برعاية

أزمات مالية تهدد دوري الدرجة الأولى السعودي

أزمات مالية تهدد دوري الدرجة الأولى السعودي

تباينت ردود الفعل حول الأزمة الكبيرة التي تعيشها أندية دوري الدرجة الأولى السعودي الذي أطلق عليه أخيراً «دوري الأمير فيصل بن فهد لأندية الأولى»، إذ أجمع مسؤولو أندية الدوري على الأزمة الكبيرة التي تمر بها أنديتهم هذا الموسم، التي تسببت بمصاعب كبيرة تمثلت في عدم تسلمهم حقوقهم المالية على الرغم من قرب انتهاء الدور الأول من المسابقة والإعانات التي باتت تشكل عجزاً كبيراً لعدم تغطيتها لمصاريف ناد يطبق معايير الاحتراف».

وأضافوا أن الدوري تطور على الصعيد الفني مع زيادة عدد اللاعبين الأجانب، وكذلك قلة الفرصة لدى اللاعبين في الدوري الممتاز باللعب بوجود ستة مقاعد للاعبين أجانب ليجدوا فرصة متاحة في فرق المسابقة دوري الأمير فيصل بن فهد.

«الشرق الأوسط» أجرت تحقيقاً غير مسبوق على صعيد دوري الدرجة الأولى للبحث عن الإيجابيات والسلبيات التي يعيشها منذ سنوات، إذ أكد عبد الله المطيري رئيس نادي الحزم أنه لا يريد من اتحاد الكرة السعودي سوى الالتزام الدائم بصرف مستحقات ناديه المالية في الوقت المحدد، كما أنه لا يريد مطالبات مليونية يصعب تحقيقها من الاتحاد، مشدداً: «نريد فقط حقوقنا التي مضى عليها وقت طويل ولم تصرف حتى الآن».

وأشار رئيس نادي الحزم إلى أن «المخصص المالي للأندية تأخر كثيراً، فقد اقترب الدوري من انتصافه ولم يصرف أي مبالغ حتى الآن... يُفتَرَض أن تُصرف الإعانة البالغة 3 ملايين كنقل تلفزيوني و700 ألف تمثل إعانة احتراف على ثلاث دفعات في الدور الأول وثلاث أخرى في الدور الثاني، كما هو معمول به في المواسم الماضية، والآن انتهى الدور الأول ولم نحصل على أي مبالغ مالية مستحقة تُذكَر».

وقال رئيس نادي الحزم: «قبل عام كانت هناك وعود كبيرة في فترة انتخابات اتحاد الكرة ولكن الواقع يقول إن هذا الموسم أصبحت المعاناة فيه أشد من المواسم الماضية؛ فعلى الأقل في السنوات الماضية صرفت لنا دفعتين من المستحقات».

وأضاف: «المشكلة المالية لأندية الدوري أسهمت في حرماننا التفكير بالتطوير والإبداع؛ فعندما لا تستطيع الحصول على أبسط شيء، المتمثل في مستحقاتك من الطبيعي، فلن يكون لديك استطاعة على الإبداع في أي شيء آخر».

من جانبه، قال ناصر الحماد رئيس نادي الطائي متصدر أندية الدرجة الأولى بأن أندية الدوري باتت تنزف، ووصلت إلى طريق مسدود وصعب مع اقتراب نصف المسابقة، حيث لم يُصرَف أي مبالغ مالية للأندية سوى نسبة ضئيلة جداً لا تساوي شيئاً مقابل المصروفات المطلوبة على كل ناد.

وأضاف: «مللنا من الوعود على الصعيد المالي وهو الأمر الذي يصعب من مهمتنا في إدارة أنديتنا».

وشدد على أن هناك أموراً تساعد في صعوبة إدارة الدوري بشكل عام مثل عدم وجود عمل للرابطة التي أُنشِئَت قبل فترة، وكذلك غياب رئيس لها.

وأكد الحماد أن دوري الأولى صعب وبحاجة لمصاريف، واللاعبين الذين يلعبون في الدوري سواء كانوا محترفين محليين أو أجانب أو حتى هواة بمقابل مالي، مضيفاً: «نحتاج إلى المال، وإعانة الاحتراف البالغة 750 ألفاً لا تكفي شيئاً فهي تغطي فقط راتب شهر ونصف الشهر لجميع أندية الدوري، ومطالبنا تتمثل بزيادتها».

واستطرد رئيس نادي الطائي: «انتخابات اتحاد الكرة كانت مجرد وعود ولا يتذكروننا إلا إذا جاء وقتها، وإذا شاركنا في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة القادمة سنطالب بتخصيص مبالغ لأنديتنا ونشعرهم بحجم المشكلة لإحساسنا بأنهم لا يعرفون حجمها فإذا كانوا يعرفونها فهي مصيبة، وإذا كانوا لا يعرفونها فالمصيبة أكبر».

من جانبه، قال المدرب الوطني والمستشار الفني بندر الأحمدي، الذي سبق له خوض تجارب فنية مع عدد من أندية الدوري، إن «دوري الأولى هاجسه الوحيد هي الأمور المادية وافتقاد الاستثمار لانعدام المداخيل الجماهيرية بسبب دخول المباريات بالمجان، إضافة إلى أن الأندية المستثمرة قليلة جداً سواء في منشآتها أو على قمصان لاعبيها وفرقها ويحتاجون في البداية إلى تفعيل دور الاستثمار والاستفادة من الفئات السنية ببيعهم للأندية الأخرى كونها خطوة تجلب مداخيل كبيرة للنادي»، مستشهداً على سبيل المثال بنادي القادسية عندما كان يشارك في دوري أندية الأولى.

وأضاف الأحمدي: «الجانب الفني في الدوري تطور كثيراً بزيادة عدد اللاعبين الأجانب، إضافة إلى منح الضوء الأخضر لتسجيل لاعبي المواليد، كما تقلَّصَت فرص اللاعبين في دوري المحترفين السعودي بوجود ستة أجانب؛ فتوجهوا للأولى والرفع من المستوى، حيث وُجِد عدد من لاعبي أندية منتصف ترتيب دوري المحترفين في أندية دوري الأولى مما أضاف لها فنياً».

ولفت الأحمدي إلى صعوبة الدوري مع تقارب مستوى اللاعبين، وامتداد المنافسة إلى ثلاثين جولة رغم المعاناة من الشح المالي.

وقال الأحمدي إن المدرب الوطني حضوره في الدوري ضعيف، وهو يستحق فرصة أكبر ويفترض منه أيضاً انتزاع ثقة مسؤولي الدوري للبقاء.

في جانب آخر، قال فهد المنيف مهاجم نادي الشعلة وأحد هدافي دوري الأمير فيصل بن فهد برصيد ثمانية أهداف إن «الدوري في الفترة الحالية يعاني من أشياء كثيرة وأهمها المادة والتغطية الإعلامية المكثفة وكون الإعلام الرياضي يغطي فقط مباريات دوري المحترفين، وفي ذلك ضرر كبير لأندية الدوري رغم وجود عدد كبير من اللاعبين المميزين».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا