برعاية

توني بوليس مدرب له مدرسة تعبر عن فلسفته الكروية

توني بوليس مدرب له مدرسة تعبر عن فلسفته الكروية

يتميز كل فريق تولى مهمة تدريبه، بهوية قوية مع تقديمه أداءً يعكس فلسفته كمدير فني، له صفات تبدو صارمة لكنها منضبطة وهو الأمر الذي جعل توني بوليس يتفوق على أقرانه الذين يتولون قيادة فرق صغيرة، حيث لم يسبق له الهبوط مع أي ناد دربه.

مع الوصول للمرحلة العاشرة من عمر الدوري الممتاز يمكن أن نطلق على فريق وست بروميتش اسم «فريق توني بوليس». يرى البعض أن استخدام هذه العبارة في الإشارة إلى وست بروميتش ألبيون ومدربه ليس بالأمر الإيجابي. بيد أنه من وجهة نظر مراقب، أن هذا يعتبر بمثابة أعظم وسام يمكن لمدرب نيله.

لماذا؟ خلال الأسابيع الأربعة الأولى من بطولة الدوري عملنا على مناقشة مسألة تغيير الفرق نظام اللعب الذي تنتهجه وهويتها من مباراة لأخرى وما يحمله ذلك من مخاطرة غياب التناغم والاتساق على مستوى الأداء. إلا أن ذلك لا يمكن أن تعاينه في فريق يتولى توني بوليس تدريبه.

من ناحية أخرى، غالباً ما أسمع تعليقات سلبية حول أسلوب كرة القدم الذي يقدمه بوليس. وفي الوقت الذي أتفهم جيداً شكوى الناس من أسلوب تنظيمه لصفوف لاعبيه - مع اعتماده على هيكل دفاعي قوي وتشكيل تهديد مستمر من الكرات الثابتة - فإنه باعتباري مدرباً - لاعباً لا يزال يتحسس طريقه ومفعما بتطلعات نحو التدريب على أعلى المستويات لا أملك سوى الشعور بالإعجاب تجاه حقيقة أن كل فريق تولى بوليس تدريبه يملك هوية قوية ويعكس فلسفته بمجال كرة القدم.

عندما كنت ما أزال صبياً في 16 اعتدت حضور جلسات التدريب التي يعقدها بوليس في بريستول سيتي، النادي الذي كان يضطلع بتدريبه آنذاك. ولاحظت كيف أنه في كل يوم، وبغض النظر ما إذا كان الطقس صحواً أو ممطراً، كان يحرص على متابعة المراكز التي يتخذها لاعبوه داخل الملعب كوحدة واحدة ويعمل على تفاصيل للكرات الثابتة حتى أصبح كل لاعب مدركاً تماماً للنقطة التي يرغب فيها وليس في وجوده بها على وجه التحديد في كل لحظة من المباراة. في التدريب، حرص بوليس على طرح أسلوبه الخاص. وفي المقابل، حرص على محاسبة اللاعبين عن أدائهم بالنظر إلى الدقة الشديدة التي يلتزم بها خلال التدريبات. ورغم أنه ترد إلى مسامعي شكاوى غريبة من بعض اللاعبين إزاء شعورهم بالملل حيال هذه الممارسات المتكررة، يبقى المؤكد أن كل واحد منهم على يقين تام من طبيعة المهمة المطلوبة منه داخل الملعب.

في الواقع، لقد تعلمت الكثير عن الوجه الحقيقي للتدريب من بوليس، وأؤكد لكم أنني لم ألتق خلال حياتي المهنية على مدار العقدين الماضيين سوى عدد محدود من المدربين القادرين على تنظيم صفوف فرقهم وتدريب عناصرها على أفكار تكتيكية واضحة على غرار ما يفعله بوليس. ومع أن أفكاري وتصوراتي بخصوص كرة القدم تختلف عنه، علاوة على أنني لا أتفق تماماً مع أسلوبه في اللعب، لكنني تعلمت من متابعة جلسات التدريب الخاصة به والمباريات التي تخوضها الفرق التي يتولى تدريبها أنه من أجل الحصول على نتائج متناغمة، يتحتم على المرء التزام التناغم في جهوده على مستوى التدريب.

وسواء كان ذلك من خلال الكرات الطويلة لروري ديلاب في ستوك سيتي أو الاعتماد على الكرات الثابتة لكريس برنت ليشكل خطراً داهماً على مستوى الكرات العالية داخل وست بروميتش ألبيون، فإننا معشر المدربين ندرك جيداً أنه يتعين على الفريق الخصم الخروج بكدمات وإصابات مختلفة إذا ما أراد حقاً التغلب على النهج الذي يتبعه بوليس في الملعب.

ولا يهم هنا إذا كنت تستمتع بمشاهدة هذا النمط من الكرة القوية، الأمر المؤكد الذي لا يمكن لأحد المزايدة عليه أن بوليس التزم على امتداد مسيرته المهنية بالمبادئ الكروية الخاصة به، التي تشكل أساس ما يؤمن به. لقد وصل إلى وست بروميتش بعد تغيير أربع مدربين خلال عام واحد وصنع منه فريقا متماسكا صلبا وهو يحتل المركز 15 بين 20 فريقا الآن. وسبق أن تولى بوليس تدريب ستوك من 2006 إلى 2013 قبل انضمامه إلى كريستال بالاس وقاد النادي اللندني للمركز 11 في الدوري في موسمه الوحيد هناك.

لقد حقق بوليس مع الفرق التي تولى قيادتها نتائج متناغمة على مستوى الدوري الممتاز. في الواقع، تكمن أحد أسرار روعة كرة القدم في أنه من المدربين على مستوى الدوري الممتاز إلى المشجعين الذين يتحدثون عن مباراة ما داخل أحد المقاهي، يحمل كل فرد تعريفا خاصا به ومتعارضا مع الآخر حول ماهية كرة القدم الرائعة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا