برعاية

ما وراء الفشل الذريع لكبار الكرة التونسية ..الجامعة،الحكام و الإعلام...في قفص الاتهامما وراء الفشل الذريع لكبار الكرة التونسية ..الجامعة،الحكام و الإعلام...في قفص الاتهام

ما وراء الفشل الذريع لكبار الكرة التونسية ..الجامعة،الحكام و الإعلام...في قفص الاتهامما وراء الفشل الذريع لكبار الكرة التونسية ..الجامعة،الحكام و الإعلام...في قفص الاتهام

في ليلة «كارثيّة» سقط النّجم بسداسيّة على يد «الأهلاويّة» ليُخيّم الحُزن على «السواحليّة» وعلى كلّ التونسيين الذين واسوا أنفسهم بالصّبر وببعض التّعليقات الفايسبوكيّة المُضحكة - المُبكية راجين أن يُنقذ الإفريقي وهو الأمل الأخير للكرة التونسيّة في المسابقات القاريّة المَوقف غير أنّه تكبّد بدوره هزيمة قاسية واستسلم بطريقة دراماتيكيّة لِتُغْتال بذلك أحلامنا القاريّة، وتُنكسُ الراية الوطنيّة مرّتين في نفس اليوم الذي كانت فيه الجمهوريّة تَحتفل بالذِكرى 190 لظُهور العلم الغالي. يا لسخريّة الأقدار...

والإيمان طبعا بمسألة «القَضاء والقدر» راسخة لا تَتزعزع في نفوس التونسيين من بنزرت إلى بن قردان. لكن هذا الأمر لن يَنفع فرسان تونس ليستخدموه حُجّة لتبرير فضيحتهم القاريّة والتّغطية على خيبتهم الجماعيّة ومغالطة جماهيرهم الوفيّة. وهي «الضحيّة» الأكبر وربّما الوحيدة للـ»عار» الذي لَحِق النّجم والترجي و»السي .آس .آس» والإفريقي في كأسي رابطة الأبطال والكنفدراليّة لأنّ الأنصار هم من رابط صباحا مساء وشتاء وصيفا في التّمارين. وهم من قام بالرّحلات المكوكيّة و»الدّخلات» العالميّة نُصرة للجمعيّة. وهم من بات في العراء أمام شبابيك التذاكر وفي الجيب دنانير معدودة للظّفر بمقعد في «الفيراج» يوم اللّقاء. وهم أيضا من يُقضّي الساعات الطّويلة تحت الأمطار ولهيب الشّمس ومعهما أحيانا ضربات «الماتراك» و»أفلام الرّعب» في المدرّجات و»البراكاجات» في محيط الملاعب. هذا في الوقت الذي تَنام فيه النّجوم الورقية للـ»قُوى» التقليديّة على الحرير وتَتناول «الكافيار» (وربّما أشياء أخرى)، وتُقيم في أضخم الفنادق وتمتطي أفخم السّيارات دون أن يكون فيهم لا «المعلّم» الشتالي ولا «الامبراطور» طارق ولا «الأسطورة» «عتّوقة» ولا «ساحر الجيلين» العقربي، ودون أن يكونوا في مستوى انتظارات الأحبّاء في «باب سويقة» و»باب الجديد» و»باب الجبلي» وبوجعفر الذين تجرّعوا جميعا مرارة الانكسار بعد أن شيّدوا قصورا شَاهقة من الأحلام تبيّن للأسف أن المواد المُستعملة في بنائها «مغشوشة» وأن جدرانها آيلة للسّقوط تماما مثل العشرات من عماراتنا القديمة في سوسة وصفاقس والعاصمة... وصدق من قال: من يريد أن ينبني عاليا لا بدّ أن يَحفر عميقا».

سقط «الرُباعي الكبير» (والمُهان في الوقت الرّاهن) بالضّربة القاضية في المسابقتين القاريتين وهو ما يطرح سؤالا كبيرا حول الأسباب الحقيقيّة وراء هذه «النّكسة» الجماعيّة لأقوى وأغنى الجمعيات التونسيّة. والبحث في أصل الدّاء قد يطول خاصّة أنّ عدّة عوامل ساهمت في هذه الفَضيحة المدويّة التي تأتي في سنة يتأهّب فيها منتخبنا الوطني لمعانقة العالميّة. ولا جدال في أنّ الـ»كوارجيّة» يتحمّلون نصيبا وافرا من مسؤوليّة هذا «الخِذلان» قياسا برواتبهم «الفلكيّة» وأخطائهم البدائيّة في المواجهات المصيريّة. وهو أمر غير مقبول من عناصر خِبرتها الافريقيّة واسعة وينتمي شقّ كبير منها للمنتخب (القائمة الأخيرة لمعلول ضمّت 16 لاعبا بالتّمام والكمال من الأندية الـ»كبيرة»). ولا اختلاف أيضا بشأن الفاتورة الغالية التي دفعها فرسان تونس جرّاء الأخطاء الفنيّة الفادحة للمدربين المحليين والأجانب (البرتغالي «داموتا» مع صفاقس والفرنسي «فيلود» في النّجم والإيطالي «سيموني» في الإفريقي والبنزرتي مع الترجي). وقد وقع أربعتهم في «زلاّت» لا تُغتفر واتّفقوا مع لاعبيهم على «وَأد» أحلام المحبين الذين عاشوا كابوسا مُزعجا ضدّ الفتح و»سوبر سبور» والأهلي بقيادة البدري الذي تفوّق بدهاء شديد على مدربي الترجي والنّجم وجَعلهما «أضحوكة» في الصّحافة العربيّة والمواقع الاجتماعيّة التي صفّق فيها النّاس بحَرارة (ورغم المَرارة) على نجمنا في فريق القرن علي معلول الذي قد يعانق المجد، ويفوز مع ناديه برابطة الأبطال بعد أن كان قد فشل في الظّفر بها مع أبناء جِلدته، وهذا النّجاح ليس من باب «القضاء والقدر» أو»الزّهر» أوبفعل «كرامات» ذلك «المُشعوذ» الكونغولي وإنّما بفضل العمل الجادّ والتّخطيط السّليم. ونأتي الآن إلى الداء الأكبر والوَجع المَسكوت عنه وهو الفوضى التسييريّة التي تعيشها «القوى» التقليديّة. وهذا الأمر تُثبته السّياسة العشوائيّة في الانتدابات التي كلّفت الخزينة أموالا خياليّة دون أن تُساهم في تحقيق النّقلة النوعيّة لأنديتنا في المسابقتين القاريتين (آخر تتويج في رابطة الأبطال يعود إلى 2011 عن طريق الترجي وآخر لقب في الـ»كاف» يعود إلى 2015 بفضل «ليتوال»). ولاشكّ في أنّ «اقتتال» الترجي والنّجم على «البِيفو» المُسمّى «كوم» والتّهافت على التّعاقدات مع المُدافعين الأجانب (بدل الاستفادة من الأقدام الخارجيّة في المراكز الهجوميّة) من النّماذج الحيّة التي تقيم الدّليل على «الهزّان والنّفضان» في صفوف «كبار» قومنا الذين تَفنّنوا في تكديس اللاّعبين وتغيير المدرّبين. وانشغلوا بالكواليس وبالتّحكيم وبما يقال في «الفايس .بوك». وفتحوا الأبواب للوكلاء و»المُستشارين» والأحباب والأصحاب ليُعدّوا معهم «الطّبخة» التي احترقت في أدغال إفريقيا واحترقت معها أعصاب الجمهور وعشرات المليارات التي ربّما كان من الأجدى أن تُوجّه إلى قطاعات أخرى بوسعها أن تساهم في حلّ أزمة البِطالة وتُنقذ ما أمكن إنقاذه من «الحارقين» اليائسين إلى «لامبدوزا»...

بالتّوازي مع تقصير اللاّعبين و»حَماقة» المدربين وسوء التّدبير من قبل المسيّرين بوسعنا أن نضيف عدّة عراقيل أخرى ساهمت بدورها في «ثورة الفشل» منها التأثيرات السلبية للرّزنامة بما فيها من تقطّعات وتوقّفات «تُفصّلها» جامعتنا بالتّنسيق مع مدرّبنا الوطني بطريقة ارتجاليّة أضرّت بجاهزيّة فرسان الخضراء الذين لاح عليهم التعب والإعياء في أكثر من لقاء كشف الضّعف البدني الفادح وسوء التحضير والتّنظيم في أنديتنا التي راح بعض مسؤوليها يعدّون المداخيل والكؤوس قبل نصل إلى العِين. ولن نمرّ طبعا على الجريء ومعلول دون أن نشير إلى أنّهما من المتسبّبين ولو بصفة غير مباشرة في انهيار «كبارنا» بحكم أنّ الأوّل طبّل وهلّل عند بلوغهم الدّور ربع النهائي بل أنّه راسلهم واحدا واحدا لتَهنئتهم على هذا «النّجاح» الذي يؤكد من وجهة نظره أحقيّة بطولتنا (بما فيها من فساد) بالتّواجد في صدارة الدوريات العربيّة والافريقيّة و»غالط» «الرئيس» من حيث يعلم «الرعيّة»، وأوهمها أنّها فعلا كاملة الأوصاف بدل أن ينبّهها إلى مواطن الضّعف ودعوتها للإصلاح لتتفادى سوء المصير في الأمتار الأخيرة والحاسمة من كأسي إفريقيا. أمّا معلول فإنّه ما انفكّ يردّد على مسامعنا بأنّ «البلبولي» أفضل حارس والخنيسي أحسن لاعب في برّ إفريقيا ومرياح لا نظير له وحتّى الطّرابلسي الذي يجهله شْطر الشّعب «غير عادي» في قاموس «سي» معلول. وقد انساق بعض اللاعبين أنفسهم في تيّار التّضخيم واعتبروا أنديتهم المشاركة في الكؤوس الافريقية الأعتى على الإطلاق. فكانت النّتيجة صدمة كرويّة بل «كارثة» حقيقيّة على رأي زبير بيّة في تعليقه على «الأمسية السوداء» التي عاشتها «النجمة الساحلية» في برج العرب. وعزاؤنا الوحيد الآن في المنتخب المطالب بالذّهاب إلى المونديال لعلّه يَغسل العار وينسي جمهور «الرباعي الكبير» وهو بالملايين فضيحة رابطة الأبطال والـ»كاف».

المسؤول الابرز على فشل الاندية التونسية في المسابقة الافريقية هم الحكام المحليون الذين يمكّنون هذه الاندية من الفوز بكل الطرق في المسابقات المحلية ولذلك تعوّد اللاعب التونسي على الفوز دون أن يكون جديرا به ودون بذل المجهودات اللازمة أما افريقيا فيكون الفشل في انتظارهم ولذلك ساهمت الجامعة في فشل هذه الاندية من حيث أرادت أن تساعدهم.

في ليلة «كارثيّة» سقط النّجم بسداسيّة على يد «الأهلاويّة» ليُخيّم الحُزن على «السواحليّة» وعلى كلّ التونسيين الذين واسوا أنفسهم بالصّبر وببعض التّعليقات الفايسبوكيّة المُضحكة - المُبكية راجين أن يُنقذ الإفريقي وهو الأمل الأخير للكرة التونسيّة في المسابقات القاريّة المَوقف غير أنّه تكبّد بدوره هزيمة قاسية واستسلم بطريقة دراماتيكيّة لِتُغْتال بذلك أحلامنا القاريّة، وتُنكسُ الراية الوطنيّة مرّتين في نفس اليوم الذي كانت فيه الجمهوريّة تَحتفل بالذِكرى 190 لظُهور العلم الغالي. يا لسخريّة الأقدار...

والإيمان طبعا بمسألة «القَضاء والقدر» راسخة لا تَتزعزع في نفوس التونسيين من بنزرت إلى بن قردان. لكن هذا الأمر لن يَنفع فرسان تونس ليستخدموه حُجّة لتبرير فضيحتهم القاريّة والتّغطية على خيبتهم الجماعيّة ومغالطة جماهيرهم الوفيّة. وهي «الضحيّة» الأكبر وربّما الوحيدة للـ»عار» الذي لَحِق النّجم والترجي و»السي .آس .آس» والإفريقي في كأسي رابطة الأبطال والكنفدراليّة لأنّ الأنصار هم من رابط صباحا مساء وشتاء وصيفا في التّمارين. وهم من قام بالرّحلات المكوكيّة و»الدّخلات» العالميّة نُصرة للجمعيّة. وهم من بات في العراء أمام شبابيك التذاكر وفي الجيب دنانير معدودة للظّفر بمقعد في «الفيراج» يوم اللّقاء. وهم أيضا من يُقضّي الساعات الطّويلة تحت الأمطار ولهيب الشّمس ومعهما أحيانا ضربات «الماتراك» و»أفلام الرّعب» في المدرّجات و»البراكاجات» في محيط الملاعب. هذا في الوقت الذي تَنام فيه النّجوم الورقية للـ»قُوى» التقليديّة على الحرير وتَتناول «الكافيار» (وربّما أشياء أخرى)، وتُقيم في أضخم الفنادق وتمتطي أفخم السّيارات دون أن يكون فيهم لا «المعلّم» الشتالي ولا «الامبراطور» طارق ولا «الأسطورة» «عتّوقة» ولا «ساحر الجيلين» العقربي، ودون أن يكونوا في مستوى انتظارات الأحبّاء في «باب سويقة» و»باب الجديد» و»باب الجبلي» وبوجعفر الذين تجرّعوا جميعا مرارة الانكسار بعد أن شيّدوا قصورا شَاهقة من الأحلام تبيّن للأسف أن المواد المُستعملة في بنائها «مغشوشة» وأن جدرانها آيلة للسّقوط تماما مثل العشرات من عماراتنا القديمة في سوسة وصفاقس والعاصمة... وصدق من قال: من يريد أن ينبني عاليا لا بدّ أن يَحفر عميقا».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا