برعاية

المنذر كبيّر لـ «الشّروق» .. الإفراط في الدّفاع أمام الكونغو «لعب بالنار» المنذر كبيّر لـ «الشّروق» .. الإفراط في الدّفاع أمام الكونغو «لعب بالنار»

المنذر كبيّر لـ «الشّروق»     .. الإفراط في الدّفاع أمام الكونغو «لعب بالنار»    المنذر كبيّر لـ «الشّروق»     .. الإفراط في الدّفاع أمام الكونغو «لعب بالنار»

أصبح من الصّعب في زمن الانفلاتات العثور على مدرّب متّزن يحترم قواعد اللّعب النّظيم، ويلتزم بالسّلوك القويم، ويشتغل بالطّرق العلميّة. ولا يتورّط في مشاهد العنف والشّغب كما يحصل الآن مع عدد من خرّيجي مدرسة حيزم والشتّالي وبن عثمان وبن عزالدين... والكلام عن المنذر كبير المتّفق في الأوساط الرياضيّة على سعة «علومه»، ودماثة أخلاقه. الشيء الذي أهّله لخوض العديد من التّجارب على امتداد عقدين من الزّمن قدّم خلالهما ضيف «الشّروق» صورة ناصعة عن مهنة المدرّب، والمدير الفني، و»الماندجار» وهي الخطّة التي يحتلّها حاليا في الترجي الذي يعتبر إحدى المحطّات المهمّة في مشوار المنذر الذي ناقشنا معه جملة من المواضيع.

* سيطرت المواجهة المكرّرة بين تونس والكونغو الديمقراطيّة على اهتمام كلّ التونسيين. فكيف تتابع مشوار الـ»نّسور» في هذا الأسبوع الحاسم على درب العبور إلى المونديال؟

ترك المنتخب الوطني أفضل الانطباعات بعد مواجهتي مصر والكونغو الديمقراطية في إطار تصفيات الـ»كان» والمونديال. وقدّم فريقنا الوطني بقيادة مدرّبه الجديد - القديم نبيل معلول عروضا كروية تستحق التنويه رغم أن الإطار الفني الحالي للـ»نسور» تسلّم المنتخب في ظروف صعبة نسبيا. ولم يتسن له إجراء الوديات والقيام بالإصلاحات اللازمة قبل خوض الرسميات. وأظهر لاعبو الفريق انضباطا تكتيكيا عاليا والتزاما كبيرا بتعليمات المدرب. وبرزت العديد من المؤشّرات الايجابيّة التي توحي إلى حدّ الآن بأن المنتخب التونسي يسير في الاتّجاه الصّحيح.

* لو نعدّد بعض النّقاط الايجابيّة التي برزت في أداء المنتخب في نسخته الحاليّة؟

قد لا يختلف اثنان حول الأداء الممتاز لخط الوسط الذي أعتبره شخصيا القوّة الضاربة في فريقنا الوطني في ظل التألق اللافت لمحمّد أمين بن عمر وغيلان الشعلالي. وينضاف إليهما عنصر آخر يعدّ بدوره من الأرقام المهمة في هذه المنطقة وهو الفرجاني ساسي الذي كان قد تغيب عن لقاء الكونغو الديمقراطية لأسباب تأديبية. ولاحظت أيضا أن نعيم السليتي ويوسف المساكني قاما بدورهما على أحسن وجه على مستوى صناعة اللّعب وخلق الحلول الاضافية في المنطقة الأمامية اعتمادا على مهارتهما الفنية العالية. ولابدّ أيضا من للتنويه بتألق مرياح في الدفاع، وبالدور البارز للقائد أيمن المثلوثي الذي كان سدّا منيعا في المباراة الأخيرة أمام الكونغو.

* وأين تكمن مواطن الخلل في منتخب معلول؟

أظهر المنتخب في نسخته الحالية استعدادات طيّبة. وبوسعه أن يكون أفضل مستقبلا بعد إجراء بعض التحسينات التي قد نختزلها أساسا في الإرتقاء بأداء المنظومة الدفاعية. وننتظر في الحقيقة مردودا أكبر من الرباعي الموجود في المنطقة الخلفية. ومن الضروري أن نتفادى في المواعيد القادمة (وهي حاسمة) الوقوع في أخطاء فادحة قد تعود على الفريق بالوبال وتتسبّب - لا قدر الله - في ضياع أحلام الـ»نّسور». وبالتوازي مع الهفوات الدفاعية، لا مفرّ من إحداث التوازن المطلوب بين الرواقين الأماميين مع إضفاء نجاعة أكبر على صعيد تجسيم الفرص المتاحة.

* ما هي وصفة النّجاح في لقاء الغد أمام الكونغو الديمقراطيّة؟

تمكن الفريق الوطني من تحقيق المهم في لقاء رادس وانفرد بالصدارة عن جدارة. والأمل كبير في التأكيد في حوار الغد في «كينشاسا». ولا شك في أن الحسابات ستكون معقّدة ومختلفة عمّا كانت عليه في رادس خاصة أن نتيجة التعادل في الحوار المرتقب في «ملعب الشهداء» يصب في مصلحة الـ»نسور». الشيء الذي قد يجعل التركيز أكبر على الجانب الدفاعي. وأظن شخصيا أنّ المنتخب أمام حتمية تقديم مباراة بطولية على كل المستويات. وأنا لا أعارض فكرة الاستبسال في الدّفاع والتّعويل على خطّة تكتيكية تهدف بالأساس إلى إحباط هجومات الخصم المسنود بالجمهور، والعارف بأنه لا خيار أمام سوى الانتصار. لكن ذلك لا يعني الافراط في الدفاع بل يجب على المنتخب أن «يطمع» في التّسجيل، وأن يجعل المحليين تحت الضّغط عبر تهديد مرماهم بين الحين والآخر.

* هل تعتبر أنّ غياب الهدّاف طه ياسين الخنيسي على درجة عالية من التأثير في تشكيلة الـ»نّسور»؟

أتمنّى أن لا يتأُثر المنتخب الوطني فنيا ومعنويا بهذا الغياب البارز خاصة أن طه من المهاجمين الحاسمين في الداخل والخارج. وهذا ما أثبته سواء مع الترجي الرياضي أومع الفريق الوطني. ونأمل أن يعثر الإطار الفني على البديل المناسب الذي بوسعه أن يشكل عبء ثقيلا على دفاع الخصم، وأن يخفّف قدر المستطاع من الأعباء التي سيواجهها زملاؤه في الوسط والدّفاع.

* وضع المنتخب يعكس (نسبيا) حال بطولتنا. فكيف تقيّم مسابقتنا المحليّة بعد مرور ثلاث جولات؟

ارتقت بعض المقابلات إلى المستوى المأمول على غرار «الدربي الصّغير» بين النادي الافريقي والملعب والتونسي، والقمّة التقليدية بين النادي البنزرتي والترجي الرياضي. في الوقت كان فيه الأداء أثناء بعض المواجهات الأخرى متوسّطا لا غير. هذا وقد برزت بعض الجمعيات وأكدت أنها قد تكون من الأرقام الصّعبة في بطولة الموسم الحالي. وقد تخطف الأضواء في الجولات القادمة كما هو حال «البقلاوة» والمتلوي و»الستيدة» والمنستير. وسيكون اللقب كالعادة من نصيب أحد الأربعة الـ»كبار». ذلك أن الواقع يقول إن مسألة الامكانات أصبحت من العناصر المحدّدة للنجاحات. ولا يخفى لا أحد أن السواد الأعظم من أنديتنا تعيش أوضاعا صعبة وهو ما قد يعرقل مسيرتها ويؤثّر في نتائجها ويجعل موضوع المراهنة على التاج من الأحلام شبه المستحيلة، ومن الاحتمالات البعيدة.

جئت إلى الحديقة «ب» بمشروع يهدف إلى النّهوض بفرع الشبّان. فأيّة مرحلة بلغتم؟

لقد قطعنا أشواطا كبيرة في تنفيذ هذا المشروع مستفيدين من توفّر جميع ممهدات النّجاح في مركّب المرحوم حسّان بلخوجة علاوة الإرادة الكبيرة التي أظهرها أهل الدار من مدربين لاعبين وفنيين ومسؤولين على رأسهم السيد حمدي المدب في تحقيق قفزة نوعية على مستوى التكوين القاعدي دون إهمال النتائج في فريق يعيش على التتويجات في مختلف الفئات العمرية والاختصاصات الرياضية. وقد انصبّ التركيز في الرفع في نسق التمارين وتمكنا من تخصيص 12 ساعة عمل لكل لاعب في الأسبوع الواحد وما يعادل 300 حصة في العام وهو رقم جيد. كما وجّهنا بوصلة الاهتمام نحو اللياقة البدنية لأهميّة هذا العنصر في الكرة العصرية. ولم نهمل أيضا الجانب التربوي حيث نحرص قدر المستطاع على أن يوفّق اللاعب بين ممارسة كرة القدم على أسس صحيحة مع تحصيل العلم. ونسعى كذلك لإرساء علاقات تشاركيّة مع الأولياء الذين يشكلون حلقة مهمة في تكوين الأبناء. ولا ينبغي أبدا أن يتحوّلوا إلى عنصر معرقل لهم... أمّا على مستوى النتائج الميدانية فقد حصد الأشبال في الموسم المنقضي 5 بطولات من أصل 6 و 3 كؤوس من جملة 6 راهن عليهم أبناؤنا في كلّ الأصناف. وأظن أننا سنجني المزيد من النجاحات. وسنبلغ أعلى الدرجات في ظرف أشهر معدودات. ومن المنتظر أن ندعّم الفريق الأوّل بعدّة عناصر واعدة، وقادرة على فرض نفسها تحت الأضواء.

* في سياق الحديث عن فريق الأكابر. كيف تقرأ مسيرة الجمعية بقيادة فوزي البنزرتي؟

كل المؤشرات تثبت أن الفريق في أفضل حالاته فقد فاز عن جدارة بالبطولة. وأضاف إليها التاج العربي. واستهلّ المشوار في النسخة الجديدة من سباق «المحترفين» بقوة. وقدم النادي 8 لاعبين بالتمام والكمال للمنتخب الوطني. ولا جدال حول المستوى الفني الكبير للجمعيّة وتطورها الملحوظ مع المدرب الخبير والقدير فوزي البنزرتي. ومازال الترجي قابلا للتحسّن خاصة على الصعيد الفردي، وأيضا على مستوى مجاراة اللقاء بنفس الروح منذ بدايته إلى نهايته: أي عدم «التراجع» نوعا ما أثناء اللعب وخاصة عندما يكون النادي قد اطمأن نسبيا على النتيجة.

* ألا تشعر بأنّك غادرت دائرة الأضواء، وعدت إلى منطقة الظلّ بعد أن تركت التّدريب في الرابطة الأولى لتتولّى منصب «المنادجار» في الحديقة «ب»؟

مسيرة المدرب ينبغي أن تكون ثريّة، وأن يخوض تجارب متنوّعة وذلك ما قمت به إلى حدّ الآن. وأنا سعيد جدا بمغامرتي الحالية كـ»ماندجار» في الترجي الرياضي وتبقى الآفاق مفتوحة للدّخول في تجارب أخرى.

أصبح من الصّعب في زمن الانفلاتات العثور على مدرّب متّزن يحترم قواعد اللّعب النّظيم، ويلتزم بالسّلوك القويم، ويشتغل بالطّرق العلميّة. ولا يتورّط في مشاهد العنف والشّغب كما يحصل الآن مع عدد من خرّيجي مدرسة حيزم والشتّالي وبن عثمان وبن عزالدين... والكلام عن المنذر كبير المتّفق في الأوساط الرياضيّة على سعة «علومه»، ودماثة أخلاقه. الشيء الذي أهّله لخوض العديد من التّجارب على امتداد عقدين من الزّمن قدّم خلالهما ضيف «الشّروق» صورة ناصعة عن مهنة المدرّب، والمدير الفني، و»الماندجار» وهي الخطّة التي يحتلّها حاليا في الترجي الذي يعتبر إحدى المحطّات المهمّة في مشوار المنذر الذي ناقشنا معه جملة من المواضيع.

* سيطرت المواجهة المكرّرة بين تونس والكونغو الديمقراطيّة على اهتمام كلّ التونسيين. فكيف تتابع مشوار الـ»نّسور» في هذا الأسبوع الحاسم على درب العبور إلى المونديال؟

ترك المنتخب الوطني أفضل الانطباعات بعد مواجهتي مصر والكونغو الديمقراطية في إطار تصفيات الـ»كان» والمونديال. وقدّم فريقنا الوطني بقيادة مدرّبه الجديد - القديم نبيل معلول عروضا كروية تستحق التنويه رغم أن الإطار الفني الحالي للـ»نسور» تسلّم المنتخب في ظروف صعبة نسبيا. ولم يتسن له إجراء الوديات والقيام بالإصلاحات اللازمة قبل خوض الرسميات. وأظهر لاعبو الفريق انضباطا تكتيكيا عاليا والتزاما كبيرا بتعليمات المدرب. وبرزت العديد من المؤشّرات الايجابيّة التي توحي إلى حدّ الآن بأن المنتخب التونسي يسير في الاتّجاه الصّحيح.

* لو نعدّد بعض النّقاط الايجابيّة التي برزت في أداء المنتخب في نسخته الحاليّة؟

قد لا يختلف اثنان حول الأداء الممتاز لخط الوسط الذي أعتبره شخصيا القوّة الضاربة في فريقنا الوطني في ظل التألق اللافت لمحمّد أمين بن عمر وغيلان الشعلالي. وينضاف إليهما عنصر آخر يعدّ بدوره من الأرقام المهمة في هذه المنطقة وهو الفرجاني ساسي الذي كان قد تغيب عن لقاء الكونغو الديمقراطية لأسباب تأديبية. ولاحظت أيضا أن نعيم السليتي ويوسف المساكني قاما بدورهما على أحسن وجه على مستوى صناعة اللّعب وخلق الحلول الاضافية في المنطقة الأمامية اعتمادا على مهارتهما الفنية العالية. ولابدّ أيضا من للتنويه بتألق مرياح في الدفاع، وبالدور البارز للقائد أيمن المثلوثي الذي كان سدّا منيعا في المباراة الأخيرة أمام الكونغو.

* وأين تكمن مواطن الخلل في منتخب معلول؟

أظهر المنتخب في نسخته الحالية استعدادات طيّبة. وبوسعه أن يكون أفضل مستقبلا بعد إجراء بعض التحسينات التي قد نختزلها أساسا في الإرتقاء بأداء المنظومة الدفاعية. وننتظر في الحقيقة مردودا أكبر من الرباعي الموجود في المنطقة الخلفية. ومن الضروري أن نتفادى في المواعيد القادمة (وهي حاسمة) الوقوع في أخطاء فادحة قد تعود على الفريق بالوبال وتتسبّب - لا قدر الله - في ضياع أحلام الـ»نّسور». وبالتوازي مع الهفوات الدفاعية، لا مفرّ من إحداث التوازن المطلوب بين الرواقين الأماميين مع إضفاء نجاعة أكبر على صعيد تجسيم الفرص المتاحة.

* ما هي وصفة النّجاح في لقاء الغد أمام الكونغو الديمقراطيّة؟

تمكن الفريق الوطني من تحقيق المهم في لقاء رادس وانفرد بالصدارة عن جدارة. والأمل كبير في التأكيد في حوار الغد في «كينشاسا». ولا شك في أن الحسابات ستكون معقّدة ومختلفة عمّا كانت عليه في رادس خاصة أن نتيجة التعادل في الحوار المرتقب في «ملعب الشهداء» يصب في مصلحة الـ»نسور». الشيء الذي قد يجعل التركيز أكبر على الجانب الدفاعي. وأظن شخصيا أنّ المنتخب أمام حتمية تقديم مباراة بطولية على كل المستويات. وأنا لا أعارض فكرة الاستبسال في الدّفاع والتّعويل على خطّة تكتيكية تهدف بالأساس إلى إحباط هجومات الخصم المسنود بالجمهور، والعارف بأنه لا خيار أمام سوى الانتصار. لكن ذلك لا يعني الافراط في الدفاع بل يجب على المنتخب أن «يطمع» في التّسجيل، وأن يجعل المحليين تحت الضّغط عبر تهديد مرماهم بين الحين والآخر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا