برعاية

خداع اللاعبين للحكام ظاهرة تتفشى في الملاعب

خداع اللاعبين للحكام ظاهرة تتفشى في الملاعب

أثار الأمر خيبة أمل كبيرة، ذلك أن الموسم الجديد للدوري الممتاز لم يشهد سوى 3 مباريات فقط، ومع هذا تبدو المبادرة التي أطلقها اتحاد الكرة بخصوص التظاهر بالإصابة وتعمد السقوط داخل الملعب، متعثرة للغاية. جدير بالذكر أنه قرب نهاية الموسم الماضي، جرى إعلان أن اتحاد الكرة أصبح يملك سلطات تمكنه من معاقبة متعمدي السقوط والتظاهر بالإصابة والمخادعين داخل الملعب بأثر رجعي بحرمانهم من المشاركة في اللعب لمباراتين، مع عرض محاولاتهم لخداع الحكام على لجنة من الخبراء عبر الإعادة من خلال الفيديو.

وفي ذلك الوقت، جرى توضيح أن الهدف من ذلك معاقبة اللاعبين الذين من المعتقد أنهم لجأوا إلى الغش للفوز بركلة جزاء أو التسبب في طرد لاعب ما من الملعب من خلال التحايل على الحكم لإصدار بطاقة حمراء بحقه أو بطاقة صفراء ثانية. ومن المقرر أن يظهر الاتهام الجديد بلائحة التجاوزات التي يعاقب عليها اتحاد الكرة تحت اسم «الخداع الناجح لمسؤول تحكيم في مباراة».

في ذلك الوقت، ساورت البعض شكوك بأن هذه المنطقة الرمادية من كرة القدم قد يصعب إثباتها قطعياً، وتجلت هذه المخاوف بالفعل خلال مباراة مانشستر سيتي وإيفرتون التي انتهت بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1 - 1 على استاد الاتحاد في الجولة الثانية من المسابقة. وخلص غالبية المعلقين على شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد إلى أن لاعب إيفرتون دومينيك كالفيرت لوين بالغ في قوة وطبيعة الاحتكاك الذي وقع بينه وبين كايل والكر بهدف خداع مسؤولي طاقم التحكيم ودفعهم نحو الاعتقاد بأنه تعرض لاعتداء، ربما بضربة من مرفق والكر في وجهه. وبناء عليه، تلقى لاعب مانشستر سيتي بطاقة صفراء ثانية في غضون فترة قصيرة من حصوله على البطاقة الأولى، ما اضطر الفريق صاحب الأرض إلى اللعب على امتداد أكثر من 50 دقيقة بالاعتماد على 10 لاعبين فقط.

وعندما تقلص عدد لاعبي إيفرتون ذاته إلى 10 لاعبين قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بدقيقتين، اعترض مورغان شنيدرلين بشدة، مؤكداً أن سيرغيو أغويرو أثار انطباعاً زائفاً بأنه تعرض للركل. إلا أنه بطبيعة الحال، كانت هذه الحادثة أقل أهمية وأدنى تأثيراً في سير المباراة بالنظر لوقوعها في وقت متأخر للغاية. في الواقع، اتفقت الغالبية مع تلميح رونالد كويمان إلى أن الحكم بوبي مارلي، حاول بقراره الثاني تحقيق تكافؤ في الموقف بين الفريقين، إدراكاً منه لخطئه السابق.

وأعقب ذلك اندلاع حالة من الفوضى، مع رفض جوسيب غوارديولا مناقشة أداء أفراد طاقم التحكيم أو القرارات العقابية التي صدرت خلال المباراة مشتعلة الأحداث. أما غاري نيفيل، فأوضح في لقاء أجرته قناة «سكاي» معه أن مسألة حصول لاعب على بطاقة إنذار ثانية بعد تلقيه للأولى خلال المباراة ذاتها يتطلب ارتكابه خطأً جسيماً لا يرقى إليه الشك، الأمر الذي لم يتحقق في المباراة. وأشار إلى أن هذا المطلب كان ليتحقق لو أن والكر اعتدى بالضرب بالفعل بمرفقه على كالفيرت لوين، وإن كانت الإعادة عبر التلفزيون أوضحت تماماً أنه بريء من ذلك. والمؤكد أن مسؤولي اتحاد الكرة بحاجة لحسم هذه المشكلة.

أو ربما لا. في الواقع، لقد اتضح أن أياً من الحادثتين لم تكن على قدر كافٍ من الوضوح يستلزم تفعيل الآلية الجديدة التي أقرها اتحاد الكرة، ذلك أنه بينما ثمة جدال قائم حول درجة التجاوز الذي وقع في كل حالة، تظل الحقيقة أن نوعاً من الاحتكاك قد وقع بالفعل، ما يخلق مخاطرة كبيرة للغاية أمام أي محاولة لاتهام أي شخص بالتظاهر والخداع. ومن الواضح أن ما يحتاجه اتحاد الكرة قبل دفع لجنة الخبراء الجديدة لديه نحو بحث حالة من التمثيل والخداع لا يرقى إليها الشك بأي حال من الأحوال. ومن يدري، قد يتضمن قرار لجنة الخبراء في مثل تلك الحالة تقييماً للأداء التمثيلي للاعب عبر منحه تقييماً تبعاً لمقياس من 10 درجات.

على الصعيد العملي، يعني ذلك أن اتحاد الكرة سيتخذ الإجراءات العقابية في هذا الشأن تجاه الحالات التي يتورط فيها لاعب ما في حالة من التمثيل الفج للسقوط سعياً لدفع الحكم لإصدار قرار باحتساب ركلة جزاء لفريقه بمعنى حالات التمثيل التي يسهل كشف خداعها من خلال إعادة اللقطة تلفزيونياً مرتين فحسب حال عدم وجود أي احتكاك فعلي بأي من لاعبي الخصم. في المقابل، ستبقى اللجنة الجديدة التابعة لاتحاد الكرة بعيدة عن الحالات الأكثر صعوبة مثل مبالغة لاعب في رد فعله إزاء احتكاك من قبل لاعب خصم تعرض بالفعل لإنذار سابق خلال المباراة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا