برعاية

بالإسباني | العودة للأصل تعطي بوادر استفاقة جديدة لفالنسيا

بالإسباني | العودة للأصل تعطي بوادر استفاقة جديدة لفالنسيا

هل تعلم بيتر ليم أخيرًا من أخطائه الكارثية؟

رؤية | طه عماني | فيس بوك | تويتر

لا يخفى على أحد من متتبعي الدوري الإسباني الحالة المزرية التي يعيشها فالنسيا منذ موسمين، إذ أن الفريق دخل في مرحلة سقوط حر غير مسبوقة وتحول في ظرف أشهر قليلة من فريق يحقق المركز الرابع ويتأهل لدوري أبطال أوروبا إلى فريق يُنافس على الهروب من صراع الهبوط للدرجة الثانية، وذلك ليس لموسم واحد، بل لموسمين متتاليين.

لا شيء يحدث من دون أسباب، وما حصل في فالنسيا خلال آخر سنتين كان وراءه تخبط تسييري وقلة حيلة عجيبة من مالك النادي السنغافوري بيتر ليم الذي حوّله من نادٍ رياضي يُسيّر على أسس معروفة وبأهداف رياضية واضحة إلى نادٍ هدفه إنقاذ أصدقائه من البطالة وتجربة مواهب جورجي منديش التي لم تجد فريقًا كبيرًا يقبل بها.

الأمر ابتدأ بتعيين البرتغالي نونو سانتو على حساب خوان أنطونيو بيتزي الذي أثبت بعد ذلك علو كعبه مع مُنتخب تشيلي، ثم الاستغناء عن الرئيس التنفيذي سالفو وفريق عمله (بما في ذلك الإدارة الرياضية) لفتح الباب أمام تحكم جورجي منديش، تم استفحل الأمر حين تعيين عديم الخبرة جاري نيفيل كمدرب والذي جعل اللوس تشي يتحولون لأبرز المرشحين للهبوط إلى الدرجة الثانية ويتلقون السباعية المذلة التي لطخت تاريخ النادي أمام برشلونة في كأس ملك إسبانيا.

مُحاولات الإصلاح بدأت بعد الخيبة الكبيرة لجاري نيفيل بتعيين مُدير رياضي لكن لا شيء تغير ما دام بيتر ليم هو من احتكر القرار في نهاية المطاف. تلك المحاولات أفضت لتعيين باكو أيستران كمدرب في الموسم الموالي، فلم يواصل سوى لأربع مباريات قبل أن تتم إقالته والتعاقد مع الإيطالي تشيزاري برانديلي الذي لم يعمر كثيرًا بدوره قبل أن يعلن استقالته وينفذ بجلده من عاصفة التخبط التي يعيشها النادي. الإيطالي خرج بتصريح يشرح الكثير من وضع فالنسيا عقب استقالته «ملاك فالنسيا يُسيرون فالنسيا كمما لو كانوا يُسيّرون صيدلية، فهم يظنون أن عليهم احتلال المركز الرابع في الدوري الإسباني ما داموا يملكون رابع أكبر ميزانية في إسبانيا، وهو أمر لا يمت لكرة القدم بصلة»

ربما أطلت عليكم في عرض الكارثة التسييرية التي كان يعاني منها فالنسيا، لكن سرد تلك الكوارث كان أمرًا لا بد منه حتى يظهر لكم التغيير الذي عاشه النادي في الأشهر الأخيرة، وهو إصلاح لم يكن في رأيي سوى عودة للأصل والمنطق، ذلك المنطق الذي جعل الفريق يتأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم الأول لبيتر ليم، قبل أن يبدأ الانهيار بسبب قرارات قد تكون جائزة في عالم المقاولات، لكنها غريبة كل الغرابة عن عالم كرة القدم الذي تتدخل فيه معطيات كثيرة جدًا، وفي حالة تجاهلها، فإن توافر المال قد يكون نقمة لا نعمة:

أول الأشياء التي جعلتني أخط هذه الخطوط وأتوقع بداية صحوة الخفافيش هو إعادة هيكلة الإدارة الرياضية للنادي، وإعادتها للعمل بالشكل الذي كانت عليه سابقًا في عهد روفيتي وأيالا، وذلك بغض النظر عن الأسماء التي تم اختيارها، والتي تبقى في رأيي أسماءً معقولة جدًا كونها تعرف النادي جيدًا وسبق لها أن عملت فيه سواءً كلاعبين أو كمسيرين.

فالنسيا بات الآن يملك إدارة رياضية واضحة، يترأسها قائد البارسا السابق أليسانكو والذي كان قبل ذلك مسؤولًا عن مدرسة الفريق. أليسانكو لا يعمل وحده كما كان يفعل جارسيا بيتارتش قبله (أو يكاد)، بل يملك الآن فريق عمل مكون من أكثر من ستة أشخاص يتابعون أكبر عدد من المباريات في أوروبا وأمريكا الجنوبية، وهو ما يعيدنا شيئًا ما إلى طريقة العمل التي كان ينهجها مونتشي مع إشبيلية.

أولى القرارات التي نتجت عن ذلك التغيير تعيين المُدرب الإسباني مارسيلينو جارسيا تورال من أجل تدريب الفريق في الموسم المقبل، وهو قرار في رأيي سيكون محوريًا في تغيير الديناميكية السلبية التي دخل فيها الفريق في آخر موسمين. اللوس تشي الآن سيبدؤون الموسم بمُدرب عارف بخبايا الليجا ويملك خبرة تفوق خبرة كل المُدربين الذين تعاقبوا على النادي في آخر 3 مواسم. توقيت الإعلان عن الأمر كان مميزًا بدوره، ويدل على أن التخطيط للموسم المقبل قد بدأ فعلًا، وما الأسماء الجيدة التي بدأت ترتبط بالنادي سوى دليل على ذلك.

الجانب الرياضي لم يكن الشق الوحيد الذي عرف تطورًا في فالنسيا، وأعتقد أن المقدمة التي سردتها عليكم تجعلكم تعون جيدًا أن مُشكلة اللوس تشي لم تكن رياضية فقط، بل كانت أكثر بكثير من ذلك، ويأتي على رأسها أزمة تسييرية غير مسبوقة ترتب عنها مشاكل مع الجماهير وتضرر لسمعة النادي بشكل جعله عاجزًا عن إيجاد راعٍ رسمي يدفع له 10 ملايين يورو سنويًا (وهو رقم عادي بالنسبة لفريق لعب في الموسم الماضي دوري أبطال أوروبا، وتتقاضاه أندية مثل إشبيلية، أتلتيكو مدريد وبدرجة أقل فياريال).

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا