برعاية

بالإسباني | أُجبر فلورنتينو على القلق، فتغير حال الريال!

بالإسباني | أُجبر فلورنتينو على القلق، فتغير حال الريال!

فلورنتينو بيريز تغير مُجبرًا، ليتحسن حال ريال مدريد

بقلم | طه عماني | فيس بوك | تويتر

عاش ريال مدريد خلال آخر 4 مواسم إحدى أزهى فتراته الرياضية على الإطلاق، إذ بعد معاناة مريرة ومروره بسنوات عجاف رغم الاستثمارات المالية الكبيرة التي قام بها النادي ورئيسه فلورنتينو بيريز، تمكن الفريق أخيرًا من العودة للطريق الصحيح وحصد الألقاب خاصة على الصعيد الأوروبي حيث تمكن من التتويج بدوري أبطال أوروبا 3 مرات في آخر 4 مواسم.

الفريق الملكي تمكن أيضًا من استعادة الكلمة العليا في الدوري الإسباني بعد أن نجح في الفوز بلقبه خلال الموسم المنقضي عقب 5 سنوات عجاف محليًا، وهي صحوة لم تأت من فراغ ولم تكن وليدة الصدفة، حيث عرف النادي بشكل عام تغييرًا كبيرًا في فلسفته وشرع في العمل بطريقة مختلفة تمامًا عن فلسفة الجالاكتيكوس التي استهلها النادي مطلع الألفية الثالثة وكانت وراء دفع مبالغ فلكية للتعاقد مع نجوم لم يكن مردودهم في النهاية عند مستوى التطلعات.

فكرة الجالاكتيكوس لم تبارح تفكير فلورنتينو بيريز رغم فشله في التجربة الأولى، ومباشرة بعد عودته لرئاسة النادي صيف 2009، عاد ليصرف مبالغ خيالية ليتعاقد مع كريستيانو رونالدو، ريكاردو كاكا، كريم بنزيمة ومجموعة من الأسماء التي قدم بعضها الريال خدمات جليلة، فيما كان مردود البعض الآخر كارثيًا مقارنة بالمبلغ الذي دُفع من أجله، وعلى رأسهم ريكاردو كاكا الذي تحول من أفضل لاعب في العالم سنة 2007 إلى حبيس للعيادة وسوء المستوى مع ريال مدريد سنتين بعد ذلك.

وبالحديث عن كاكا فإن اسمه هو من دفعني لكتابة مقالتي هذه، خاصة عندما قام الأرجنتيني خورخي فالدانو بتذكر ماضيه المدريدي وروى إحدى مُحادثاته المثيرة مع رئيس الريال فلورنتينو بيريز سنة 2002 حينما كان الأمير البرازيلي مازال شابًا يافعًا يتطلع للقفز نحو القارة العجوز.

فالدانو الذي كان في ذلك الوقت يعمل كمدير رياضي داخل القلعة البيضاء نظم مُباراة استعراضية جمعت ريال مدريد بنجوم العالم احتفاءً بالذكرى المئوية لتأسيس النادي، فقام باستدعاء ريكاردو كاكا للقاء وشارك رفقة نجوم العالم في آخر 20 دقيقة وتألق بشكل مُلفت للنظر، ما جعل فالدانو يتحدث عنه لفلورنتينو بيريز «سعر هذا اللاعب حاليًا لا يتعدى 12 مليون يورو. ربما علينا التحرك من أجله، فبعد 4 سنوات سيُصبح سعره 60 مليون يورو»، فلم يكن رد فلورنتينو بيريز مفاجئًا آنذاك «لا تقلق خورخي، سنتعاقد معه عندما سيُصبح سعره 60 مليون يورو يورو».

تلك القصة التي تبقى تاريخًا يتحاكى به فالدانو اليوم لا تأتي سوى لتؤكد الطريقة التي كان يُفكر بها فلورنتينو بيريز والتي كان يُسيّر بها ناديه: التعاقد مع أجود نجوم عالم المستديرة، بغض النظر عن سعرهم. من المهم أن يكون لاعبًا جيدًا، لكن من الأهم أن يكون لاعبًا قد اكتسب صفة النجم الإعلامي، وهو الجواز الذي كان يخول اللاعبين الدخول لسانتياجو بيرنابيو آنذاك.

فكاكا في ذلك الوقت كان لاعبًا واعدًا جدًا، والريال كان قادرًا على التعاقد معه بمبلغ قليل جدًا مقارنة بالملايين الـ65 التي دفعها من أجله 7 سنوات بعد ذلك، لكن بيريز في ذلك الوقت لم يرد اللاعب الجيد فقط، بل أراد اللاعب الجيد رفقة الصيت الكبير الذي سيجلبه معه ورفقة الكرة الذهبية التي حققها سنة 2007. لكن ماذا تغير من ذلك الوقت؟ لماذا أصبح بيريز يقلق فعلًا عند متابعة موهبة واعدة ويُسارع للتعاقد معها؟ هل تغير تفكير فلورنتينو بيريز فعلًا؟

الحقيقة أننا اليوم أصبحنا أمام سياسية نادٍ مغايرة تمامًا لتلك التي كانت تُنهج في السابق، إذ أننا أصبحنا نُتابع صفقات على غرار فاران، إيسكو، كوفاسيتش، فاييخو، أسينسيو، فينيسيوس، سيبايوس، ثيو ومجموعة من الأسماء التي تُظهر بوضوح أن بيريز لم يعد يفكر في النجوم بقدر ما يُفكر في الموهبة، وهي نقلة نوعية في تفكيره، لكنها ربما قد تكون مفروضة عليه بسبب ظروف الميركاتو الذي تغير بشكل كبير جدًا خلال السنوات الأخيرة.

فالحصول على توقيع أبرز النجوم في عالم المستديرة بات أمرًا صعبًا جدًا إن لم نقل مستحيلًا في السنوات القليلة الماضية، وذلك بسبب تغير ظروف الميركاتو وتضاعف القوة الاقتصادية لأندية البريميرليج التي باتت قادرة على الحفاظ على نجومها، وتُطالب بمبالغ كبيرة جدًا من أجل التخلي عنها، على غرار ما عاشه بيريز نفسه مع توتنهام عندما أراد التعاقد مع جاريث بيل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا