برعاية

كيف أصبح وولفرهامبتون صاحب الحظ الأوفر في الدرجة الأولى؟

كيف أصبح وولفرهامبتون صاحب الحظ الأوفر في الدرجة الأولى؟

يشتهر دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (الثانية فعليا) بروح التنافس الشديدة التي تسيطر عليه، ويبدو أن الموسم الحالي لن يكون استثناءً على هذا الصعيد، فبعد ثماني جولات من المباريات، تفصل الآن نقطتان فقط بين الأندية الستة المتصدرة لجدول ترتيب أندية البطولة، وليس من بينها أي من الفرق الثلاثة التي جرت الإشارة إليها قبل انطلاق الموسم باعتبارها الأوفر حظاً للفوز بالبطولة، ميدلزبره وأستون فيلا وفولهام. في الواقع، لا يشغل أي من أستون فيلا وفولهام مكاناً في النصف الأعلى من الجدول ـ وإن كانت تفصلهم سبع نقاط فقط عن ليدز ووولفرهامبتون وكارديف، الذين يأتون في صدارة الجدول بـ17 نقطة.

ورغم أن الموسم الجديد لم يكمل بعد شهرين، فإن الزخم في إطاره تحرك بالفعل في اتجاهات متباينة يوماً بعد آخر. كان كارديف سيتي قد فاز بأول خمس مباريات له في الموسم. أما إبسويتش فسيرتفع إلى القمة فقط إذا ما تمكن من الفوز بمباراة على فريق من تلك المتقدمة عليه. بالنسبة لليدز، فإنه يحتل المركز الأول حالياً. ومع هذا، فإن وولفرهامبتون واندررز يبدو المرشح الحقيقي لاقتناص البطولة هذا الموسم، الأمر الذي يبدو لافتاً للغاية بالنظر إلى موجة الاضطرابات التي عصفت بالنادي خلال الصيف.

جدير بالذكر أن خورخي مينديز - الرجل الذي يصفه كريستيانو رونالدو بأنه «كريستيانو رونالدو وكلاء اللاعبين» - صديق معروف للنادي. من ناحيته، قال المدير الإداري لوولفرهامبتون واندررز، لوري دالرمبل، إن مينديز صديق لملاك النادي، ويسعون كثيراً للتعرف على رأيه واستشارته في بعض المواقف. والواضح أن «نصائحه» تركت تأثيراً ملموساً على النادي هذا الصيف، خاصة مع تعيين نونو إسبيريتو سانتو مدرباً للفريق.

كان وولفرهامبتون واندررز قد ضم إليه خمسة لاعبين برتغاليين خلال موسم الانتقالات - رودريك ميراندا وروبين نيفيز وبيدرو غونكالفيز وبوباكار هاني وخوزيه نونو رودريغيز خافيير، بجانب ضم اثنين آخرين على سبيل الإعارة على امتداد الموسم: روبين فيناغر ودييغو غوتا.

وعليه، يبدو الفريق الأول لوولفرهامبتون واندررز شديد الاختلاف عما كان عليه الموسم الماضي. ويعتبر مات دوهرتي اللاعب الوحيد الذي شارك في المباراة الأولى من الموسم السابق، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 2 - 2 أمام روزرام، وشارك في التشكيل الأساسي في المباراة الافتتاحية لهذا الموسم. وبعد كل هذه التغييرات الكثيرة، ربما يتوقع المرء أن يحتاج الفريق إلى بعض من الوقت حتى يستقر الوافدون الجدد وينصهروا مع قدامي الفريق. إلا أنهم سرعان ما تألقوا في صفوف ناديهم الجديد عبر إنزال الهزيمة بميدلزبره، الذي كان من الفرق المرشحة للفوز بالبطولة قبل بداية الموسم، خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحي للموسم.

ويعتبر دوهرتي وكونور كودي اللاعبين الوحيدين من عناصر التشكيل الأساسي الموسم الماضي اللذين احتفظا بمكانهما داخل الفريق لكنهما بدلا مركزيهما. من ناحيته، جرى نقل دوهرتي من الجناح الأيسر إلى الجناح الأيمن، بينما يلعب كودي حالياً في منصب قلب الدفاع. كما طرأت تغييرات على طريقة اللعب، مع اعتماد الفريق حالياً على ثلاثة لاعبين في الخلف في إطار أسلوب يشبه ما يتبعه تشيلسي. وتساعده طريقة اللعب الجديدة على خلق مزيد من المفاجآت أمام الخصم.

من جانبه، يعتبر نيفيز الصفقة الكبرى بالنسبة لوولفرهامبتون واندررز هذا الموسم، بل وعلى مستوى دوري الدرجة الثانية بأكمله ومع هذا، فقد تفوق عليه في الأداء لاعب آخر قضى الموسم الماضي في بورتو أيضاً، وهو غوتا. جدير بالذكر أن نيفيز سجل الهدف الأخير من مسافة بعيدة في مرمى هال سيتي في مباراة انتهت بنتيجة بفوز فريقه بنتيجة 3 - 2. ومع أنه قدم بوجه عام أداءً جيداً، يبقى الأداء الأفضل داخل صفوف وولفرهامبتون واندررز من نصيب غوتا.

كان اللاعب البالغ 20 عاماً قد انتقل إلى وولفرهامبتون واندررز على سبيل الإعارة من أتلتيكو مدريد النادي الذي لم يشارك غوتا فعلياً في صفوفه حتى هذه اللحظة في أعقاب موسم ناجح قضاه على سبيل الإعارة في صفوف بورتو العام الماضي. وقد سجل غوتا هدفاً كل 182 دقيقة في إطار الدوري البرتغالي الممتاز، بجانب تسجيله خمسة بالفعل حتى الآن في إطار دوري الدرجة الأولى الإنجليزي. وإذا ما حاول وولفرهامبتون واندررز محاكاة أسلوب لعب تشيلسي، فإن هذا يعني أن غوتا سيضطلع بدور إدين هازار على الجانب، ذلك أنه يميل لبدء الكرات من اليسار، لكن يتمتع بحرية التجول عبر أرجاء الملعب، بل وحتى خلف المهاجم نفسه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا