برعاية

«ميركاتو» الشتاء يبدأ اليوم :متـــى تتخلــص أنديـــتنا من العشـــوائية ؟ «ميركاتو» الشتاء يبدأ اليوم :متـــى تتخلــص أنديـــتنا من العشـــوائية ؟

«ميركاتو» الشتاء يبدأ اليوم :متـــى تتخلــص أنديـــتنا من العشـــوائية ؟  «ميركاتو» الشتاء يبدأ اليوم :متـــى تتخلــص أنديـــتنا من العشـــوائية ؟

تفتح سوق الانتقالات الشتويّة اليوم أبوابها بصفة رسميّة ليتواصل البيع والشراء إلى حدود منتصف جانفي القادم. وستتهافت الأندية التونسيّة كعادتها على انتداب الـ»كوارجيّة» وسط تساؤلات عديدة واستفسارات كثيرة عن الاستراتيجيات والسّياسات التي تسلكها الجمعيات عند إجراء التعزيزات المحليّة والخارجيّة.

من الناحية النظرية، تُؤكد الهيئات التسييرية والإطارات الفنية أنّ الأندية تنتهج سياسة مضبوطة، وتُبرم صفقات مدروسة، ونجاحاتها مضمونة ونسب فشلها شبه معدومة. أمّا على صعيد الواقع وهو أصدق إنباء من الخطابات الخشبيّة و»المغالطات» الكلامية فإنّ كلّ الأدلة والبراهين تُثبت بما لا يدع مجالا للشك أنّ الانتدابات في البطولة التونسيّة تحكمها العشوائية وتسيطر عليها الارتجالية. وهذه الحقيقة السّاطعة تُبرزها للعيان العديد من المعطيات. ذلك أنّ التعاقدات كثيرا ما تُنجز بطرق غير علمية حتّى لا نقول «رعوانية». ونادرا ما تُحترم فيها الشروط الضروريّة على غرار الحاجات الفنية للجمعية والامكانات المادية المتاحة ومدى قدرة الوافدين على تقديم الاضافات في المسابقات المحلية والكؤوس الافريقية. هذا فضلا عن أهميّة التدقيق والتّمحيص في قدراتهم الفنية وحالتهم البدنية وملفاتهم الطبية وحتّى خصالهم الذهنية وصفاتهم الاتصالية للحصول على أكبر قدر ممكن من الضّمانات وإقناع الجميع بسلامة التوجّهات وحتّى لا تتورّط الجمعيات في صفقات «مضروبة» وانتدابات مغشوشة تكلّفها خسائر مالية جسيمة وتحشرها في نزاعات قانونيّة محلية ودولية وهو ما حصل مع عدّة «كوارجيّة» أحرقوا أعصاب الجماهير الرياضية ولهفوا أموالا طائلة من أنديتنا. والطّريف أنّ بعضهم لم يلعب دقيقة واحدة في تونس (على غرار «ماريغا» مع الترجي والبرازيلي «ليو» مع النّجم...).

في الوقت الذي تعتمد فيه الجمعيات الذي تُطبّق «الاحتراف» الحقيقي على المختصّين في الميدان أثناء التعاقدات تُواصل أنديتنا السّير عكس الريح وتفسح المجال للرؤساء لإدارة ملف الانتدابات بالتّنسيق طبعا مع الوسطاء والدخلاء و»سماسرة» الأوهام. ويقع إيهام النّاس بأنّ العملية تُديرها اللّجان الفنيّة التي تتكوّن من لاعبين سابقين و»مستشارين» وهم في الحقيقة مجرّد «ديكور» وعلاوة على «سلبيتهم» في حضرة «الرئيس» (وهو صاحب المال والأمر والنهي) قد يفتقرون إلى الدراية اللاّزمة في المجال. وقد تكون الإطارات الفنيّة المشرفة على الأندية آخر من يعلم بخبر المنتدبين من جميع الجهات والجنسيات. وفي صورة الاخفاق فإنّ المدرّب «المسكين» قد يُحاسب عسيرا ويتحمّل بمفرده فشل الانتدابات رغم أنّه لا ناقة له فيها ولا جمل. وعند النّجاحات فإنّ كلّ الإشادات تذهب طبعا للهيئات المديرة لأنّها قامت بضربة «معلميّة» واصطادت «العصافير النادرة» التي صنعت الرّبيع وهو فصل من أربعة فصول لا تكاد تتوقّف فيها جمعياتنا عن الاتّصالات والتحرّكات في كلّ الاتّجاهات لتكديس اللاعبين غير مبالية بأوضاعها المالية الكارثيّة ودون التحري في سجلات الوافدين الذي وصل بعضهم في السابق إلى الجمعيات الحاضنة مُحمّلين بإصابات وبأمراض «مزمنة» وبعقود «مُفخّخة» وحتّى بأعمار «مدلّسة». والأمل كلّه أن تُراجع أنديتنا سياساتها في الانتدابات وتُغيّر «مناهجها» في التعاقدات التي ينبغي أن تُقدّم الاضافات المطلوبة والتي بوسعها أيضا أن تكون استثمارات جيّدة تعود بمنافع مادية كبيرة على الأندية لحظة التّفريط في المنتدبين للبطولات الأجنبية (كما فعل الترجي والنّجم والنادي الصفاقسي والإفريقي مع المساكني وبونجاح و»أوبوكو» والصّرارفي... وغيرهم كثير).

ونختم بخبر إعلان أرسنال في الفترة الماضية عن خبر التعاقد مع كَشّاف المواهب «سفين ميسلنتات» الملقّب بـ»العين الماسية». ويأتي هذا التعزيز النوعي في نظر «المدفعجيّة» ومدرّبهم «فينغر» للإستفادة من خبرة هذا الكشّاف في إصطياد أمهر اللاعبين ويراهنون في ذلك على خبراته التي تمكّن بفضلها من التنقيب عن عدة «كوارجيّة» أصبح لهم في مرحلة موالية شأن كبير مثل الغابوني «أوباميانغ». وهذا الإجراء يعكس في الحقيقة الأهميّة التي توليها الأندية لإستقطاب أهل الذّكر في مجال الانتدابات التي مازالت جمعياتنا للأسف تتعامل معها بالكثير من الارتجالية وبمنطق إرضاء الأحبّاء ومسايرة «الموضة» حتّى وإن كلّفها ذلك التداين و»التودّد» للجامعة لمساعدتها على تجاوز مشاكلها المالية عبر «الكمبيالات». وهذه فضيحة الفضائح في بطولة ارتدت منذ منتصف التسعينات ثوب الاحتراف بـ»المقلوب».

تفتح سوق الانتقالات الشتويّة اليوم أبوابها بصفة رسميّة ليتواصل البيع والشراء إلى حدود منتصف جانفي القادم. وستتهافت الأندية التونسيّة كعادتها على انتداب الـ»كوارجيّة» وسط تساؤلات عديدة واستفسارات كثيرة عن الاستراتيجيات والسّياسات التي تسلكها الجمعيات عند إجراء التعزيزات المحليّة والخارجيّة.

من الناحية النظرية، تُؤكد الهيئات التسييرية والإطارات الفنية أنّ الأندية تنتهج سياسة مضبوطة، وتُبرم صفقات مدروسة، ونجاحاتها مضمونة ونسب فشلها شبه معدومة. أمّا على صعيد الواقع وهو أصدق إنباء من الخطابات الخشبيّة و»المغالطات» الكلامية فإنّ كلّ الأدلة والبراهين تُثبت بما لا يدع مجالا للشك أنّ الانتدابات في البطولة التونسيّة تحكمها العشوائية وتسيطر عليها الارتجالية. وهذه الحقيقة السّاطعة تُبرزها للعيان العديد من المعطيات. ذلك أنّ التعاقدات كثيرا ما تُنجز بطرق غير علمية حتّى لا نقول «رعوانية». ونادرا ما تُحترم فيها الشروط الضروريّة على غرار الحاجات الفنية للجمعية والامكانات المادية المتاحة ومدى قدرة الوافدين على تقديم الاضافات في المسابقات المحلية والكؤوس الافريقية. هذا فضلا عن أهميّة التدقيق والتّمحيص في قدراتهم الفنية وحالتهم البدنية وملفاتهم الطبية وحتّى خصالهم الذهنية وصفاتهم الاتصالية للحصول على أكبر قدر ممكن من الضّمانات وإقناع الجميع بسلامة التوجّهات وحتّى لا تتورّط الجمعيات في صفقات «مضروبة» وانتدابات مغشوشة تكلّفها خسائر مالية جسيمة وتحشرها في نزاعات قانونيّة محلية ودولية وهو ما حصل مع عدّة «كوارجيّة» أحرقوا أعصاب الجماهير الرياضية ولهفوا أموالا طائلة من أنديتنا. والطّريف أنّ بعضهم لم يلعب دقيقة واحدة في تونس (على غرار «ماريغا» مع الترجي والبرازيلي «ليو» مع النّجم...).

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا