برعاية

توليسو... اللاعب الذي كسر الرقم القياسي للانتقالات في بايرن ميونيخ

توليسو... اللاعب الذي كسر الرقم القياسي للانتقالات في بايرن ميونيخ

لم يكن سراً أن اللاعب كورينتين توليسو سيرحل عن ليون الفرنسي هذا الصيف، لكن وجهته أثارت الدهشة، فقد سعى نابولي وراء لاعب خط الوسط خلال مواسم انتقالات سابقة، بجانب تواتر أنباء عن احتمالات انتقاله إلى يوفنتوس. إلا أنه بدلاً من أن يصبح وريثاً لكلاوديو ماركيزيو وسامي خضيرة في يوفنتوس، اختار توليسو الانتقال إلى بايرن ميونيخ في الأول من يوليو (تموز).

لقد فضل اللاعب البالغ 22 عاماً التخلي عن حياة الراحة داخل ليون، نادي صباه، ليصبح أغلى لاعب وافد من الخارج في تاريخ الدوري الألماني الممتاز بانضمامه لبايرن ميونيخ.

من جانبه، صرح كارل هاينز رومينغه، رئيس نادي بايرن ميونيخ، بأن توليسو «لاعب شاب ومثير للاهتمام... وهو اللاعب المرغوب فيه من جانب المدرب كارلو أنشيلوتي لدعم خط الوسط». وأضاف: «نحن سعداء لاقتناصنا هذا اللاعب الشاب والمهم على الرغم من المنافسة التي واجهنها من عدة أندية».

ومع دخول كل من ارتورو فيدال وفرانك ريبري وأريك روبين في الثلاثينات من العمر، واعتزال كل من فيليب لام وزابي ألونزو بالفعل، يبدو توليسو (22 عاماً) رهاناً جيداً لإعادة بث روح النشاط في خط وسط الملعب بالفريق. وتبلغ تكلفة انتقال اللاعب 41.5 مليون يورو، مما يجعله أغلى لاعب في تاريخ الدوري الألماني الممتاز. ويضم بايرن ميونيخ في صفوفه الآن أغلى 5 لاعبين على مستوى البطولة. ويأتي توليسو في صدارة القائمة متقدماً على كل من شافي مارتينيز (40 مليون يورو) وماتس هوميلز (38 مليون يورو) وماريو غوتزه (37 مليون يورو) وفيدال (37 مليون يورو).

كان توليسو قد انضم إلى أكاديمية نادي ليون في سن الـ13 منذ عقد مضى، ونجح الآن في تحقيق أكبر صفقة انتقال في تاريخ النادي الفرنسي. وخلال فترة المراهقة، قدم توليسو أداء واعداً وشارك مع المنتخبات الفرنسية صغيرة السن في بضع مباريات، لكنه لم يترك بصمة تذكر على الصعيد الدولي حتى تم استدعاؤه للانضمام إلى صفوف المنتخب أقل من 21 عاماً قرب نهاية مباريات التأهل للبطولة الأوروبية لعام 2015.

وقد أخفقت فرنسا في التأهل لهذه البطولة - بعد خسارتها أمام السويد التي حصدت البطولة بعد ذلك - لكن عندما اجتمع المنتخب مجدداً لبدء منافسات التأهل لبطولة عام 2017، جرى تصعيد توليسو. ونظراً لأدائه المتألق باستمرار في صفوف ليون، نال توليسو شرف ارتداء شارة القائد خلال عدد من مباريات التأهل، لكنه شعر في النهاية بخيبة أمل كبيرة مع إخفاق فرنسا في التأهل - هذه المرة بسبب فارق نقطة بينها وبين مقدونيا داخل مجموعتها.

وجاءت أول مشاركة لتوليسو في صفوف ليون خلال مباراة أمام نيس انتهت بفوز فريقه بـ4 أهداف دون مقابل، وذلك في أغسطس (آب) 2013. وقدم أداء رائعاً في أول موسم له مع الفريق تحت قيادة ريمي غارد، الذي استعان به في مركز الظهير الأيمن. في نهاية موسم 2013 - 2014، تنحى غارد عن تدريب الفريق، وتولى من بعده هربرت فورنيير حتى جرى تصعيد مساعده، برونو غينيسيو لمنصب مدرب الفريق عشية أعياد الميلاد عام 2015. وتحت قيادة غينيسيو، انتقل توليسو إلى قلب وسط الملعب، حيث لعب إلى جوار جوردان فيري الأكثر قتالية في إطار طريقة لعب 4 - 4 - 2.

وخلال الموسم الوحيد لفورنيير في ليون، أصبح الفريق واحداً من أفضل الأندية الفرنسية التي يستمتع المرء بمشاهدة أدائها، ولم ينسل اللقب من أيدي الفريق سوى في الأسابيع القليلة الأخيرة من الموسم. وقد نال ألكسندر لاكازيت ونبيل فقير كثيراً من الإشادة لما سجلاه من أهداف - سجل لاكازيت 27 هدفاً خلال 33 مباراة، بينما سجل فكير 13 هدفاً وساعد في إحراز 9 أخرى - إلا أن توليسو بحضوره الدائم لعب دوراً محورياً في صفوف الفريق، ونجح في إحراز 7 أهداف من وسط الملعب، ولم يكن عمره تجاوز الـ20.

أما الموسم التالي، فكان أكثر صعوبة لتوليسو وليون. واحتل النادي المركز الثاني بجدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، لكنه تعرض لخروج مهين من بطولة دوري أبطال أوروبا، بعد أن جاء في ذيل مجموعته. من ناحيته، غاب توليسو عن بعض المباريات بسبب إصابة في الفخذ، وكذلك تعرضه للعقاب بسبب مشكلات تورط بها داخل الفريق. وخلال هذا الموسم، جرت الاستعانة به في دور دفاعي أكثر صرامة في إطار طريقة لعب 4 - 3 - 3، الأمر الذي حد من إسهاماته الهجومية.

ورغم أنه جيد في التعامل مع الكرات العالية، فإن الجزء العلوي من جسده يفتقر إلى القوة الكافية كي يعمل بكفاءة داخل الملعب. ومضى ليون في الاستعانة بغينيسيو الصيف الماضي الذي استمر في تجريب توليسو في مراكز متنوعة ما بين ظهير أيمن ومهاجم ثانٍ وصاحب القميص رقم 10، علاوة على مراكز خط الوسط التقليدية. وعلى امتداد الموسم، تحسن أداء توليسو كثيراً وأنجز الموسم وقد أحرز 14 هدفاً بجميع البطولات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا