برعاية

منتخب الجزائر... «مريض من الداخل»

منتخب الجزائر... «مريض من الداخل»

اعترف خير الدين زطشي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بأن منتخب بلاده «يعاني من عقد نفسية» وأنه «يحتاج إلى ثورة من جميع الجوانب»؛ حتى يستعيد مستواه المعهود، مؤكدا أن الفريق سيشهد استبعاد أربعة أو خمسة لاعبين، وتعويضهم بآخرين صاعدين.

وجدد زطشي تأكيده على عدم وجوب تغيير مدرب «عند كل هزيمة» منتقدا إفراط بعض لاعبي المنتخب في الشعور بالثقة. وقال زطشي في تصريحات للإذاعة الجزائرية أمس (الجمعة) «المنتخب الجزائري مريض من الداخل وما قاله الحارس رايس مبولحي هو علاج لهذا الداء. لكننا لم نقم بالتغييرات مباشرة بعد انتخابنا على رأس الاتحاد»، مضيفا أن «تلك التغييرات كانت لتثير ضجة هائلة مع خسارة المنتخب أمام نظيره الزامبي».

وكان المنتخب الجزائري خسر أمام نظيره الزامبي ذهابا 1-3، وإيابا صفر- 1 يومي الثاني والخامس من سبتمبر (أيلول) الحالي في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018.

وأضاف زطشي «الآن وبعد كل الذي حدث أمام زامبيا ووقف عليه الجميع، من الواجب إحداث تغييرات، حيث أراها ضرورية. المنتخب يعاني من عقد نفسية لم تسمح للاعبين بالتحرر وتقديم الأداء المنتظر. ليس هذا فقط، شخصيا... لاحظت تصرفات غير مقبولة يوميا من طرف بعض اللاعبين الذين يتصورون أنفسهم فوق الجميع حتى المنتخب نفسه».

وتابع: «لا، على اللاعبين أن يدركوا جيدا أنهم مدينون للمنتخب، وعليهم اللعب بحماس كبير من أجل تقديم الإضافة، فدون هذا لا يمكن تحقيق نتائج إيجابية في المستقبل»..

واستطرد «الصفعة التي تلقيناها أمام زامبيا ستسمح لنا ببناء المستقبل على أسس سليمة، وتدفع الاتحاد إلى بذل المجهودات اللازمة للوصول إلى هذا الهدف.هناك إجماع على أن الكرة الجزائرية مريضة بدليل أنها فشلت في تقديم مدافع أوسط وظهير أيسر ولاعبين في وسط الميدان للمنتخب. صحيح هناك مواهب لكن تفتقر للتكوين الصحيح».

ودافع زطشي عن المدير الفني الإسباني لوكاس الكاراز، رغم قراراته المثيرة للجدل، مشيرا إلى أنه يعتقد أن لديه الإمكانيات لتكوين الفريق في المستقبل ومتمنيا أن يترك بصمته في المباراتين المقبلتين أمام الكاميرون ونيجيريا.

وقال: «سنجتمع مرة أخرى مع المدرب في الأسبوع المقبل، لتحديد ملامح الاستراتيجية المستقبلية للمنتخب والتي تعتمد على تغييرات في قائمة اللاعبين وآلية العمل، مع تحديد مهام كل مسؤول بدقة».

وكشف زطشي عن استبعاد أربعة أو خمسة لاعبين، ربما ليس بصورة نهائية، مع ضخ دماء جديدة من خلال توجيه الدعوة للاعبين شبان. والتمس، العفو من الجزائريين على خلفية خروج منتخب الجزائر من سباق التأهل لنهائيات كأس العالم، التي ستقام العام المقبل بروسيا.

وقال: إن الاتحاد الجزائري لا يفكر في إقالة الإسباني، لوكاس ألكاراز، المدير الفني للمنتخب، رغم الخسارة أمام زامبيا ذهابا وإيابا، معتبرا أن الاستقرار عنصر مهم.

لكن زطشي نوه بأنه إذا كان ألكاراز لا يملك حلولا، فإن الاتحاد سيضطر إلى مراجعة قراره، في إشارة إلى فسخ عقده.

وطالب زطشي الجماهير الجزائرية بمنحه الوقت لإيجاد الحلول لمعالجة المرض، الذي يعاني منه المنتخب والكرة الجزائرية عموما.

واستطرد زطشي قائلا: «لو فزنا على زامبيا فهذا لا يعني أننا بخير، المنتخب مريض، والكرة الجزائرية مريضة أيضا. التجديد في المنتخب أصبح ضروريا ويتعين علينا تصحيح الأوضاع».

وعاد زطشي، للحديث عن قضية رياض محرز، لاعب نادي ليستر سيتي الإنجليزي، الذي غادر معسكر المنتخب الجزائري، باتجاه أوروبا من أجل التعاقد مع فريق جديد، لافتا بأن هذه القضية بسيطة ولم يكن أمام الاتحاد الجزائري خيار سوى تسريحه.

وأكد، أن تسريح محرز جاء بموافقة ناديه ليستر، وأن كل ما قيل عكس هذا فهو إشاعة.

إلى ذلك، دعا الهادي ولد علي، وزير الرياضة الجزائري، لإبعاد اللاعبين «المتخاذلين» عن صفوف المنتخب، بعد خروج الفريق من سباق التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، مشددا على ضرورة مواصلة الإسباني لوكاس ألكاراز لعمله على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الملقب بـ«الخضر».

وتقبع الجزائر في قاع المجموعة الثانية بنقطة واحدة، متخلفة بتسع نقاط عن نيجيريا (المتصدرة) قبل جولتين من ختام التصفيات.

وقال ولد علي، إن اللاعبين الذين لا يقدّرون قميص المنتخب عليهم الرحيل، مؤكدا أنه سيستفسر من اللاعبين عن تراجع مستواهم مع الجزائر.

وأضاف: «سأجتمع قريبا مع رئيس اتحاد الكرة الجزائري، خير الدين زطشي، لمناقشة نتائج وأداء المنتخب؛ بهدف الوصول إلى حلول من شأنها أن تعيد التوازن للفريق في المستقبل».

وأكد ولد علي، أن المنتخب الجزائري يضم بعض اللاعبين الجيدين على غرار بن سبعيني، وعطال وصالحي، داعيا إلى إيجاد مثل هؤلاء لتدعيم كتيبة الفريق.

ودافع الوزير الجزائري عن الإسباني لوكاس ألكاراز، مدرب المنتخب الجزائري، موضحا أنه لا يتحمل المسؤولية كاملة في النتائج التي حققها الفريق في الفترة الأخيرة، كما شدد على ضرورة تركه يواصل العمل في أجواء هادئة، وأن يترك بصمته على الفريق.

وتأسف ولد علي، لفشل منتخب بلاده في بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، مشيرا إلى أن غياب الاستقرار على مستوى الجهاز الفني يبقى من العوامل الرئيسة لهذا الإخفاق.

ونفى ولد علي، أن يكون تلقى طلبا بالاستقالة من رئيس اتحاد الكرة الجزائري، مؤكدا على علاقتهما الجيدة وتوافقهما التام.

وتساءل الإعلام الجزائري قائلا، هل يجب تغيير المدرب؟ إعادة صياغة التشكيلة؟ في أعقاب إقصائه المخيب من تصفيات كأس العالم 2018، تبدو ورشة العمل كبيرة في المنتخب الجزائري، بعد ثلاث سنوات فقط من تهديده ألمانيا في مونديال البرازيل.

وفي 2014، حقق «ثعالب الصحراء» أفضل مشوار لهم في أربع مشاركات في كأس العالم، عندما انحنوا بصعوبة بعد التمديد ضد ألمانيا في ثمن النهائي (1 - 2).

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا