برعاية

شراكة «لا ليغا»... هل تنطلق باللاعب السعودي إلى أوروبا؟

شراكة «لا ليغا»... هل تنطلق باللاعب السعودي إلى أوروبا؟

لطالما أكد خبراء كرة القدم السعودية أن المعضلة الحقيقية التي تواجهها الأندية في البلاد والمنتخبات الوطنية كانت تتمثل في الفئات السِّنية التي تم تجاهلها لسنوات طويلة وسط جهد فردي من قبل بعض الأندية لا يتسق مع الطريق الصحيح للارتقاء باللاعب منذ الصغر.

فجر أمس، تم الإعلان عن توقيع اتفاقية شراكة ورعاية وتسويق مع رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم «لا ليغا»، ولتقوم أيضاً بتأسيس أكاديميتين في الرياض وجدة، لتأهيل اللاعبين السعوديين الصغار، فضلاً عن اختيار لاعبين سعوديين لخوض تجارب في أندية الدرجة الأولى الإسبانية.

وتهدف الاتفاقية إلى تدريب وتطوير اللاعبين السعوديين الناشئين، وإعداد مدربين رياضيين سعوديين، وفق برامج معدة من رابطة الاتحاد الإسباني، لرفع قدرات اللاعبين والمدربين السعوديين بما يحقق الهدف المأمول للرياضة السعودية.

وتعد هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ كرة القدم السعودية في افتتاح أكاديميات رياضية، هي امتداد للحراك الرياضي غير المسبوق الذي تقوم به الهيئة العامة للرياضة برئاسة تركي آل الشيخ، ولإكمال خطوات سبقتها في تشكيل لجنة الكشف عن المواهب الرياضية في المملكة، وستحتضن هذه الأكاديميات من وقع عليهم الاختيار لصقل مواهبهم وفق برامج احترافية على يد خبراء في مجال التدريب، وتوجيههم وفق خطط دُرست بعناية تتوافق مع طبيعة اللاعب السعودي، وفتح المجال أمام لاعبي المنتخب الأول، واحتكاكهم بنجوم كرة القدم العالمية في أقوى دوريات العالم، واكتساب الخبرة، قبل الظهور في المونديال العالمي في روسيا 2018.

من جانبه، قال رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عادل عزت، إن هذه الخطوة هي امتداد لمسيرة العطاء والنماء والدعم اللامحدود الذي تجده الرياضة من قيادة البلاد، ما يسهم في دفع شباب هذا الوطن إلى الإمام، وأضاف: «نحن في أسرة كرة القدم السعودية نثمّن هذا الدعم، والحراك الكبير الذي جاء مع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، والتغيير الشامل والنقلة النوعية في عناصر الرياضة السعودية يدفعنا أيضاً إلى تقديم كل ما هو مفيد ومهم لشباب هذا الوطن سواء على المدى الطويل أو المتوسط أو القصير».

واستطرد عزت: «اليوم يترجم هذا العمل في اتفاقيات عديدة، والاتفاقية الأولى إنشاء أكاديميات (لا ليغا) في المملكة، سنبدأ في العاصمة الرياض ومحافظة جدة، وهي عبارة عن أكاديميات متخصصة وتضم مدربين متخصصين، ولا يقتصر التدريب على لاعبي كرة القدم، بل سيشمل تدريب المدربين السعوديين... ستكون لدينا أكاديميات على طراز عالمي».

وأشار عزت إلى أن الاتفاقية تحمل خبراً ساراً للاعبي المنتخب السعودي الذي يستعد لخوض نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، حيث ستتاح الفرصة ابتداءً من يناير (كانون الثاني) المقبل، لضم لاعبين من المنتخب السعودي لأندية تشارك في دوري الدرجة الأولى الإسباني.

وأوضح عزت أن اختيار اللاعبين سيتم وفق برامج ومعايير محددة، وسيتم الإفصاح عن كل التفاصيل في الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن التركيز سيكون على لاعبي المنتخب السعودي الأول، وقد تتسع الدائرة لاختيار لاعبين آخرين من الدوري السعودي للمحترفين لخوض هذه التجربة.

وكشف أن هناك مجموعة من المدربين الإسبان ستكون مهمتهم الكشف عن المواهب السعودية المؤهلة لخوض هذه التجربة الاحترافية في الدوري الإسباني، بمتابعتهم للاعبين في منافسات الدوري ومباريات المنتخب، على أن يتم اختيار الأفضل من قبل مدربي الدوري الإسباني، ومن يقع عليه الاختيار ستكون فرصته التاريخية باللعب في «الليغا» الإسبانية.

إلى ذلك، أوضح مدير التسويق في رابطة الدوري الإسباني أدولفوا بارا أن الشراكة عبارة عن اتفاقية واسعة تتضمن تطوير جميع الفئات السِّنية، وجلب الصغار إلى إسبانيا من أجل تطويرهم حتى يصبحوا من أفضل اللاعبين المحترفين في كرة الفدم، وبيَّن أن خططهم قصيرة المدى ترتكز على استقطاب اللاعبين الشبان ما بين 21 و23 عاماً لخوض تجارب مع أندية إسبانية، وتقييمهم وتطويرهم.

كما بيّن أن هذا ما سينطبق على لاعبي المنتخب الأول من أجل تقديم نتائج أفضل في كأس العالم المقبلة، ولم ينسَ مدير التسويق في رابطة الدوري الإسباني أن يهنّئ المنتخب السعودي الأول لتأهله لنهائيات كأس العالم، ووصف هذا الوصول السعودي الخامس بالإنجاز العظيم للكرة السعودية.

يشار إلى أن أكاديمية «لا ليغا» تحتل المراكز الأولى من بين مثيلاتها على المستوى العالمي، على الرغم من حداثتها، كما أنها أول أكاديمية تابعة لـ«لا ليغا» في العالم، لما تضمه من فريق متكامل من أفضل مدربي الدوري الإسباني المعتمدين من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وستُقدم في هذه الأكاديمية وسائل التدريب العالمية التي يعتمد عليها المدربون في تطوير مستوى لاعبي كرة القدم، ويضمن المنضمون إليها حصولهم على أعلى مستويات التدريب والتي أنتجت للعالم أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق، ويتم صقلهم على مستوى احترافي، كما هو معمول به في الملاعب الأوروبية.

وحققت «لا ليغا» نجاحات لافتة في الإمارات في وقت قياسي، حيث نجح فريق مركز الكفاءات العلمية الذي صقل لمدة عام كامل على يد مدربي الدوري الإسباني «لا ليغا»، في الظفر ببطولة دوري اتحاد الإمارات لكرة القدم للأكاديميات، ليصبح بذلك أول فريق يفوز بالبطولة الرسمية الأولى في الإمارات، التي تنافس على لقبها جميع الأندية الإماراتية المحلية والأكاديميات الخاصة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا