برعاية

بعد فوز المنتخب على الكونغو ... خطوة عملاقة نحو المونديال والقادم أصعب بعد فوز المنتخب على الكونغو ... خطوة عملاقة نحو المونديال والقادم أصعب

بعد فوز المنتخب على الكونغو   ... خطوة عملاقة نحو المونديال والقادم أصعب   بعد فوز المنتخب على الكونغو   ... خطوة عملاقة نحو المونديال والقادم أصعب

رغم العناء والتّعب، فقد أضاء المنتخب سماء الخضراء، وأسعد الأحبّاء من عاصمة الجلاء إلى برج الخضراء بفوز وزنه من ذهب على درب العبور إلى مونديال روسيا. وتمكّن الفريق الوطني بفضل هذا الانتصار الصّعب من اعتلاء الصّدارة، وكسب جولة مهمّة من "الحرب" المباشرة مع الكونغوليين الحالمين بدورهم بالتّواجد عام 2018 مع عمالقة العالم في "السّاحة الحمراء" في قلب موسكو.

جاء "تكتيك" نبيل معلول في مواجهة الكونغو مطابقا لما توقّعناه قبل اللّقاء حيث أعادت الأقدميّة القائد أيمن المثلوثي إلى المرمى. وفضّل مدرّب الـ"نّسور" الابقاء على صيام بن يوسف وياسين مرياح في الدفاع خاصة بعد أن أظهر هذا الثنائي الكثير من التناغم والانسجام في حوار مصر. وكان ظهور علي معلول في الجهة اليسرى من تحصيل الحاصل. واختار الإطار الفني للـ"نسور" تجديد الثقة أيضا في رامي البدوي على مستوى الجهة اليمنى مع "إعفاء" هذا اللاعب نسبيا من أعباء المعاضدة الهجومية بحكم أن مهمّته (في الظّاهر على الأقل) كانت دفاعيّة بالأساس وإلاّ لكان نبيل قد لعب ورقة حمدي النّقاز صاحب النّفس الهجومي الواضح. ولم تختلف توجّهات نبيل في الوسط والهجوم عمّا كان منتظرا حيث كان الرّهان كبيرا على العطاء الغزير لبن عمر والشّعلالي. وكان من الطبيعي اقحام المساكني والسليتي للإستفادة من لمستهما الفنيّة وقدرتهما على صناعة اللّعب والفارق، واختراق دفاعات الخصوم. وقد ظهر فخر الدين بن يوسف بدوره في الرواق الأمامي رغم أنّه في أسوإ حالاته. وقد قلنا قبل المباراة إن ترسيمه في التشكيلة الأساسية قد يكون "المفاجأة" الأبرز وربمّا الوحيدة في تركيبة معلول الذي له قراءة خاصة لهذه المسألة. ويمكن اختزالها في المراهنة على قدرات اللاعب في الضغط العالي مع القيام بالواجبات الدفاعية والمساعدة على قطع العمليات الهجومية للمنافس. وهذا ما قد يفسّر الإبقاء على البدري (المتألق والجاهز بدنيا وفنيا) على بنك البدلاء. ونأتي في الختام إلى مقدّمة الهجوم لنجد طه ياسين الخنيسي وهو الورقة المعتادة والتي لا غنى عنها في الترجي والمنتخب.

معلول يراهن على علاقته باللاّعبين

أكّدت مقابلتا مصر والكونغو بما لا يدع مجالا للشك أن نبيل معلول لم يراهن في الاختبارين الرسميين الأوليين له مع الـ"نسور" على طبخته التكتيكية والمؤهلات الفنية والرّوح الانتصاريّة للاعبيه فحسب بل أنّه يعوّل كثيرا على علاقته الخاصّة مع بعض العناصر. وتوجد العديد من الأدلة والبراهين التي تقيم الدليل ما نقول. ونبدأ من لقاء مصر حيث برزت للعيان الصلة الوثيقة لنبيل مع يوسف المساكني الذي منحه مدربه آنذاك شرف حمل شارة القيادة في غياب العميد أيمن المثلوثي. وقد ردّ يوسف التحية بأفضل منها وساهم في فوز تونس على الأشقاء. وقد تجسّد هذا الأمر على أرض الواقع من جديد ليلة أمس الأول أمام الكونغو حيث ألح نبيل على اقحام فخر الدين بن يوسف رغم حالة الاجماع حول الأداء المهزوز لهذا اللّاعب مع فريقه على امتداد الأسابيع الأخيرة (تحديدا منذ مشاركة الترجي في البطولة العربية). وقد أغلق نبيل أذنيه وأغمض عينيه عن الانتقادات الموجّهة لبن يوسف. ووضعه في تشكيلته المثاليّة ليلة أمس الأول تماما كما حصل ضدّ مصر (الجميع انتظر آنذاك ظهور السليتي في الرواق غير أن معلول اعتمد على فخر الدين، وأقحم نعيم أثناء اللّعب). ولاشك أيضا في أن من رصد التحيّة الحارة التي خصّ بها معلول أبناءه لحظة تغييرهم في لقاء الكونغو اكتشف صحّة ما نقول.

ضربة جزاء والكثير من العناء

في سيناريو مكرّر للقاء مصر كان المساكني حاسما في صناعة الهدف الأوّل للمنتخب ضد "فهود" الكونغو ومنح يوسف تمريرة ذكيّة لفخر الدين بن يوسف في منطقة الخصم ليظفر جناح الترجي على إثرها بضربة جزاء تكفّل مدافع "السي .آس .س" ياسين مرياح بوضعها في شباك حارس "مازمبي" "متامبي". وقد جاء هذا الهدف في توقيت مبكّر (الدقيقة 18). الشيء الذي كان يوحي بأنّ المهمّة التونسيّة في هذه المباراة المفصليّة من التّصفيات الموندياليّة قد تصبح أيسر خاصّة أنّ الهدف سيبعث الأمان في صفوف زملاء طه ياسين، وسيخفّف من ضغط الجمهور الذي كان يخشى من "غدر" "الفهود"، ومن "استرخاء" لاعبينا بعد يوم من الشّواء. وقد كانت الاحصائيات بدورها تشير إلى أن الـ"نّسور" فرضوا سيطرة ميدانية واضحة على خصمهم حتّى أنّ نسبة امتلاك الكرة بلغت أحيانا سقف 70 بالمائة. هذا قبل أن تنقلب الأمور ونعيش دقائق صعبة صنع خلالها للأمانة الكونغوليون اللّعب وشكّلوا خطرا كبيرا على مرمانا. وقفزت إلى أذهانا عدّة أفكار سوداء خاصة أن كابوس الرأس الأخضر مازال في البال. وتضاعف قلقلنا إزاء حالة الضياع التي بدت على أبناء معلول حيث تعدّدت التمريرات الخاطئة، وغابت النجاعة في الهجوم. وتكاثرت الهفوات الدفاعية "الحمقاء" كتلك التي ارتكبها رامي البدوي في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، والتي تسبّبت في هدف التعادل. وكان البدوي قد تدخّل لتشتيت الكرة في عملية هجومية للخصم. لكن لمسته تحوّلت بقدرة قادر إلى تمريرة حاسمة لمهاجم فياريال "سيدريك باكامبو" الذي رحّب بالهديّة. وأسكن الكرة الشّباك التي كانت فارغة بما أن البلبولي دفع بدوره ضريبة الهفوة التي قام بها زميله، وغادر مرماه لينقذ الموقف غير أنّه وجد نفسه في التسلّل نتيجة تغيّر مسار الكرة. وكنا نخشى بعد هذا الهدف أن تتحوّل ليلة العيد إلى ليلة "زرقاء" في لون قمصان الكونغوليين. لكن الحمد الله أن الشوط الثاني جاء بالجديد حيث كان أداء المنتخب أفضل وخطف أبناؤنا هدفا ثمينا بعد عملية هجومية سريعة قام بها المساكني والشعلالي، لترتطم على إثرها الكرة بدفاع الخصم وتسقط أمام غيلان الذي وضعها في الشباك وأعاد الفرح والاطمئنان للتونسيين ولو أن هدف "الفهود" جعل سعادتنا منقوصة قياسا بأهميته الكبيرة في صورة هزيمة تونس - لا قدّر الله - في "كينشاسا" (عند احتساب المواجهات المباشرة).

لن نشبّه حارسنا الخبير وسدّنا المنيع أيمن الملثوثي بـ"عتّوقة" أوكانون أو الواعر... أوغيرهم من الحراس الـ"كبار" الذين عرفتهم الكرة التونسية ليقيننا بأن المقارنة ظالمة، ولأنّه لكل عصر رجاله وخصائصه. لكن بوسعنا التأكيد أن أيمن أثبت فعلا أنه الأفضل على الساحة. ولم يكن تألقه اللافت ليلة أمس الأول أمام الكونغو سوى حلقة جديدة من مسلسل الابداع الذي يلعب فيه نجم "ليتوال" دور البطل منذ سنوات دون كلل أوملل. والحقيقة أن "الببلولي" كان ليلة أمس الأول في رادس حاسما. ونجح في احتواء "ثورة" الضيوف في أكثر من مناسبة وتعامل بدهاء أثناء الفترات التي خنق فيها "الفهود" "نسورنا". وتصدى أيمن ببراعنة لأكثر من محاولة خطيرة. ويمكن القول إن أيمن شكل الاستثناء في تشكيلة معلول التي تراوح فيها أداء بقيّة العناصر بين المتوسّط والباهت. وكان المردود العام مثلا لمعلول ومرياح وبن عمر والشّعلالي والمساكني والسليتي وفخر الدين مقبولا في حين أنّ أداء صيام والخنيسي والبدوي لم يرتق إلى المستوى المطلوب

التصفيات النهائية للمونديال (منافسات المجموعة الأولى / الجولة الثالثة)

تونس - الكونغو الديمقراطية 2/ 1

غينيا - ليبيا 3/ 2

الكونغو الديمقراطيّة - تونس (بعد غد الثلاثاء)

ليبيا - غينيا (يوم غد)

رغم العناء والتّعب، فقد أضاء المنتخب سماء الخضراء، وأسعد الأحبّاء من عاصمة الجلاء إلى برج الخضراء بفوز وزنه من ذهب على درب العبور إلى مونديال روسيا. وتمكّن الفريق الوطني بفضل هذا الانتصار الصّعب من اعتلاء الصّدارة، وكسب جولة مهمّة من "الحرب" المباشرة مع الكونغوليين الحالمين بدورهم بالتّواجد عام 2018 مع عمالقة العالم في "السّاحة الحمراء" في قلب موسكو.

جاء "تكتيك" نبيل معلول في مواجهة الكونغو مطابقا لما توقّعناه قبل اللّقاء حيث أعادت الأقدميّة القائد أيمن المثلوثي إلى المرمى. وفضّل مدرّب الـ"نّسور" الابقاء على صيام بن يوسف وياسين مرياح في الدفاع خاصة بعد أن أظهر هذا الثنائي الكثير من التناغم والانسجام في حوار مصر. وكان ظهور علي معلول في الجهة اليسرى من تحصيل الحاصل. واختار الإطار الفني للـ"نسور" تجديد الثقة أيضا في رامي البدوي على مستوى الجهة اليمنى مع "إعفاء" هذا اللاعب نسبيا من أعباء المعاضدة الهجومية بحكم أن مهمّته (في الظّاهر على الأقل) كانت دفاعيّة بالأساس وإلاّ لكان نبيل قد لعب ورقة حمدي النّقاز صاحب النّفس الهجومي الواضح. ولم تختلف توجّهات نبيل في الوسط والهجوم عمّا كان منتظرا حيث كان الرّهان كبيرا على العطاء الغزير لبن عمر والشّعلالي. وكان من الطبيعي اقحام المساكني والسليتي للإستفادة من لمستهما الفنيّة وقدرتهما على صناعة اللّعب والفارق، واختراق دفاعات الخصوم. وقد ظهر فخر الدين بن يوسف بدوره في الرواق الأمامي رغم أنّه في أسوإ حالاته. وقد قلنا قبل المباراة إن ترسيمه في التشكيلة الأساسية قد يكون "المفاجأة" الأبرز وربمّا الوحيدة في تركيبة معلول الذي له قراءة خاصة لهذه المسألة. ويمكن اختزالها في المراهنة على قدرات اللاعب في الضغط العالي مع القيام بالواجبات الدفاعية والمساعدة على قطع العمليات الهجومية للمنافس. وهذا ما قد يفسّر الإبقاء على البدري (المتألق والجاهز بدنيا وفنيا) على بنك البدلاء. ونأتي في الختام إلى مقدّمة الهجوم لنجد طه ياسين الخنيسي وهو الورقة المعتادة والتي لا غنى عنها في الترجي والمنتخب.

معلول يراهن على علاقته باللاّعبين

أكّدت مقابلتا مصر والكونغو بما لا يدع مجالا للشك أن نبيل معلول لم يراهن في الاختبارين الرسميين الأوليين له مع الـ"نسور" على طبخته التكتيكية والمؤهلات الفنية والرّوح الانتصاريّة للاعبيه فحسب بل أنّه يعوّل كثيرا على علاقته الخاصّة مع بعض العناصر. وتوجد العديد من الأدلة والبراهين التي تقيم الدليل ما نقول. ونبدأ من لقاء مصر حيث برزت للعيان الصلة الوثيقة لنبيل مع يوسف المساكني الذي منحه مدربه آنذاك شرف حمل شارة القيادة في غياب العميد أيمن المثلوثي. وقد ردّ يوسف التحية بأفضل منها وساهم في فوز تونس على الأشقاء. وقد تجسّد هذا الأمر على أرض الواقع من جديد ليلة أمس الأول أمام الكونغو حيث ألح نبيل على اقحام فخر الدين بن يوسف رغم حالة الاجماع حول الأداء المهزوز لهذا اللّاعب مع فريقه على امتداد الأسابيع الأخيرة (تحديدا منذ مشاركة الترجي في البطولة العربية). وقد أغلق نبيل أذنيه وأغمض عينيه عن الانتقادات الموجّهة لبن يوسف. ووضعه في تشكيلته المثاليّة ليلة أمس الأول تماما كما حصل ضدّ مصر (الجميع انتظر آنذاك ظهور السليتي في الرواق غير أن معلول اعتمد على فخر الدين، وأقحم نعيم أثناء اللّعب). ولاشك أيضا في أن من رصد التحيّة الحارة التي خصّ بها معلول أبناءه لحظة تغييرهم في لقاء الكونغو اكتشف صحّة ما نقول.

ضربة جزاء والكثير من العناء

في سيناريو مكرّر للقاء مصر كان المساكني حاسما في صناعة الهدف الأوّل للمنتخب ضد "فهود" الكونغو ومنح يوسف تمريرة ذكيّة لفخر الدين بن يوسف في منطقة الخصم ليظفر جناح الترجي على إثرها بضربة جزاء تكفّل مدافع "السي .آس .س" ياسين مرياح بوضعها في شباك حارس "مازمبي" "متامبي". وقد جاء هذا الهدف في توقيت مبكّر (الدقيقة 18). الشيء الذي كان يوحي بأنّ المهمّة التونسيّة في هذه المباراة المفصليّة من التّصفيات الموندياليّة قد تصبح أيسر خاصّة أنّ الهدف سيبعث الأمان في صفوف زملاء طه ياسين، وسيخفّف من ضغط الجمهور الذي كان يخشى من "غدر" "الفهود"، ومن "استرخاء" لاعبينا بعد يوم من الشّواء. وقد كانت الاحصائيات بدورها تشير إلى أن الـ"نّسور" فرضوا سيطرة ميدانية واضحة على خصمهم حتّى أنّ نسبة امتلاك الكرة بلغت أحيانا سقف 70 بالمائة. هذا قبل أن تنقلب الأمور ونعيش دقائق صعبة صنع خلالها للأمانة الكونغوليون اللّعب وشكّلوا خطرا كبيرا على مرمانا. وقفزت إلى أذهانا عدّة أفكار سوداء خاصة أن كابوس الرأس الأخضر مازال في البال. وتضاعف قلقلنا إزاء حالة الضياع التي بدت على أبناء معلول حيث تعدّدت التمريرات الخاطئة، وغابت النجاعة في الهجوم. وتكاثرت الهفوات الدفاعية "الحمقاء" كتلك التي ارتكبها رامي البدوي في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، والتي تسبّبت في هدف التعادل. وكان البدوي قد تدخّل لتشتيت الكرة في عملية هجومية للخصم. لكن لمسته تحوّلت بقدرة قادر إلى تمريرة حاسمة لمهاجم فياريال "سيدريك باكامبو" الذي رحّب بالهديّة. وأسكن الكرة الشّباك التي كانت فارغة بما أن البلبولي دفع بدوره ضريبة الهفوة التي قام بها زميله، وغادر مرماه لينقذ الموقف غير أنّه وجد نفسه في التسلّل نتيجة تغيّر مسار الكرة. وكنا نخشى بعد هذا الهدف أن تتحوّل ليلة العيد إلى ليلة "زرقاء" في لون قمصان الكونغوليين. لكن الحمد الله أن الشوط الثاني جاء بالجديد حيث كان أداء المنتخب أفضل وخطف أبناؤنا هدفا ثمينا بعد عملية هجومية سريعة قام بها المساكني والشعلالي، لترتطم على إثرها الكرة بدفاع الخصم وتسقط أمام غيلان الذي وضعها في الشباك وأعاد الفرح والاطمئنان للتونسيين ولو أن هدف "الفهود" جعل سعادتنا منقوصة قياسا بأهميته الكبيرة في صورة هزيمة تونس - لا قدّر الله - في "كينشاسا" (عند احتساب المواجهات المباشرة).

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا