برعاية

بالإسباني | لماذا راهن البارسا على ديولوفيو؟ ولماذا قد يفشل؟

بالإسباني | لماذا راهن البارسا على ديولوفيو؟ ولماذا قد يفشل؟

برشلونة غامر كثيرًا بالتعاقد مع ديولوفيو، والأسباب معروفة

بقلم | طه عماني | فيس بوك | تويتر

في قرار أثار الكثير من الجدل، أعلن برشلونة يوم الجمعة الماضي عن استعادة خدمات اللاعب الإسباني جيرارد ديولفيو من صفوف إيفرتون الإنجليزي بتفعيل خيار استعادة اللاعب المتواجد في عقده والذي يبلغ 12 مليون يورو، ليعود بذلك إلى موطنه الأصلي بعد أن قضى 4 مواسم خارجه.

قرار برشلونة ذاك تسبب في كثير من القيل والقال وأسال الكثير من الحبر، خاصة أن جل تجارب اللاعب خلال المواسم الأخيرة طُبعت بشوائب كثيرة واتسمت بفترات سيئة لا تقل مدتها عن فتراته الجيدة والتي قد تُلخص في نصف موسم مع إيفرتون ونصف موسم آخر مع ميلان أظهر فيه أفضل ما لديه، ما اعتبره الكثيرون غير كافيًا للعب في فريق يضم أسماءً مثل ميسي، نيمار وسواريز.

من وافقوا على قرار برشلونة باستعادة اللاعب ذي الـ23 سنة كانوا أكثر تفاؤلًا، وواصلوا اعتبار جيرارد أحد أميز مواهب الكرة الإسبانية، وأنه بدأ يكتسب النضج الكافي من أجل اللعب في الكامب نو، فيما رأى البعض الآخر أن استقدامه سيكون في أسوأ الحالات ضربة اقتصادية جيدة كون النادي قادرًا على بيعه بأكثر من 12 مليون يورو وسط الاهتمام الكبير الذي يحظى به من أندية أخرى على غرار ميلان.

للحديث عن ديولوفيو، لا داعي للعودة لتاريخه كثيرًا، فيكفي أن أقول أنه أحد أميز مواهب لاماسيا في السنوات الأخيرة، لدرجة جعلت بعض وسائل الإعلام تقارنه بليونيل ميسي، وهي مقارنة لم تساعده بالضرورة، بل وضعت ضغوطًا كبيرة عليه كما سبق وأن وضعتها على أسماءٍ مثل جيوفاني دوس سانتوس أو بويان كريكيتش الذين عاشوا طوال مسيرتهم تحت ظل تلك المقارنة التي لم تكن يومًا في محلها.

جيرارد لاعب قصير مكير من طينة اللاعبين الكلاسيكيين الذين لطالما أنجبت الكرة الإسبانية أمثالهم، فنحن أمام لاعب سريع جدًا، مهاري ويحب كثيرًا الدخول في المواجهات الثنائية، إلى درجة تجعله أحيانًا يُبالغ ويدخل في دائرة الأنانية التي جعلت مدربين مثل أوناي إيمري في إشبيلية أو رونالد كومان في إيفرتون يُجلسونه على مقاعد البدلاء تفاديًا للتأثير على المجموعة ككل.

ديولوفيو لاعب مجازي جدًا وسريع الانفعال، وكم يُذكرني بذي الأصول التونسية حاتم بنعرفة في هذا السياق، فنحن أمام لاعب يمر بفترات يُظهر فيها مستويات خارقة للعادة تجعلك تظن فعلًا أنك أمام لاعب كبير، لاعب قادر على حمل فريق كامل على أكتافه وخلق الخطورة من العدم، وهي فترات لا تدوم سوى لبضعة مباريات، قبل أن يأفل نجمه ونعود لنرى شبحًا يُتقن العك الكروي ويُفسد هجمات فريقه أكثر مما يصلحها ويُساعد في إكمالها.

فإن عدنا لأرقام اللاعب في نصف الموسم الأول مع إيفرتون مثلًا، سنجد أنه في 11 مباراة (460 دقيقة)، بالكاد خلق 9 فرص على المرمى، فيما لم يمرر أية كرة حاسمة ولم يسجل أي هدف. وبالحديث عن الأهداف وتمرير الكرات الحاسمة، فمن الواضح أنها ليست من ضمن نقاط قوة اللاعب. ففي أفضل فتراته على الإطلاق والتي كانت بقميص ميلان في النصف الثاني من الموسم المنقضي، سنجد أنه بالكاد سجل 4 أهداف ومرر 3 كرات حاسمة، وهي أرقام غير مبهرة للاعب بأدوار هجومية مثله.

لست هنا أنكر موهبة ديولوفيو الكبيرة، لكني أشدد على نقطة الفاعلية الهجومية التي كثيرًا ما حجمت مسيرة مواهب كبيرة وجعلتهم يعيشون في ظل مراوغاتهم أو نزواتهم الاستعراضية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، كما أنني ألح على أن عدم الاستمرارية والمزاجية لن يُطيلا مكوته في فريق مثل برشلونة الذي أصبح بحاجة للاعبين يُعتمد عليهم في كل مكان وزمان.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا