برعاية

{كابوس} ميلان يتفاقم مع الهزائم والأزمات المالية و{العنف الأخلاقي}

{كابوس} ميلان يتفاقم مع الهزائم والأزمات المالية و{العنف الأخلاقي}

لا يمكنك لوم جماهير «ميلان» لشعورها ببعض الشماتة، خاصة في أعقاب المذلات المتوالية والكثيرة التي عاناها النادي هذا الموسم بالفعل، بدءاً من الهزيمة الفادحة بنتيجة 4 - 1 على يد «لاتسيو»، وصولاً إلى التعادل دون أهداف أمام «بينيفينتو»، بعد أن عاني هذا الجمهور من شماتة الجيران «الإنتر»، الذين اعتلوا صدارة جدول ترتيب أندية الدوري الإيطالي ولو مؤقتاً.

كان من المنتظر أن يمضي «الإنتر» قدماً في مسيرته المتألقة التي شهدت اجتيازه مبارياته على أرضه دونما هزيمة واحدة، وذلك خلال مواجهته مع «أودينيزي» الذي يحتل المركز الـ13، السبت. وساد اللقاء أجواء احتفالية وحماسية مع اقتراب أعياد الميلاد، وارتدت الجماهير القبعات المميزة لسانتا كلوز، ورددوا الأغاني المميزة لهذه المناسبة خلال الاستراحة ما بين الشوطين. ونظراً لأن النتيجة كانت لا تزال التعادل الإيجابي 1 - 1، بدت الجماهير سعيدة بالأجواء الاحتفالية.

إلا أن المزاج العام تبدل تماما بعد انطلاق الشوط الثاني مع تسجيل «أودينيزي» هدفين آخرين ليقتنص نصراً مفاجئاً ومثيراً للإرباك. وبحلول نهاية اليوم، حل «نابولي» محل «الإنتر» في صدارة الدوري. ومع أن «ميلان» يبقى بعيداً تماماً عن المنافسة مع هذين الناديين على الصدارة، شعر مشجعو النادي بالارتياح لنيلهم أخيراً فرصة إغاظة جيرانهم ولو مرة وإظهار مشاعر الشماتة تجاههم.

وكان كل ما يتعين عليهم فعله الفوز في مباراتهم أمام «فيرونا» بعد يوم. ولا بد أن هذه المهمة بدت بسيطة للغاية، بالنظر إلى أنه سبق لـ«ميلان» هزيمة هذا الفريق بنتيجة ثقيلة 3 - 0، في إطار مواجهات بطولة «كأس إيطاليا» قبل ذلك بأسبوع. ورغم ذلك تعرض ميلان لهزيمة قاسية وبثلاثية نظيفة. ويمكن أن كل ما خرج به ميلان من هذه المباراة هو المهاجم المراهق باتريك كوتروني الذي قاتل كثيراً على الاستحواذ على الكرة داخل نصف الملعب الخاص به. وجرت الإشادة بجهوده باعتبارها دليلاً على ترسخ قيم العمل الجاد والمثابرة التي زرعها المدرب غينارو غاتوزو. ومع ذلك، حرص المدرب نفسه على التحذير من الرضا والخنوع أمام هذه النتيجة.

وعمد غاتوزو إلى تذكير الجميع بأن «ميلان» لا يملك تاريخاً مبشراً على هذا الصعيد، فقد تكبد خسارتين أمام فيرونا نهاية الموسم عامي 1973 و1990 كلفاه درعين صغيرين، ما دفع الصحافيين لابتكار مصطلح «فيرونا القاتل». ومع أن الظروف في مجملها بدت مختلفة تماماً هذه المرة، وظلت إمكانية التعرض لمذلة جديدة قائمة، الأمر الذي عاينه «ميلان» بنفسه لاحقاً.

كان «فيرونا» على بعد مركز واحد فقط عن الأخير بقائمة ترتيب أندية الدوري الممتاز، وذلك بعدما أحرز فوزين فحسب منذ بداية المسابقة. وقد خسر الفريق مهاجميه الأساسيين - أليسيو سيرسي وماتيا فالوتي - بسبب الإصابة في غضون الدقائق الـ32 الأولى من المباراة. ومع ذلك، نجح «فيرونا» في تسجيل هدفه الأول فيما بين هذين الانتكاستين ولم يتراجع مستواه قط بعدها، بل مضى في طريقه حتى أنهى المباراة بالفوز بنتيجة 3 - 0، في تكرار لذات النتيجة التي كان قد خسر بها قبل أربعة أيام في الكأس.

التساؤل الذي يفرض نفسه هنا: كيف أمكن حدوث ذلك؟ الحقيقة أنه ليس ثمة إجابة سهلة على هذا السؤال، فتبعاً لأي مقاييس بدا «ميلان» متفوقاً على «فيرونا»: فقد بلغت نسبة استحواذه على الكرة ما يقرب من 68 في المائة وأطلق 30 كرة باتجاه مرمى الخصم، مقابل 6 من الطرف الآخر. ومع ذلك، فإنه منذ اللحظة التي سقط فيها الفريق أمام الهدف الذي سجله أنطونيو كاراتشيولو برأسه، بدا أنهم فقدوا الثقة تماماً في إمكانية استعادة تفوقهم.

لقد تراجع «ميلان» للمركز الثامن، وتعرض لسبعة هزائم هذا الموسم. من جانبه، تحدث غاتوزو بإسهاب حول معاناة لاعبيه من هشاشة ذهنية وافتقارهم إلى الثقة، الأمر الذي تعهد بالعمل على التغلب عليه. إلا أن السؤال هنا يبقى، لأي مدى يبدو هذا ممكناً من خلال العمل داخل ملعب التدريب فقط؟.

الواقع، ثمة قضايا خارج أسوار الملعب تهدد بدفع النادي نحو مزيد من التردي. على سبيل المثال، رفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، رسمياً طلبا تقدم به «ميلان» لاستثنائه من الالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف هذا الموسم على أن يصحح أوضاعه بالتدريج. المعروف أن ثمة إطار عمل قائما بالفعل يتيح للاتحاد إبداء تساهل إزاء الأندية التي خضعت لعملية استحواذ منذ فترة قصيرة، إذا ما تمكنت من إظهار أن لديها خطة لتحقيق توازن في ميزانياتها في الفترة المقبلة. ومع هذا، أبدى «يويفا» قلقه إزاء قدرة «ميلان» على سداد قرض بقيمة 303 ملايين يورو من مؤسسة «إليوت كابيتال» بحلول أكتوبر (تشرين الأول) العام المقبل. كما عجز مالك النادي لي يونغهونغ عن تقديم الضمانات المالية المطلوبة. والآن، سيعمل النادي على التوصل لاتفاق تسوية مالية، لكن هذا قد يتضمن التعرض لغرامات وقيود على أعداد اللاعبين الذين يمكن للنادي تسجيلهم في المسابقات الرسمية.

ومع أن مثل هذه الأحداث لا تؤثر على نحو مباشر على اللاعبين، فإنها بالتأكيد تستنزف طاقاتهم وروح التفاؤل التي ازدهرت خلال الصيف داخل جنبات النادي. وربما تتمثل مشكلة أخرى أكثر سوءاً وإضراراً بالفريق في التطورات المرتبطة بحارس المرمى جانلويجي دوناروما.

كان حارس المرمى قد رآه البعض يبكي داخل غرفة تغيير الملابس قبل الفوز في بطولة الكأس على «فيرونا»، بعدما تعرض لاستهداف من جانب جماهير ناديه. وحملت الجماهير لافتات ضخمة مسيئة له، دعته إحداها إلى أن «يذهب إلى الجحيم»، بينما تعالت أصوات الجماهير وهي تكيل له أفظع السباب.

وجاءت ردود الفعل الغاضبة تلك من جانب الجماهير، رداً على أنباء تواترت بأن محامي دوناروما أرسلوا خطاباً للنادي يطلبون إلغاء العقد الجديد الذي وقعه حارس المرمى مع النادي خلال الصيف. وجاءت هذه المطالبة بناءً على ادعاء بأن دوناروما وقع العقد تحت ضغط مكثف وإلحاح شديد من جانب مسؤولي النادي، بعدما أعلن وكيله مينو ريولا في يونيو (حزيران) أنه لن يجري توقيع أي تعاقد جديد.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا