برعاية

رغم أن أشغال الصّيانة فتحت باب الجدل:الـ «دربي» سيجرى في رادس رغم أن أشغال الصّيانة فتحت باب الجدل:الـ «دربي» سيجرى في رادس

رغم أن أشغال الصّيانة فتحت باب الجدل:الـ «دربي» سيجرى في رادس      رغم أن أشغال الصّيانة فتحت باب الجدل:الـ «دربي» سيجرى في رادس

تشهد الرياضة التونسيّة مجموعة من «الألغاز» والأحاجي التي يتبارى النّاس على حلّها لكن دون جدوى. فلا أحد منّا يفهم مثلا لماذا يفلت «المتلاعبون» بالنتائج رغم توفّر جميع أركان «الجريمة» التي من المفترض أن يُعاقب مُرتكبها بالسّجن والشّطب مدى الحياة حماية لـ «اللّعب النّظيف» الذي عُزل بسببه «بلاتر» وما أدراك؟ ولماذا يتواصل السّكوت المريب على تجاوزات الحكّام المتورّطين في «سرقة» حقوق البعض وسط تفرّج المسؤولين الذين اختاروا «تضييق» الخناق على «المافيولا» وحجب الحقائق المُرّة بدل انقاذ الصّافرة من «الانحراف» الذي وضعها خارج المونديال؟ 

تتبادر إلى الأذهان أيضا تساؤلات حائرة واستفسارات ساخنة ونحن نحاول عبثا فكّ «لغز» المنشآت الرياضيّة. وهذا الملف شائك وفيه الكثير من الضبابيّة والقليل القليل من الشفافيّة. ومن المؤكد أنّ الحكاية العجيبة لملعب الهادي النيفر تختزل كلّ ما يمكن أن يُقال عن «العبثيّة» التي ميّزت ملف البنية التحيّة. ذلك أنّ عشّاق «البقلاوة» انتظروا دهرا ليشهدوا تلك اللّحظة التاريخيّة التي رأى على إثرها هذا الميدان النّور. وقد حصلت عدّة «مآسي» مُشابهة من شمال البلاد إلى جنوبها. وتعدّدت الروايات واختلفت القراءات حول الاخلالات والتجاوزات في تهيئة الأرضيات الطبيعيّة منها وحتّى الاصطناعيّة. وسمعنا ضجيجا كبيرا عن «التحقيقات» المفتوحة بحثا عن «الجناة». وتوزّعت طبعا الاتّهامات في كلّ الاتّجاهات. فهذا يَدين المقاولين. وهذا يهاجم المُكلفين بالصّيانة. والآخر يتّهم بصفة علانيّة السّلطات المشرفة بـ»التّقصير» في مراقبة الأشغال ومحاسبة «المذنبين» في تعطيلها أوالتسبّب في «عيوب» يَصعب «ترقيعها». وفي كلّ الحالات تَضيع الحقيقة ويستمرّ الصّداع الذي يأتينا هذه المرّة من الحي الأولمبي الذي يديره للأمانة أشخاص مشهود لهم بالصّدق في القول والاخلاص في العمل على رأسهم عادل الزرمديني. والاشكال ليس في كفاءة المشرفين على الحي الوطني الرياضي بـ»تُحفتيه» المِعماريتين (المنزه ورادس) وإنّما في الغموض الذي يُرافق «الاستراتيجيّة» المُتّبعة لإنقاذ المنزه من «الاندثار» والمُحافظة على رادس في شكل مقبول رغم كلّ ما لحقه من أضرار بفعل «همجيّة» «المجموعات» وسوء الاستعمال (المُرتبط طبعا بفوضى الرّزنامة و»شكشوشة» الجامعة).

يعرف القاصي والداني أنّ ملعب المنزه الذي يُوثّق أجمل و»أتعس» الأحداث التي عاشتها الكرة التونسيّة على امتداد نصف قرن أصبح «اللّغز» الأكبر. ذلك أن كلّ من يزور ملعب المنزه سيقرّ على الفور بأنّ العشب ممتاز. وهذا طبعا نتيجة العمل الجبّار للمشرفين على الحي الوطني. لكن هذه الإشادة يُقابلها سؤال حارق حول استعمالات هذا الميدان. فهو تارة مغلق لدواع أمنيّة وتنظيميّة وأشياء أخرى لا نعلمها. ومن جهة ثانية يُفتح بين الحين والآخر لاحتضان لقاءات وديّة أومقابلات رسميّة على أن لا يتجاوز فيها عدد الحاضرين خمسة آلاف شخص. ولا أحد في الحقيقة يملك الجواب الشافي لهذا الملف «الضبابي». وتزداد الصّورة غموضا في ظل تأكيدات بعض الجهات لحاجة المسؤولين عن حماية هذا «المَعلم التاريخي» من «الانهيار» إلى 12 مليارا وفي رواية أخرى 20 مليارا لإعادة ترميمه. ولن يكون من الهيّن تأمين مثل هذا المبلغ «الفلكي» إلاّ إذا قرّرت جامعة كرة القدم «التبرّع» بمليارات المونديال لإنقاذ المنزه. وهذا ما لن يحصل حتّى في الأحلام التي عشناها بجوارحنا في رادس الذي قبض فيه الـ»نّسور» على الكأس الافريقية الغالية في 2004. وترشّحوا فيه مؤخّرا لكأس العالم. وكان رادس قد ارتدى يوم 11 نوفمبر أبهى حلّة احتفاء بمرور المنتخب إلى مونديال روسيا. هذا قبل أن «يتفاجأ» الجميع بغلقه للصّيانة التي بدأت أشغالها في 13 من الشّهر نفسه لتتواصل لمدّة 20 يوما على أن يكون الميدان جاهزا للإستعمال انطلاقا من «دربي» العاصمة بين الترجي والافريقي وذلك يوم 3 ديسمبر. وتؤكد المعلومات القادمة من الحي الوطني بأن هذه العمليّة اعتياديّة والهدف منها اكساء الأرضية بعشب يتلاءم مع الأجواء الشتوية وقد كان من المفروض القيام بهذا الاجراء منذ أكتوبر غير أن حاجة المنتخب الوطني للملعب بمناسبة التصفيات المونديال حكم بتأجيل أشغال الصّيانة. وهذا في الوقت الذي أثار فيه قرار غلق رادس جدلا واسعا خاصّة في صفوف الأندية التي تستقبل ضيوفها في هذا الملعب كما هو شأن الترجي الذي سيجد نفسه في «ورطة» حقيقيّة بداية من الجولة القادمة أمام «الستيدة» بما أنّ ترحيل مقابلاته إلى المنزه لن يسمح له إلاّ بحضور 5 آلاف محب (في حين أنّه يملك حوالي 10 آلاف مشترك). وكان جاره الافريقي سيواجه «المأزق» نفسه يوم أمس ضدّ بن قردان لولا عقوبة «الويكلو». ولم يتوقّف الجدل على تبعات غلق رادس وإنّما ذهبت بعض الجهات إلى أبعد من ذلك وأكدت في الكواليس أن أشغال الصيانة في رادس تحوّلت بدورها إلى «لغز». ولم تستبعد الأطراف نفسها وجود اشكاليات «خفيّة» في الأرضيّة. وهذا طبعا ما تنفيه إدارة الحي الوطني جملة وتفصيلا، وتعتبر في الآن نفسه أنّ عشب رادس في أفضل حال، وسيكون في أجمل حلّة يوم الـ»دربي». وإنّ غدا لناظره قريب.  

تشهد الرياضة التونسيّة مجموعة من «الألغاز» والأحاجي التي يتبارى النّاس على حلّها لكن دون جدوى. فلا أحد منّا يفهم مثلا لماذا يفلت «المتلاعبون» بالنتائج رغم توفّر جميع أركان «الجريمة» التي من المفترض أن يُعاقب مُرتكبها بالسّجن والشّطب مدى الحياة حماية لـ «اللّعب النّظيف» الذي عُزل بسببه «بلاتر» وما أدراك؟ ولماذا يتواصل السّكوت المريب على تجاوزات الحكّام المتورّطين في «سرقة» حقوق البعض وسط تفرّج المسؤولين الذين اختاروا «تضييق» الخناق على «المافيولا» وحجب الحقائق المُرّة بدل انقاذ الصّافرة من «الانحراف» الذي وضعها خارج المونديال؟ 

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا