برعاية

أنيس بوجلبان لـ «الشّروق» ... سياسة خماخم عشوائية وأضرّت بالفريق أنيس بوجلبان لـ «الشّروق» ... سياسة خماخم عشوائية وأضرّت بالفريق

أنيس بوجلبان لـ «الشّروق»   ... سياسة خماخم  عشوائية وأضرّت بالفريق  أنيس بوجلبان لـ «الشّروق»   ... سياسة خماخم  عشوائية وأضرّت بالفريق

بلسان صريح، وبعين لاعب خبير، وعارف بكواليس «التّكوير» يتكلّم النّجم السّابق لـ»سي .آس .آس» والأهلي والافريقي أنيس بوجلبان عن الوضع العام في صفاقس، وأيضا عن سياسات «الرئيس» خماخم، وحال كرة تونس.

الانتماء قلبا وقالبا لصفاقس يفرض عليك أن تستهلّ هذا اللّقاء بالكلام عن الوضعيّة الحالية لفريق عاصمة الجنوب فأيّ تحليل يمكن أن تقدّمه وأنت من العارفين ببيته الداخلي، ومن الـ»كوارجيّة» الذين خدموه من عدّة مواقع؟

لنضع الأمور في نصابها ونؤكد منذ البداية أنني حافظت على مسافة الأمان بيني وبين المشرفين الحاليين على الجمعية. واخترت مواكبة نشاط النادي الصفاقسي عن بعد وذلك احتراما للفنيين والمسيّرين، وإيمانا مني بأنه لا مجال للبقاء في محيط الفريق تجنّبا لإرباك عملهم و»التّشويش» عليهم. وهذا لا يعني أنني «انفصلت» عن «جوفنتس العرب» بل أنني أحرص على متابعة مسيرته لحظة بلحظة بحكم أن العلاقة مع الجمعية عضوية ولم تنته بإنتهاء مهامي كلاعب ثم كفني ومسؤول في الطيّب المهيري. وبعد هذا التّوضيح وهو ضروري ليفهم الناس طبيعة العلاقة التي ينبغي أن تكون بين «السي .آس .س» ولاعبيه السابقين بوسعنا أن نخوض في السؤال المطروح حول الوضع الراهن في صفاقس. وسأكشف عن موقفي بموضوعية عالية وبصراحة كبيرة مؤكدا أن رأيي يحتمل الخطأ بحكم أنه صادر من الخارج خاصة أنّني لست موجودا ضمن الفنيين والمسؤولين الذين يحملون الآن آمال المحبين. وأقول بصوت عال ودون حسابات أوخلفيات إن النادي يسير منذ فترة ليست بالقصيرة في نهج الضبابية، ولم يعد يساورني أدنى شك في أن «السي .آس .آس» وقع في فخّ العشوائية.

هات براهينك واكشف عن أدلتك حتّى لا تكون إجابتك «فضفاضة» وشبيهة بـ»جبّة» «الاحتراف» التي ترتديها كرتنا؟

إن فيلق المدربين الأجانب الذين توافدوا على صفاقس خلال الموسم الحالي كاف لوحده لإقامة الدليل على ما نقول. فقد تخلّت الهيئة المديرة عن خدمات شهاب الليلي دون أن تجهّز البديل المناسب وظلت تماطل وتهدر الوقت لعدة أسابيع قبل أن يحل ركب الأرجنتيتي «نستور كلاوزن» الذي جاء ركضا إلى الطيّب المهيري بحكم أنه أدرك أن هذه التجربة ستعيده بقوة إلى الواجهة بعد فترة من الفراغ و»البطالة». وقد أثار الرجل جدلا واسعا بسبب افتقاره إلى الديبلومات الضروريّة لممارسة مهامه بصفة عادية. وكانت النهاية منطقية حيث وقع تسريحه ليخلفه البرتغالي «جورج كوستا» الذي سرعان ما لاذ بالفرار هذا قبل أن يتعاقد الفريق مع مدرب آخر من البرتغال أيضا وهو «جوزي دي موتا». والحقيقة أنني لم أكن من الرافضين لإبعاد الليلي خاصة بعد أن تزايدت الانتقادات الموجّهة له وتضاعفت الضغوطات المفروضة عليه. لكنّني تحفظت على هذه القطيعة ما لم تسبقها قراءة جيدة للوضع بطريقة تسمح للجمعيّة بتجهيز «الخليفة» الأحسن لشهاب. وهذا ما لم يحدث. ذلك أنّ إدارة المنصف خماخم أصرّت على السّير عكس المنطق. وعمدت في كلّ مرّة إلى تغيير المدرّب الأوّل للفريق بدل تكريس الاستقرار وهو العنصر الذي غاب كذلك في الإدارة الفنية وحتى على صعيد خطة المدرب المساعد كما حصل مع كريم دلهوم الذي غادر منصبه لأسباب غير مفهومة. وكان من الواضح أنّ المسؤولين اتّخذوا من المدربين «كبش فداء» يقع «التّضحيّة» بهم لتغطيّة الإخفاق، وعدم معالجة المشاكل الحقيقيّة للنادي.

هل أن الظروف الاستثنائية للجمعية (خاصة من الناحية المادية) كانت تفرض توجّها معينا؟

تونس كلّها على علم بالأزمة المالية الخانقة للـ»سي .آس .آس» نتيجة تفاقم الديون وتراكم العقوبات التي سلبت النادي حقه في الانتدابات. وأظن أن هذا الظرف الصعب كان يستوجب وضع استراتيجيّة مضبوطة قوامها الشفافية، والمراهنة على الطاقات الذاتية. وأعتقد أن الفرصة سانحة لتكوين نواة فريق واعد بفضل هذا الجيل الصاعد. وليس عيبا أن نطلع الأحباء على مشاكل الجمعية ومطالبتهم بالصّبر وتأجيل القبض على البطولات والكؤوس إلى مرحلة موالية. والمهمّ أن يكون البناء على قواعد سليمة.

هل أنك مازلت على قناعاتك القديمة بخصوص عدم فاعلية «الإدارة الرياضية» صلب الجمعية؟

لقد سلّمت مفاتيح الإدارة الرياضية إلى السينغالي «بابا ماليك» وهو «كوارجي» أشهر من نار على علم. ونجح في نحت مسيرة كروية محترمة للغاية سواء مع الـ»صفاقسيبة» أوفي القارة الأوروبية. ولا يمكنني إلا أن أشعر بالارتياح تجاه هذا الخيار طالما أن المسؤولين راهنوا على أحد المختصين في المجال. لكنني أطرح في المقابل سؤالا كبيرا يقول نصّه: ماهي الصلاحيات الممنوحة لـ»ماليك»؟ وهل أنه يمارس المهام المسنودة إليه في كنف الحرية ودون تدخلات جانبية؟ الحقية أنني أشك في ذلك. وأكاد أجزم أن المدير الرياضي الحالي للـ»سي .آس .س» «بريء» من عدة قرارات وقع اتّخاذها في الجمعية ولها طبعا صبغة فنية وهي جوهر العمل المكلف به ابن «داكار».

أطنب «الرئيس» في الحديث عن «الثّورة» المرتقبة في الشبان خاصة أنه من المولعين بهذا الفرع من قديم الزمان فهل من مؤشرات ملموسة ومكاسب محسوسة في هذا القطاع؟

لنتّفق أولا على أن الفريق في النسخة الحالية يضم في صفوفه فيلقا من اللاعبين الواعدين والذين قد يكون لهم شأن كبير في المستقبل كما هو الحال بالنسبة الى عمامو ودقدوق وشواط والحبّاسي والقروي والعمدوني وهنيد. وأنظر بعين التفاؤل والاستبشار وأنا أتابع صعودهم بثبات متمنّيا أن يكون هذا الجيل أفضل معوّض للنجوم الذين صنعوا منذ فترة ربيع الجمعية أمثال معلول وبن يوسف والفرجاني ومنصر. لكن في الأثناء يقفز إلى ذهني سؤال يفسد عليّ في كلّ مرّة فرحتي هذه. ويتمثل هذا الاستفسار «المزعج» في حقيقة رغبة المسؤولين في التشبيب. ذلك أنني لاحظت (وأتمنى أن أكون مخطئا) أن المراهنة على الشبان المذكورين كان «مفروضا»: أي أن النادي «مكره» بين الحين والآخر على الزجّ بأحدهم أوبعضهم في التشكيلة الـ»صفاقسية» لسدّ الشغور الذي تتركه الأسماء المعتادة. ومن هذا المنطلق أخشى أن يتمّ إدراج التعويل على الشبان في خانة «الطوارىء». وتتضاعف شكوكي في ظل وجود عدد لا يستهان به من الـ»كوارجية» الذين تقدّم بهم العمر نسبيا أمثال الجريدي والمحجبي والحنّاشي والعوّاضي... والأمل كلّه أن لا تتحوّل «ثورة» الشبّان إلى مجرّد «كذبة».

ما المطلوب لقلب الأوضاع في فريق عاصمة الجنوب؟

وصفتان سهلتان، وكلمتان خفيفتان: إزالة الضبابيّة والتّخطيط السّليم.

كنت من المنادين بشدّة لإنصاف مرياح في المنتخب فهل أنّك تشعر بالارتياح بعد نجاح ياسين «السي .آس .آس» في أوّل اختبار مع الـ»نّسور» في تصفيات الـ»كان»؟

لقد كنت على قناعة تامّة بأنه يملك مؤهلات دفاعية كبيرة، ولم أشك مطلقا في قدرته على تقديم الاضافة للفريق الوطني. وقد صدقت تنبؤاتي وكسب التّحدي. ولم يكن تألقه مفاجئا بالنسبة لي.

وكيف وجدت منتخب «المعلولين» بعد مواجهة المصريين وأنت سيّد العارفين بكرة «الفراعنة»؟

أرفع القبّعة للمدرب نبيل معلول وكذلك لنجمنا علي معلول الذي تربطني به كما هو معلوم علاقة متميّزة. وقد لاحظت أنّ نبيل تفوّق بالضربة القاضية على خصمه «كوبر» من الناحية التكتيكية ولن أبالغ إذا قلت إن مدرب مصر جعل المهمة أيسر جرّاء سوء تصرّفه مع اللقاء. وأحسن مدربنا اختيار لاعبيه خاصة على مستوى تركيبة وسط الميدان حيث لاح عليهم الانسجام والتناغم. وقام الثلاثي بن عمر والفرجاني والشعلالي بدور رائع بالتنسيق مع بن يوسف والمساكني وقد شكل غيلان المفاجأة السارة في تشكيلة الـ»نسور». أمّا علي معلول فإنّه كان بحقّ أحد أبطال هذا الانتصار. وأتمنّى من أعماق قلبي أن يواصل مسيرته الاحترافيّة خارج البلاد خدمة لمصلحة المنتخب رغم أن الأهلي يدرس في الكواليس فرضة تسريحه ليستفيد من موقعه كلاعب أجنبي ويتعاقد مع عنصر من خارج مصر في المنطقة الأمامية. وفي كلّ الحالات لا يربح علي شيئا من الرجوع إلى تونس.

هل من جديد بخصوص قضيّة القصرين - قفصة والتي تهمّ نادي كرة القدم بالحمّامات وهو الفريق الذي كنت تشرف على حظوظه لحظة حصول «الواقعة»؟

يعرف القاصي والداني أنّ الأطراف المتضرّرة من هذه الفضيحة وهي الحمّامات بالأساس قدّمت كلّ الأدلة التي تدين المستقبل والقوافل والتي تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه وقع التلاعب بنتيجة تلك المباراة في واضحة النّهار. وكنا ننتظر أن تتحرك الجهات المعنية على رأسها جامعة كرة القدم بوصفها المشرف الأعلى على اللّعبة لمعالجة هذا الملف الخطير، وإماطة اللثام عن فصول هذه المهزلة ومعاقبة المذنبين وانصاف المظلومين. وقد استبشر جمهور الحمّامات خيرا بعد إعلان حكومة الشاهد بكل جرأة عن حربها الواسعة والشاملة على الفساد وانتظروا أن تحصل «ثورة» مشابهة في قطاع الرياضة مسايرة للسياسة العامة. وعلّقوا آمالا عريضة على المسؤولين لكشف الحقائق المتعلّقة بحادثة التلاعب بنتيجة تلك المباراة (وهي عيّنة صغيرة من عدة حوارات أخرى وقع فيها الأمر نفسه) غير أنّ القضية مازالت مؤجلة لأسباب غريبة بل مريبة.

تعيش البطولة على وقع سوق الانتقالات فهل تعتقد أن الجمعيات تملك «استراتيجيات» واضحة في الانتدابات؟

يؤسفي القول إنّ سياسة الانتدابات في بطولتنا تخضع للـ»رعوانيّة». ويديرها في أغلب الأحيان المسؤولون وتحديدا الرؤساء بدل أن يتكفّل الفنيون بمعالجتها. والأخطر من ذلك أن قادة جمعياتنا لا يغيّبون أهل الذكر عند «الشراء» بل أن قرارات بعضهم تتأثّر بـ»الفايس.بوك». وبوسعك أن تبعث لأحدهم ارسالية على موقع التواصل الاجتماعي ليتفاعل معك، ويجيبك على استفساراتك.

وفي الختام ما هو برنامجك المستقبلي؟

أجرّ خلفي تجربة فريدة كلاعب. كما أنني اشتغلت كمساعد وكمدرب أوّل، وخضت أكثر من مغامرة كمدير رياضي، وعملت في التحليل الفني. ومازلت أطمح طبعا إلى إثراء المسيرة بمكاسب أخرى شرط أن تكون في علاقة بالكرة التي أتمنى أن يستقيم وضعها وذلك رهن إصلاح التحكيم والتخطيط السليم مع وضع برمجة مدروسة. وآمل في الأخير النجاح لكافة فرسان تونس في المسابقات القاريّة.

بلسان صريح، وبعين لاعب خبير، وعارف بكواليس «التّكوير» يتكلّم النّجم السّابق لـ»سي .آس .آس» والأهلي والافريقي أنيس بوجلبان عن الوضع العام في صفاقس، وأيضا عن سياسات «الرئيس» خماخم، وحال كرة تونس.

الانتماء قلبا وقالبا لصفاقس يفرض عليك أن تستهلّ هذا اللّقاء بالكلام عن الوضعيّة الحالية لفريق عاصمة الجنوب فأيّ تحليل يمكن أن تقدّمه وأنت من العارفين ببيته الداخلي، ومن الـ»كوارجيّة» الذين خدموه من عدّة مواقع؟

لنضع الأمور في نصابها ونؤكد منذ البداية أنني حافظت على مسافة الأمان بيني وبين المشرفين الحاليين على الجمعية. واخترت مواكبة نشاط النادي الصفاقسي عن بعد وذلك احتراما للفنيين والمسيّرين، وإيمانا مني بأنه لا مجال للبقاء في محيط الفريق تجنّبا لإرباك عملهم و»التّشويش» عليهم. وهذا لا يعني أنني «انفصلت» عن «جوفنتس العرب» بل أنني أحرص على متابعة مسيرته لحظة بلحظة بحكم أن العلاقة مع الجمعية عضوية ولم تنته بإنتهاء مهامي كلاعب ثم كفني ومسؤول في الطيّب المهيري. وبعد هذا التّوضيح وهو ضروري ليفهم الناس طبيعة العلاقة التي ينبغي أن تكون بين «السي .آس .س» ولاعبيه السابقين بوسعنا أن نخوض في السؤال المطروح حول الوضع الراهن في صفاقس. وسأكشف عن موقفي بموضوعية عالية وبصراحة كبيرة مؤكدا أن رأيي يحتمل الخطأ بحكم أنه صادر من الخارج خاصة أنّني لست موجودا ضمن الفنيين والمسؤولين الذين يحملون الآن آمال المحبين. وأقول بصوت عال ودون حسابات أوخلفيات إن النادي يسير منذ فترة ليست بالقصيرة في نهج الضبابية، ولم يعد يساورني أدنى شك في أن «السي .آس .آس» وقع في فخّ العشوائية.

هات براهينك واكشف عن أدلتك حتّى لا تكون إجابتك «فضفاضة» وشبيهة بـ»جبّة» «الاحتراف» التي ترتديها كرتنا؟

إن فيلق المدربين الأجانب الذين توافدوا على صفاقس خلال الموسم الحالي كاف لوحده لإقامة الدليل على ما نقول. فقد تخلّت الهيئة المديرة عن خدمات شهاب الليلي دون أن تجهّز البديل المناسب وظلت تماطل وتهدر الوقت لعدة أسابيع قبل أن يحل ركب الأرجنتيتي «نستور كلاوزن» الذي جاء ركضا إلى الطيّب المهيري بحكم أنه أدرك أن هذه التجربة ستعيده بقوة إلى الواجهة بعد فترة من الفراغ و»البطالة». وقد أثار الرجل جدلا واسعا بسبب افتقاره إلى الديبلومات الضروريّة لممارسة مهامه بصفة عادية. وكانت النهاية منطقية حيث وقع تسريحه ليخلفه البرتغالي «جورج كوستا» الذي سرعان ما لاذ بالفرار هذا قبل أن يتعاقد الفريق مع مدرب آخر من البرتغال أيضا وهو «جوزي دي موتا». والحقيقة أنني لم أكن من الرافضين لإبعاد الليلي خاصة بعد أن تزايدت الانتقادات الموجّهة له وتضاعفت الضغوطات المفروضة عليه. لكنّني تحفظت على هذه القطيعة ما لم تسبقها قراءة جيدة للوضع بطريقة تسمح للجمعيّة بتجهيز «الخليفة» الأحسن لشهاب. وهذا ما لم يحدث. ذلك أنّ إدارة المنصف خماخم أصرّت على السّير عكس المنطق. وعمدت في كلّ مرّة إلى تغيير المدرّب الأوّل للفريق بدل تكريس الاستقرار وهو العنصر الذي غاب كذلك في الإدارة الفنية وحتى على صعيد خطة المدرب المساعد كما حصل مع كريم دلهوم الذي غادر منصبه لأسباب غير مفهومة. وكان من الواضح أنّ المسؤولين اتّخذوا من المدربين «كبش فداء» يقع «التّضحيّة» بهم لتغطيّة الإخفاق، وعدم معالجة المشاكل الحقيقيّة للنادي.

هل أن الظروف الاستثنائية للجمعية (خاصة من الناحية المادية) كانت تفرض توجّها معينا؟

تونس كلّها على علم بالأزمة المالية الخانقة للـ»سي .آس .آس» نتيجة تفاقم الديون وتراكم العقوبات التي سلبت النادي حقه في الانتدابات. وأظن أن هذا الظرف الصعب كان يستوجب وضع استراتيجيّة مضبوطة قوامها الشفافية، والمراهنة على الطاقات الذاتية. وأعتقد أن الفرصة سانحة لتكوين نواة فريق واعد بفضل هذا الجيل الصاعد. وليس عيبا أن نطلع الأحباء على مشاكل الجمعية ومطالبتهم بالصّبر وتأجيل القبض على البطولات والكؤوس إلى مرحلة موالية. والمهمّ أن يكون البناء على قواعد سليمة.

هل أنك مازلت على قناعاتك القديمة بخصوص عدم فاعلية «الإدارة الرياضية» صلب الجمعية؟

لقد سلّمت مفاتيح الإدارة الرياضية إلى السينغالي «بابا ماليك» وهو «كوارجي» أشهر من نار على علم. ونجح في نحت مسيرة كروية محترمة للغاية سواء مع الـ»صفاقسيبة» أوفي القارة الأوروبية. ولا يمكنني إلا أن أشعر بالارتياح تجاه هذا الخيار طالما أن المسؤولين راهنوا على أحد المختصين في المجال. لكنني أطرح في المقابل سؤالا كبيرا يقول نصّه: ماهي الصلاحيات الممنوحة لـ»ماليك»؟ وهل أنه يمارس المهام المسنودة إليه في كنف الحرية ودون تدخلات جانبية؟ الحقية أنني أشك في ذلك. وأكاد أجزم أن المدير الرياضي الحالي للـ»سي .آس .س» «بريء» من عدة قرارات وقع اتّخاذها في الجمعية ولها طبعا صبغة فنية وهي جوهر العمل المكلف به ابن «داكار».

أطنب «الرئيس» في الحديث عن «الثّورة» المرتقبة في الشبان خاصة أنه من المولعين بهذا الفرع من قديم الزمان فهل من مؤشرات ملموسة ومكاسب محسوسة في هذا القطاع؟

لنتّفق أولا على أن الفريق في النسخة الحالية يضم في صفوفه فيلقا من اللاعبين الواعدين والذين قد يكون لهم شأن كبير في المستقبل كما هو الحال بالنسبة الى عمامو ودقدوق وشواط والحبّاسي والقروي والعمدوني وهنيد. وأنظر بعين التفاؤل والاستبشار وأنا أتابع صعودهم بثبات متمنّيا أن يكون هذا الجيل أفضل معوّض للنجوم الذين صنعوا منذ فترة ربيع الجمعية أمثال معلول وبن يوسف والفرجاني ومنصر. لكن في الأثناء يقفز إلى ذهني سؤال يفسد عليّ في كلّ مرّة فرحتي هذه. ويتمثل هذا الاستفسار «المزعج» في حقيقة رغبة المسؤولين في التشبيب. ذلك أنني لاحظت (وأتمنى أن أكون مخطئا) أن المراهنة على الشبان المذكورين كان «مفروضا»: أي أن النادي «مكره» بين الحين والآخر على الزجّ بأحدهم أوبعضهم في التشكيلة الـ»صفاقسية» لسدّ الشغور الذي تتركه الأسماء المعتادة. ومن هذا المنطلق أخشى أن يتمّ إدراج التعويل على الشبان في خانة «الطوارىء». وتتضاعف شكوكي في ظل وجود عدد لا يستهان به من الـ»كوارجية» الذين تقدّم بهم العمر نسبيا أمثال الجريدي والمحجبي والحنّاشي والعوّاضي... والأمل كلّه أن لا تتحوّل «ثورة» الشبّان إلى مجرّد «كذبة».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا