برعاية

«فيفا» يتغزل بـ«الحضري»... ويصفه بالأسطوري

«فيفا» يتغزل بـ«الحضري»... ويصفه بالأسطوري

استعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إنجازات أكبر اللاعبين في الدوري السعودي الحارس عصام الحضري، قائد نادي التعاون والمنتخب المصري، خلال مسيرته الرياضية التي بدأت قبل نحو 25 عاماً.

وما زال ابن الـ44 عاماً قادراً على العطاء مع ناديه ومنتخبه الوطني الذي قاده مؤخراً لبلوغ نهائي القارة السمراء، بعد أن حافظ على شباكه نظيفة حتى الدور نصف النهائي خلال 657 دقيقة، قبل أن تهتز من مهاجم بورينا فاسو.

وهذا الرقم لم يصل إليه أي حارس باستثناء الحضري، كما يعود له الفضل في صدارة منتخب بلاده لمجموعته في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، إذ بات حلم الوصول للمحفل العالمي قريباً جداً لمنتخب الفراعنة بقيادة حارسه المخضرم.

ويملك الحضري الذي انتقل لنادي التعاون مطلع العام الحالي كأول حارس أجنبي في الدوري السعودي للمحترفين، رصيداً وافراً من الإنجازات الجماعية والشخصية، وحقق 38 بطولة، ما بين المنتخب المصري والأندية المحلية والخارجية التي مثلها، بالإضافة إلى 7 ألقاب شخصية، ويعتبر على الرغم من تقدمه بالعمر، أفضل حراس المرمى في مصر على مر التاريخ، وهو الحارس الوحيد في أفريقيا الفائز ببطولة الأمم الأفريقية لثلاث مرات متتالية، وهو إنجاز قاري لم يسبقه إليه أي من الحارس، إلى جانب بطولة قارية رابعة، وهذا ما دعا الاتحاد الدولي لتسليط الأضواء على مسيرته الكروية.

ولن ينسى المصريون على وجه التحديد والعرب بصفة عامة، تألق الحضري عندما وقف سداً منيعاً أمام الهجوم الضارب للمنتخب الإيطالي في كأس القارات، بعدما قاد منتخبه للانتصار بهدف دون رد، ولقب بعدها بالحارس الأسطوري لتصديه لأهداف محققة في هذه المواجهة، بفضل سرعة بديهته وتركيزه الكبير، حتى حظي بشهادة الحارس الإيطالي الشهير بوفون الذي أثنى على مستواه، وطالبه بمواصلة العطاء في الملاعب، ويتطلع الحضري لكسر كل الأرقام التي سجلت للاعبين قبله بالمشاركة في نهائيات كأس العالم صيف العام المقبل في روسيا، ليحقق ما عجز عنه طيلة السنوات الماضية، بالإضافة إلى كسر رقم حارس كولمبيا موندراغن الذي شارك بعمر 43 عاما في نهائيات كأس العالم 1994 في أميركا.

عزيمة ابن النيل في المضي نحو تحقيق الألقاب وحصد الإنجازات خلفها قصة طويلة من الإصرار والتحدي والإرادة القوية والعزيمة، قادته للتألق حتى الآن رغم وصوله لعمر الـ44، وهذا ما يؤكده مدرب حراس المنتخب المصري فكري صالح، ويرى فيه الإصرار على الاستمرار في الملاعب حتى المشاركة في كأس العالم 2018 بروسيا، وتحقيق حلمه الذي يراوده على مدار ثلاثة عقود، من خلال أدائه الجاد في التدريبات، وحرصه على الحضور قبل بدايتها بنصف ساعة، بالإضافة إلى خضوعه لتدريبات إضافية بعد انتهاء الحصة الرئيسية، للتدرب على التصدي للكرات العرضية والثابتة وركلات الجزاء، ويرى فكري أن الأرقام والإحصائيات تنصف الحضري في الموسم الماضي، إذ تصدى لخمس ركلات جزاء من بين سبع احتسبت ضد فريقه السابق وادي دجلة.

وللحارس الأسطورة نظرة أخرى مغايرة عن بقية اللاعبين الكبار، إذ يرى في نفسه لاعبا صاعدا لحظة نزوله للحصص التدريبية، ويعمل على تطوير مهاراته الفردية والاستفادة من خبرته السابقة، والانصياع لتوجيهات المدربين وتطبيقها بالحرف الواحد، كما يخضع لبرامج خاصة للمحافظة على رشاقته وحيوية عضلاته، خاصة مع التقدم في العمر، ويبقى في الثلج لمدة نصف ساعة يومياً حتى في فصل الشتاء، للمحافظة على عضلاته مرنة ورشيقة، واتباعه برنامجا غذائيا صارما لا يمكن أن يتجاوزه، وهو سر بقائه في دائرة النجومية وهو ابن الـ44 عاما، وسبب في انتقاله للدوري السعودي الذي يعد الأقوى عربياً.

وعلى الرغم من أن عصام الحضري حارس مرمى فإنه استطاع تذوق طعم الأهداف التي اكتوى من نارها، فأحرز هدفا تاريخيا من كرة ماكرة نفذها من منتصف ملعب فريقه الأهلي ولعبها ساقطة استقرت في شباك نادي كايزر تشيفز الجنوب أفريقي بكأس السوبر الأفريقي 2002، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ويبقى هذا الهدف من الأهداف الخالدة في تاريخ الكرة المصرية، ومن اللحظات التي لا تنسى في مسيرته الرياضية.

وفي رحلته الاحترافية الخارجية حقق مع نادي سيون السويسري كأس سويسرا، ومع المريخ السوداني بطولة الدوري والكأس، غير أن انتقاله للدوري السويسري تسبب في خدش مسيرته الرياضية وعرضه للإيقاف من «الفيفا» بعدما رحل عن ناديه السابق الأهلي المصري دون الموافقة على عرض نادي سيون السويسري، وهو ما تسبب في إيقافه لمدة 4 أشهر، كما فرض عليه «فيفا» دفع غرامة مالية قدرها 900 ألف يورو للأحمر العاصمي، الأمر الذي تسبب في تراجع شعبيته، كما أثار هذا الرحيل انقساما بين الرياضيين في الشارع المصري، إذ يرى البعض منهم أنه وصل لـ35 سنة دون أن يحظى بفرصة الاحتراف الخارجي، وتعد هذه المرحلة من أصعب المراحل في تاريخ الحضري، لكنه عاد أفضل من السابق، وأجبر الجهاز الفني للمنتخب المصري على الاستعانة بخدماته من جديد.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا