برعاية

فورزا كالشيو (11) - دربي الشمس.. الحب الذي تحول إلى القتل بين روما ونابولي

فورزا كالشيو (11) - دربي الشمس.. الحب الذي تحول إلى القتل بين روما ونابولي

هناك خط رفيع بين المحبة والكراهية وهذا الخط هو الذي حول مباراة الأشقاء في الجنوب روما ونابولي إلى واحد من أكثر الدربيات الدموية في إيطاليا.

بدأت كرة القدم في إيطاليا في الشمال وتحديدا في تورينو وجنوى ثم ميلان وسيطرت أندية الشمال دائما يوفنتوس وميلان وإنتر على البطولات المحلية وحصلت على كل الشهرة والمجد وفي الجنوب الإيطالي هناك كان نابولي وفي الوسط كان هناك روما ثنائي صغير يحاول المعافرة والقتال لمنافسة الكبار.

من هنا بدأت الصداقة بين الطرفين فبينما كانت الجماهير الإيطالية معروفة بشغفها وتعصبها لأنديتها كانت لقاءات روما ونابولي دائما ما تشهد اللقطات الأخوية وسيل من الحب يغمر الجماهير حتى إنهم في فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات كنت لتجد مشجعي روما ونابولي جنبا إلى جنب داخل الملعب بدون فواصل بينهم.

فورزا كالشيو (10) - ماذا قالوا عن تقنية الفيديو.. عدالة وإضاعة للوقت فورزا كالشيو (9) - لماذا "كالشيو" وليس "كرة القدم"؟ فورزا كالشيو (8) - أكاديمية أتالانتا ليست لا ماسيا.. ولكنها جوهرة إيطاليا لأوروبا فورزا كالشيو (7) - أليجري.. أزمة البدايات والتعامل مع الصفقات فورزا كالشيو (6) - يوفنتوس وحكاية الرقم 10 ومفترق طرق أمام ديبالا

جماهير نابولي أخذت فكرة "أولتراس" من جماهير روما وقلدتهم في كل شيء حتى إن جماهير نابولي لتعترف بأنها أخذت معظم أهازيجهم التشجيعية وألحانهم من أولتراس روما والكل سعيد.

قبل مباريات الفريقين سواء كنت في الأولمبيكو أو سان باولو ستجد ممثلي من جماهير روما يركضون نحو جماهير نابولي حاملين أعلام فريقهم والجميع يغني "روما روما" حتى يصلوا إلى المدرج الخاص بجماهير نابولي التي تستقبلهم بحفاوة لتأخذ الأعلام منهم وتبعث بمندوبين يحملون أعلام فريقهم إلى المدرج المقابل والهتاف يتغير إلى "نابولي نابولي".

لا شيء يعيق أجواء المحبة بين الطرفين حتى لو وجدت جماهير نابولي فريقها خاسرا بخمسة أهداف لهدف في أحد اللقاءات على ملعب أولمبيكو.

كل شيء كان جيدا حتى وصول دييجو أرماندو مارادونا وسحره إلى نابولي في 1984 حينها اضطرت جماهير نابولي لتقليل حصة مشجعي روما من التذاكر خلال مباريات الطرفين على ملعب سان باولو نظرا لزيادة أعداد الجماهير الراغبة في رؤية سحر الأسطورة الأرجنتينية.

لكن كل شيء ظل جيدا حتى العام التالي عندما تعاقد نابولي مع نجم لاتسيو برونو جيوردانو وفي لقاء جمع الطرفين في أكتوبر 1986 البداية كانت جيدة وقام الطرفان بتبادل الأعلام والتشجيع سويا حتى قام جيوردانو بصناعة هدف المباراة الوحيد لمارادونا.

الغضب غمر جماهير روما التي وجدت نجم عدوها السابق يساهم في فوز حليفهم عليهم لتبدأ مجموعة من الجماهير الغاضبة في الغناء وتوجيه السباب لجيوردانو مما أغضب جماهير نابولي لترد عليها بعبارات سباب لبرونو كونتي لكن الأمور لم تتطور والأكيد أن هناك ما عكر صفو المحبة بين الطرفين.

بعد عام واحد بالتمام والكمال وتحديدا في أكتوبر 1987 انتهى كل شيء بلا رجعة، مندوبو روما ذهبوا إلى جماهير نابولي وأعطوهم الأعلام والهتافات المعتادة حولهم "روما روما" ومندوبو جمهور نابولي ذهبوا لرد التحية وتبادل الأعلام ولكن لم يتم استقبالهم بالهتافات المعتادة "نابولي نابولي" وإنما وجدوا وابلا من السباب وتم قذفهم بكل ما كانت تطوله أيدي جماهير روما الحاضرة لتعود خائبة إلى مدرجات فريقها التي تحولت هتافاتها من "روما روما" إلى "لتسقط روما".

التطور في المدرجات قبل بداية المباراة زاد مع انطلاقها وتقدم روما في النتيجة ثم إضاعة نابولي للعديد من الفرص المؤكدة للتهديف ليزيد التوتر على أرضية الملعب ويتعرض ثنائي نابولي أليسندرو رينيكا وكاريكا للطرد ليتقلص عدد لاعبي البيرتانوبي إلى تسعة لاعبين.

نابولي نجح في خطف التعادل في النهاية وجماهير نابولي احتفلت مع اللاعبين الذين قاموا بإلقاء قمصانهم إلى الجماهير المحتفلة كل شيء كان عاديا حتى توجه لاعب وسط نابولي سالفاتوري باجني إلى مدرجات جماهير روما وأرسل إليهم إشارة غير لائقة كانت كإعلان عن نهاية الأخوة المحبة بين الطرفين.

محاولات من جماهير نابولي لإعادة العلاقات مرة أخرى في 1991 تمت عندما حاول أحد المسؤولين عن أولتراس نابولي رفع لافتة تكريمية لمشجع ميلان أنطونيو دي فالكي الذي تم قتله على يد أحد مشجعي ميلان قبل مباراتهما بأيام ولكن محاولته قوبلت بوابل من السباب ليس فقط من جماهير روما ولكن أيضا جماهير نابولي التي قامت بإنزال اللافتة فورا.

العنف بدأ وأصبح سان باولو محرما على جماهير روما بسبب الهجوم المتتالي عليهم من جماهير نابولي وفي 2005 تعرض 31 شرطي إيطالي للإصابة أثناء محاولاتهم منع محاولة من جماهير نابولي للاعتداء على جماهير روما وتم القبض على 15 مشجعا من مشجعي بيرتانوبي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا