برعاية

بعد تهاطل الاحترازات ... الكـرة التونسيـة من الملاعـب الى المحـاكـم بعد تهاطل الاحترازات ... الكـرة التونسيـة من الملاعـب الى المحـاكـم

بعد تهاطل الاحترازات  ... الكـرة التونسيـة من الملاعـب الى المحـاكـم  بعد تهاطل الاحترازات  ... الكـرة التونسيـة من الملاعـب الى المحـاكـم

«أنا لا أسرق الانتصار» (الإسكندر الأكبر). هكذا تكون أخلاق الملوك الـ»كبار»، والأبطال الحقيقيين، وأيضا الرياضيين الشّرفاء الذين من المفترض أن يتقبّلوا الهزائم، ويعترفوا بقوّة الخصوم، وأن يتذوّقوا كذلك طعم الانتصارات، وحلاوة التتويجات بعرق جبينهم لا عبر الأساليب الملتوية، أوبواسطة الاحترازات كما فعل الـ»نّسور» أمام الرأس الأخضر الذي فاز علينا في رادس، وهزمناه بالقانون. وليتنا ما فعلنا بما أنّ المنتخب اصطدم في الدّور الموالي بالكامرون، وتكبّدنا هزيمة تاريخيّة، ومذلّة. ويعتمد البعض أيضا على «التّحايل» على الحكّام كما فعلت فرنسا أمام ايرلندا عندما تأهل منتخب «الديكة» إلى مونديال 2010 بفضل هدف مسبوق بلمسة يد. وقد تسبّبت هذه الفضيحة التحكيميّة في جدل واسع حتّى أنّ أحد كبار المفكرين، والمحلّلين في بلد الأنوار وهو «باسكال بونيفاس» تطرّق إلى الحادثة، وألّف كتابا تصدّرته صورة صاحب تلك الفعلة المشينة وهو «تيري هنري» لا غيره.

انتشرت ظاهرة الاحترازات، والاثارات في ساحتنا الكرويّة. وأصبحت ثقافة رائجة في المنتخبات، والجمعيات وسط اختلافات عميقة حول مخاطرها، و»فوائدها». فهي تحفظ الحقوق المنصوص عليها في القانون، ولكنّها تخرج في الوقت نفسه المقابلات من مسارها الطّبيعي (أي الميدان) لتنقلها إلى مكاتب المختصّين في الشؤون القانونيّة، وأروقة اللّجنان القضائيّة التي عادة ما تحرق أعصاب الجماهير الرياضيّة المعنيّة بهذه النّزاعات وذلك قبل أن تصدر أحكامها سواء بإقرار النّتيجة الحاصلة، أوبمنح نقاط الفوز للجمعيّة المتعادلة أوالمنهزمة. وتلعب بذلك المباريات على ثلاثة أشواط: الأوّل والثّاني في الملعب، والثّالث في الرابطة الوطنيّة، ولجنة الاستئناف هذا طبعا إن لم تتطوّر الأمور أكثر، ويلجأ المتنازعون إلى المحكمة الرياضيّة الدوليّة بـ»لوزان» السويسريّة (التاس) لمن استطاع إليها سبيلا (بالنّظر غلى ارتفاع معاليم التّقاضي فيها). ولا تخلو هذه الاحترازات طبعا من التأويلات، والاتّهامات خاصّة أنّ هذه اللّجان عادة ما تقوم بـ»تمطيط» النّزاعات بدل حسمها بصفة استعجاليّة لغلق أبواب التّخمينات، ودفع الشّبهات. وتزداد هذه الاحترازات أهميّة بالنّظر إلى تأثيراتها المباشرة في مصائر الجمعيات سواء تلك التي تراهن على اللّقب، وتلك التي تصارع على البقاء، وتلك المعنيّة بطريقة غير مباشرة بنتيجة هذه الاحترازات. ويتذكّر جميعنا كيف تسلّم «السي .آس .آس» بطولة 2013 في فندق، وبعد أن جفّ عرق الأبطال وذلك نتيجة مسلسل الاحتراز على أحد لاعبيه (أمين عبّاس). والأمل كلّه أن لا يتكرّر مثل هذا السّيناريو في بطولة الموسم الحالي في ظلّ الجدل الدائر حول إثارة النّجم السّاحلي على «السي .آس .آس»، و»تداخل» الترجي في الملف الذي سيتسبّب في صداع كبير، وصراع قانوني مرير. ونتمنّى أن ينتهي في أقرب الآجال، وبطريقة تحفظ سمعة بطولتنا، وتنصف المظلوم.

قد يكون من الصّعب القضاء على الاحترازات، والاثارات. ذلك أنّ هذه الظّاهر عالميّة حتّى أنّ الريال نفسه اكتوى بنيرانها في كأس الملك (أمام فريق قادش وذلك بسبب تشريك لاعب تحت طائلة العقوبة). كما أنّ المنتخبات، والجمعيات تعتبر أنّه من حقّها تحرير الاحترازات طالما أنّه اجراء قانوني، وطالما أنّها ليست مسؤولة عن أخطاء الخصم (والقانون لا يحمي «المغفلين»، والذين يقعون أيضا في السّهو، والاهمال). والأمر نفسه بالنّسبة إلى من يرتكب «تجاوزات» يعاقب عليها القانون، ويسمح على إثرها للمنافس باللّجوء إلى هذه الوسيلة حفظا لحقوقه وهو ما قام به مثلا النّجم بعد تلك الاخلالات التي حدثت في «كلاسيكو» صفاقس... وكلّ هذه الحجج منطقيّة، ومقنعة شرط أن لا تتحوّل الاثارات (تدوّن بعد المقابلات)، والاحترازات (تحرّر قبل أوأثناء المباريات) إلى ثقافة سائدة في بطولتنا. ولا شكّ في أن عملية القضاء بصفة نهائية على هذه الظاهرة «السلبيّة» شبه مستحيل، لكنّنا نملك في المقابل القدرة على الحدّ منها خاصّة إذا أحكم المسؤولون (الكتّاب العامون، والقارون) مراقبة دفاتر العقوبات. وساهمت الهياكل الرياضية من رابطة، وجامعة في تقديم كلّ المعلومات والايضاحات بخصوص ملف العقوبات. والأهمّ من ذلك أن نحاول تغيير العقليات: أي توعيّة الرياضيين بسلبيات هذه الاثارات، والاحترازات التي اجتاحت كلّ الرابطات.

توجد الآن في مكاتب لجاننا القضائيّة العديد الملفات المتعلّقة بالاحترازات، والاثارات أهمّهما إثارة النّجم ضدّ النادي الصفاقسي، وطعن تطاوين في قرار الرابطة التي هزمت الاتحاد جزائيا، ومنحت نفاط الفوز لبنزرت (هاتان القضيتان ستنظر فيهما لجنة الاستئناف). وتقدّم «السي. آس. آس» بدوره بإحتراز على اتّحاد بن قردان على خلفيّة انقطاع الصورة التلفزيّة في مباراة الفريقين. وستتكفّل الرّابطة في النّظر في هذه الشكوى وهي واحدة من عشرات الاحترازات التي نخشى أن تتحوّل إلى تقليد في كلّ المقابلات.

«أنا لا أسرق الانتصار» (الإسكندر الأكبر). هكذا تكون أخلاق الملوك الـ»كبار»، والأبطال الحقيقيين، وأيضا الرياضيين الشّرفاء الذين من المفترض أن يتقبّلوا الهزائم، ويعترفوا بقوّة الخصوم، وأن يتذوّقوا كذلك طعم الانتصارات، وحلاوة التتويجات بعرق جبينهم لا عبر الأساليب الملتوية، أوبواسطة الاحترازات كما فعل الـ»نّسور» أمام الرأس الأخضر الذي فاز علينا في رادس، وهزمناه بالقانون. وليتنا ما فعلنا بما أنّ المنتخب اصطدم في الدّور الموالي بالكامرون، وتكبّدنا هزيمة تاريخيّة، ومذلّة. ويعتمد البعض أيضا على «التّحايل» على الحكّام كما فعلت فرنسا أمام ايرلندا عندما تأهل منتخب «الديكة» إلى مونديال 2010 بفضل هدف مسبوق بلمسة يد. وقد تسبّبت هذه الفضيحة التحكيميّة في جدل واسع حتّى أنّ أحد كبار المفكرين، والمحلّلين في بلد الأنوار وهو «باسكال بونيفاس» تطرّق إلى الحادثة، وألّف كتابا تصدّرته صورة صاحب تلك الفعلة المشينة وهو «تيري هنري» لا غيره.

انتشرت ظاهرة الاحترازات، والاثارات في ساحتنا الكرويّة. وأصبحت ثقافة رائجة في المنتخبات، والجمعيات وسط اختلافات عميقة حول مخاطرها، و»فوائدها». فهي تحفظ الحقوق المنصوص عليها في القانون، ولكنّها تخرج في الوقت نفسه المقابلات من مسارها الطّبيعي (أي الميدان) لتنقلها إلى مكاتب المختصّين في الشؤون القانونيّة، وأروقة اللّجنان القضائيّة التي عادة ما تحرق أعصاب الجماهير الرياضيّة المعنيّة بهذه النّزاعات وذلك قبل أن تصدر أحكامها سواء بإقرار النّتيجة الحاصلة، أوبمنح نقاط الفوز للجمعيّة المتعادلة أوالمنهزمة. وتلعب بذلك المباريات على ثلاثة أشواط: الأوّل والثّاني في الملعب، والثّالث في الرابطة الوطنيّة، ولجنة الاستئناف هذا طبعا إن لم تتطوّر الأمور أكثر، ويلجأ المتنازعون إلى المحكمة الرياضيّة الدوليّة بـ»لوزان» السويسريّة (التاس) لمن استطاع إليها سبيلا (بالنّظر غلى ارتفاع معاليم التّقاضي فيها). ولا تخلو هذه الاحترازات طبعا من التأويلات، والاتّهامات خاصّة أنّ هذه اللّجان عادة ما تقوم بـ»تمطيط» النّزاعات بدل حسمها بصفة استعجاليّة لغلق أبواب التّخمينات، ودفع الشّبهات. وتزداد هذه الاحترازات أهميّة بالنّظر إلى تأثيراتها المباشرة في مصائر الجمعيات سواء تلك التي تراهن على اللّقب، وتلك التي تصارع على البقاء، وتلك المعنيّة بطريقة غير مباشرة بنتيجة هذه الاحترازات. ويتذكّر جميعنا كيف تسلّم «السي .آس .آس» بطولة 2013 في فندق، وبعد أن جفّ عرق الأبطال وذلك نتيجة مسلسل الاحتراز على أحد لاعبيه (أمين عبّاس). والأمل كلّه أن لا يتكرّر مثل هذا السّيناريو في بطولة الموسم الحالي في ظلّ الجدل الدائر حول إثارة النّجم السّاحلي على «السي .آس .آس»، و»تداخل» الترجي في الملف الذي سيتسبّب في صداع كبير، وصراع قانوني مرير. ونتمنّى أن ينتهي في أقرب الآجال، وبطريقة تحفظ سمعة بطولتنا، وتنصف المظلوم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا