برعاية

إرث إنريكي، ما له وما عليه؟

إرث إنريكي، ما له وما عليه؟

لمع نيمار معه ولمع الهجوم، لكن ماذا عن الدفاع والقرارات الخاطئة التي كلفت برشلونة لقب الليجا؟!

تحليل | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر

«ستظل واحد منا إلى الأبد!».. رفعت تلك العبارة على لافتة في «كامب نو» في نهاية الأسبوع الماضي من أنصار برشلونة تكريمًا للمدرب لويس إنريكي في ظهوره الأخير في معقل الكتلان، قبل أن يُنهي مسيرة دامت 3 سنوات بتحقيق اللقب التاسع له بفوزه بكأس ملك إسبانيا.

حتى لو فشل موسم إنريكي الثالث في الارتقاء إلى مستوى التوقعات، لكن البطولات التي حققها تضعه بين أكثر المدربين نجاحًا في تاريخ برشلونة، وفي الحقيقة هو ثالث أفضل مدرب في تاريخ النادي بعد بيب جوارديولا ويوهان كرويف.

ضغط إرث جوارديولا وسقف التوقعات

أصبح برشلونة مع إنريكي في موسمه الأول، أول فريق في كرة القدم الأوروبية يُحقق الثلاثية مرتين، هذا الإنجاز لم يتحقق سوى 8 مرات في التاريخ الأوروبي، لكن شريحة كبيرة من أنصار برشلونة ظلت معتقدة أن النادي يجب أن يُحقق الثلاثية في كل عام. هذا مستحيل بالطبع!

حقق إنريكي الثنائية المحلية في موسمه الثاني، وهو ما كان يعتبر نجاحًا مذهلاً قبل سنوات قليلة فقط، لكنه اعتبر غير كاف من قبل بعض أنصار الكتلان خاصة أن ريال مدريد فاز بدوري أبطال أوروبا.

ورغم أن إنجازات إنريكي تضعه في مكانة كبيرة في تاريخ برشلونة، لكنها ظلت موضع مقارنة مع إرث بيب جوارديولا، جمهور برشلونة اعتاد على أكل الأخضر واليابس في كل منافسة تحت قيادة جوارديولا، ليُصبح هذا هو معيار المقارنة بين الفشل والنجاح في إقليم كتلونيا.

تغيير جوهر برشلونة، ولمعان نيمار

تولى إنريكي مهام منصبه في عام 2014 بعد موسم سيء للنادي عاشه تحت قيادة جيراردو مارتينو، ولأنه من رحم برشلونة على غرار جوارديولا، ظل دائمًا موضع مقارنة، وعن تلك المقارنة قال إنريكي «لا يجب مقارنتي بجوارديولا، إذا قارنتني ببيب فهذا يعني أنني سأفعل شيء ما..».

من المؤكد أنه لا يوجد أي خلاف حول دوره القديم في تشكيل الفريق الذي ورثه، فالشيء الأهم الذي تركه جوارديولا في برشلونة هو تغيير نمط اللعبة ككل، بعد عامين من دون الفوز بأي شيء، وخلق الأسس التي ساعدت إنريكي على النجاح.

شملت هذه الأسس العمود الفقري للفريق من اللاعبين مثل جيرارد بيكيه، سيرجيو بوسكيتس، أندريس إنييستا وميسي، وجمعيهم شاركوا من البداية في نهائي الكأس.

لكن لا يجب أن ننسى حجم المهمة الذي واجه إنريكي بعد رحيل مارتينو، فبرشلونة لم يفز بأي شيء، ونيمار كان يُكافح من أجل الارتقاء لمستوى التوقعات، كارليس بويول اعتزل، وتشافي يستعد لذلك.

لكن إنريكي مع تلك التطورات عمل على تغيير نهج برشلونة الذي كان سائدًا مع إنريكي وحقق ذلك بسلاسة. مع انتقال صلاحيات تشافي إلى لويس سواريز بعد انضمام الأخير من ليفربول، حيث تجاوز برشلونة فكرة الاعتماد على قوته في وسط الميدان وتحضير اللعب بالتمرير الكثيف إلى قوته الهجومية، الفريق لعب بشكل مباشر، وتجاوز خط الوسط بشكل كبير.

هذا التحول انتقد من قبل البعض، لأنه أبعد برشلونة عن جوهره، وما تعلمناه من بيب جوارديولا ومن قبله فرانك ريكارد ويوهان كرويف، في أن كرة القدم تلعب من خط الوسط، وهذا هو جوهر برشلونة.

لكن التحول للنمط الجديد جلب نجاحًا أكبر، سجل ميسي وسواريز ونيمار 122 هدفًا في موسم الثلاثية (الموسم الأول لإنريكي) وسجلوا 134 هدفًا في الموسم الثاني.. لذلك إن كان جوارديولا قد خلق أفضل فريق في تاريخ برشلونة، لكنه لم يكن بمثل القوة الهجومية التي كان عليها رفقة إنريكي.

صحيح أن برشلونة لم يحظ بقوة هجومية كالتي تمتع بها مع إنريكي بفضل توليفة «ميسي، نيمار، سواريز» وتجاوز فكرة التحضير من خط الوسط.. لكن ما يعيب إنريكي حقًا أنه تمادى فقط في الاعتماد على الهجوم.

مدرب روما السابق لم يكن لديه أي مانع في تطبيق أي طريقة لعب طالما تحافظ له على الثلاثي الهجومي، لذلك لجأ في فترة من الفترات لطريقة 3/4/3، لأنها تنهي بعض المشاكل الدفاعية من جهة، وتحافظ له على قوته الهجومية الضاربة من جهة أخرى.

لكن إنريكي طوال الموسم جعل من الفريق حق تجارب باستثناء خط الهجوم، وكأن المباراة تقوم على الهجوم فقط، لذلك عانى برشلونة من كوارث دفاعية، نتيجة القرارات المتخبطة لإنريكي وقيامه بالتغييرات والتعديلات.

قناعات تسببت في خسارة الليجا

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا