري الدرجة الثانية (تشامبيون شيب) في موسم 1926 – 1927، عندما كانت أندية أشينغتون وساوث شيلد ودورهام سيتي ما زالت تلعب في الدوري الإنجليزي بدرجاته المختلفة.

وفي الحقيقة، يجب أن نشير إلى أن اللوم لا يقع على نيوكاسل يونايتد وحده، لكن هناك أسبابا وجيهة تجعل جورج كولكين (صحافي متخصص في كرة القدم بشمال شرقي إنجلترا بصحيفة «ذي تايمز»)، هو «مؤرخ البؤس»، حسب وصفه في مقدمة له على حسابه الخاص على موقع «تويتر».

كل هذا يجعل الأمر طبيعيا ومألوفا عندما تظهر أنباء عن تعثر صفقة استحواذ مجموعة «بي سي بي كابيتال بارتنرز» المملوكة لأماندا ستافيلي على النادي، وهي الصفقة التي كان من شأنها أن تجعل جمهور النادي يشير أخيرا إلى مايك أشلي على أنه «المالك السابق» للنادي. وكان هناك بالتأكيد «تكتيك» مثير للاهتمام من قبل «مصادر مقربة من أشلي» يعلن أن المالك الحالي قد توقف عن التفاوض مع ستافيلي، ويُعقد عملية التفاوض بصورة أكبر من خلال وصف المفاوضات مع ستافيلي بأنها كانت «مرهقة ومحبطة ومضيعة للوقت».

وتابع المصدر: «من حق الجماهير أن تعرف أنه لا يوجد أي عرض على الطاولة أو أي مفاوضات جارية مع أماندا ستافيلي وشركتها»، لكن مصدرا قريبا من الشركة أبلغ «رويترز» أن العرض لا يزال مطروحا على الطاولة. وأضاف المصدر أن أشلي يرغب في الحصول على 350 مليون جنيه إسترليني لبيع النادي.

وهبط نيوكاسل من دوري الأضواء مرتين، منذ تولي أشلي المسؤولية في 2007، وعاد النادي إلى الدوري الممتاز الموسم الماضي، ويحتل المركز الـ15 في جدول الترتيب. وواجه أشلي انتقادات لعدم استثمار مزيد من الأموال لشراء لاعبين جدد، وقوبل إعلانه في أكتوبر (تشرين الأول) بعرض النادي للبيع بترحيب كبير من معظم المشجعين. ودفع أشلي مبلغ 150 مليون يورو عام 2007 لشراء النادي الواقع في شمال إنجلترا. وتوجد أماندا ستافيلي التي ساعدت الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان في المحادثات التي أدت إلى شرائه نادي مانشستر سيتي الشهر الماضي، أحيانا في مدرجات ملعب «سانت جيمس بارك» التابع لنيوكاسل.

ومن المؤكد أن كل طرف من طرفي التفاوض يستخدم وسائل الإعلام لدعم موقفه، والحصول على بعض المكاسب، فقد عادت ستافيلي لتوضح أنها ما زالت تريد إبرام الصفقة، وتؤكد على أن التسريبات من داخل نيوكاسل يونايتد كانت «مؤلمة وسخيفة». ويعتمد كل معسكر على مساعدين في مجال العلاقات العامة لتدعيم موقفه والترويج لما يروق له، حيث عمل أشلي جاهدا على حث ستافيلي على التحرك، في حين لا تريد ستافيلي أن يتم الضغط عليها وأن تكون في موقف رد الفعل. ولا يريد أي طرف أن يأخذ زمام المبادرة. ومنذ ما يقرب من أربعة أشهر من أول حديث عن الصفقة المحتملة، وضع كثير من العراقيل بشكل سريع للغاية.

وكانت النتيجة هي أن أصبح نيوكاسل يونايتد في ورطة كبيرة، في ظل عدم وجود اتجاه واضح وفريق بإمكانات محدودة، ومدير فني، رافائيل بينيتيز، يستخدم كل حيلة ممكنة لكي يثبت للناس أنه يستحق أفضل من ذلك. وأصبح مستقبل المدير الفني هو موضع كل التكهنات، وهذا هو بالضبط ما فعله ويريده بينيتيز، وهو بارع للغاية في ذلك. وقد وصفه مدافع ليفربول السابق والناقد الرياضي حاليا جيمي كاراغر ذات مرة بأنه «أكثر شخصية سياسية قابلتها في عالم كرة القدم». وعلى الرغم من أن القصص ستستمر حتما حول ما إذا كان بينيتيز يريد أن يستمر مع الفريق أم لا، فإن هناك شعورا بأن بينيتيز هو الذي يضع نفسه في هذا الموقف، ويريد أن يستمر هذا الجدل من حوله.

لقد نجح بينيتيز تماما في أن يجعل اللوم يقع تماما على المسؤولين الأعلى منه، في حال هبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز، فهو لا يفوت أي فرصة للتأكيد على أنه بحاجة إلى مزيد من المال للتعاقد مع لاعبين جدد ولاعبين «جيدين» – متغاضيا عن الآثار غير المباشرة التي تقع على لاعبي فريقه الذين يسمعون أنهم ليسوا جيدين بما يكفي – وقد استغل بينيتيز عدم حب جمهور النادي لأشلي لكي يزيد من شعبيته هو.

هل سيرحل بينيتيز عن الفريق؟ إنني أشك في ذلك تماما، نظرا للأموال التي سيخسرها في حال قيامه بذلك، لكنه يكون سعيدا عندما يرى الجميع يطرحون هذا السؤال.

دعونا نتفق على أن تدني شعبية أشلي ليس خطأه وحده؛ لأن الشيء الطبيعي مع نادي نيوكاسل يونايتد هو أن يفكر جمهور النادي بصورة سيئة في الشخص الذي يمتلك النادي. صحيح أنه كان واضحا لبعض الوقت أن أشلي لديه موهبة نادرة تمكنه من تحقيق ثروة هائلة من الأعمال التجارية، لكن النتيجة النهائية هنا تتمثل في أنه قد طلب 350 مليون جنيه إسترليني لبيع النادي، في حين وصل السعر الذي عرضته ستافيلي في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى 250 مليون جنيه إسترليني، مع وعد بإنفاق 200 مليون جنيه إسترليني أخرى على التعاقد مع لاعبين جدد، وتحسين البنية التحتية للنادي، كما لو كان تدعيم النادي بلاعبين جدد وتحسين البنية التحتية للنادي سيسعد أشلي كثيرا بعد رحيله والاستحواذ على النادي من قبل شخص آخر!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا