برعاية

قال وفعل (13) | جامل برشلونة وسيكون هذا جزاءك!قال:فعل!العبرة |مصادر

قال وفعل (13) | جامل برشلونة وسيكون هذا جزاءك!قال:فعل!العبرة |مصادر

لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق...

الغدر شيء أصبح متوقعًا في عالم الاحتراف من جميع الأطراف، فلاعب كرة القدم في أي مكان مهما كان يمكنه أن يغدر بناديه في أي وقت بمُجرد حصوله على عرض مالي أقوى حتى لو من الصين، مثلما فعل «ديميتري باييه» مع وست هام يونايتد ومن قبله تيفيز مع مانشستر سيتي وسمير نصري مع آرسنال، ومثلما أراد دييجو كوشتا أن يفعل في تشيلسي بمنتصف هذا الموسم.

الأندية كذلك، لطالما غدروا بلاعبيهم بما فيهم النجوم، بمُجرد تراجع المستوى الفني واللياقي، والأمر لا يخص المرحلة التي نعيشها فحسب بل منذ بداية القرن الـ 20، عندما انتحر النجم الأوروجوياني «أبدون بورتي» في أرض الملعب عام 1918 بعد انتهاء إحدى مباريات فريقه إثر تجاهل إدارة نادي نسيونال الأوروجوياني لتمديد عقده بحجة تراجع لياقته البدنية، تاركًا خلفه رسالة أبكت العالم ووضعته على لائحة أفضل الأوفياء في التاريخ.

لكن أسوأ أنواع الغدر ذلك الذي قد يحدث عندما يكون اللاعب في قمة مستواه الفني واللياقي، ويُقدم المطلوب منه وأكثر من المطلوب، ويحرم نفسه من كل شيء من أجل ناديه، ثم يَجد نفسه خارج الحسبة دون سبب يُذكر.

هذا بالضبط ما حدث صامويل إيتو في برشلونة عام 2009، وتكرر مع ديديه دروجبا عام 2012 وفرانك لامبارد 2013، فرغم كل ما فعله إيتو لقيادة برشلونة للثلاثية التاريخية تركه جوارديولا يرحل بكل بساطة بعد مشكلة غير مفهومة، ورغم كل ما قدمه دروجبا لقيادة تشيلسي نحو مُعانقة دوري أبطال أوروبا، رفض أبراموفيتش الإبقاء عليه لأكثر من سنة بحجة تطبيق استراتيجية النادي بحذافيرها والتي تحظر التمديد للاعبين فوق سن الـ 30 لمدة عامين.

لكن دروجبا غادر باحترام، ومن بعده فرانك لامبارد، وحافظ كل منهما على صورته أمام الجماهير، وهذا دفع النادي الأزرق مرارًا نحو التفكير في إعادتهما لتولي مناصب إدارية بعد اعتزالهما للمستديرة.

أما صامويل إيتو، نجم حلقة اليوم من «قال وفعل» فلم يترك أي ذكرى طيبة تُعيده في المستقبل لتولي دور إداري أو فني سواء في برشلونة أو تشيلسي، ولهذا أصبحت نهايته مع المستديرة مأساوية في ناد تركي غير معروف، فعندما قرر أن يُجامل سقط في بئر النفاق، وحين بالغ في صراحته سقط في وحل الوقاحة..هذا ما سنتعرف عليه سويًا في الحلقة الـ 13..

ما أكثر التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها إيتو في السنوات الـ 12 الماضية، بدايتها كان في أعقاب المباراة الأولى بين برشلونة وتشيلسي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا 2005/2004 على ملعب كامب نو، والتي انتهت بفوز صعب للعملاق الكتالوني 1/2، وسجل إيتو أحد الأهداف، وأراد الدولي الكاميروني مُجاملة عشاق البرسا والدخول في حرب كلامية مع لاعبي ومدرب البلوز آنذاك «جوزيه مورينيو» لهز ثقتهم في أنفسهم قبل لقاء الإياب بيومين، فقال أنه على استعداد لبيع الفول السوداني في ياوندي وألا يلعب لتشيلسي يومًا ما!.

لكن بعد أربعة أعوام فقط من تلك المجاملة الغريبة، عمل برشلونة بكل أسلحته للتخلص من إيتو بأي ثمن لدرجة دفعت جوارديولا للموافقة على تركه لأحد أندية «أوزبكستان» وهو في قمة مستواه بعد التتويج بالثلاثية التاريخية عام 2009، هذا ليس موضوعنا الآن، فالأهم هو رصد أقوال إيتو وأفعاله المتناقضة مع كل ما صرح به لوسائل الإعلام المختلفة.

إيتو قال لصحيفة ماركا المدريدية قبل السفر إلى لندن لمواجهة تشيلسي على ملعب ستامفورد بريدج في إياب ثمن نهائي الأبطال عام 2005 «أُفضل أن أبيع الفول السوداني في قريتي بالكاميرون على أن ألعب لفريق مثير للشفقة مثل تشيلسي».

وحين عاد إلى لندن لمواجهة تشيلسي بموسم 2006/2005 قال لقناة سكاي سبورتس «لا أفكر في اللعب لتشيلسي لأنني في أفضل ناد في العالم، فقدوا فرصتهم للتوقيع معي منذ عام، والآن ليس لديهم أي إمكانية لضمي، لن أوقع أبدًا لفريق يُدربه جوزيه مورينيو، إنه دمر عدة أشياء بسلوكه خلال مباراتي الموسم الماضي. أنا أصر على أن فرانك ريكارد أفضل مدرب في العالم رغم أنه لم يحقق ألقابًا مثل جوزيه مورينيو، أحلم للعب ضد تشيلسي مرة أخرى لأن لديّ أشياء كثيرة أود حلها معهم، أنا أفضل من ديدييه دروجبا ومورينيو يعرف ذلك، وسأحرز أهدافًا أكثر من تييري هنري».

كل ما قاله إيتو عن برشلونة وتشيلسي ومورينيو، فعل نقيضه تمامًا، وانطلاقة الأفعال الغريبة كانت عام 2009 حينما قرر الانتقال للعمل مع مورينيو في إنترنسيونالي رغم كل ما قاله عن أفضلية فرانك ريكارد على المدرب البرتغالي عام 2005.

وبعد انتهاء تجربته مع الإنتر وانضمامه لإنجي الروسي في صفقة قياسية عام 2011، وجد إيتو نفسه في مفاوضات جادة مع تشيلسي، فأخبر مراسل صحيفة ماركا في شهر أغسطس 2013 بأن مورينيو مدرب فريد من نوعه وإن تشيلسي فريق كبير.

وقال حرفيًا «مورينيو مدرب فريد من نوعه، لقد تعاملت مع مدربين كُثر، لكن لا أحد مثل مورينيو، أتمنى أن أعود لأعمل معه من جديد، لا يمكن أن تشعر بالملل معه».

ولم يكتف بتبجيل مورينيو، وذهب لتصحيح صورته أمام أنصار تشيلسي بوصفه بالفريق الكبير بعد أن كان على استعداد لبيع الفول السوداني وألا يلعب له قبل 8 سنوات فقط!.

ولجأ إيتو لذلك بعد أن أجبر على مغادرة إنجي الذي كان يمنحه راتبًا فلكيًا وصل لـ 20 مليون يورو، بسبب أزمة اقتصادية دفعت المالك «سليمان كيريموف» نحو بيع أبرز نجوم الفريق وفي مقدمتهم الأسد الكاميروني.

وخلال فترة المفاوضات بينه وبين تشيلسي ونابولي، قال: «لا توجد أي اتصالات بيني وبين نابولي، أما تشيلسي فهو (فريق كبير)، وحينما يصلني عرض يمكنني اتخاذ القرار».

أقل من 7 أشهر من توقيعه لتشيلسي خرج للانتقام من جوارديولا الذي يُعد رمزًا في برشلونة، وقال خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة (بي إن سبورتس الفرنسية): «في بداية عملي مع جوارديولا ذَكرته بأنه لم يكن أبدًا لاعبًا عظيمًا بل مُجرد لاعبًا جيدًا، وعلى صعيد التدريب أخبرته بأنه لم يُظهر أو يثبت أي شيء بعد، فلم يكن يعرف شيئًا عن غرفة الملابس».

وتابع «ما آلمني هو أنهم (برشلونة) اخترعوا أمورًا غير صحيحة عني تناقلتها الصحافة، تحدثت مع جوارديولا وأخبرته بأنني أمتلك عرضًا ممتازًا للعب في أوزباكستان، مدته 6 أشهر بـ 26 مليون دولار، فقال لي في مكتبه: حسنًا هذا عرض جيد عليك أن تقبله. قلت له لحظتها أن إيتو هو مَن ساعدك على الفوز، وقد بقيت في النادي ولم يمتلك الشجاعة ليتحدث معي وجهًا لوجه، لم يتحدث معي سوى مرتين فيما بعد، الأولى حين أراد مني تمرير نصيحة ليايا توريه الذي كان منزعجًا منه، والثانية حين أراد منحي دروسًا في الهجوم فأخبرته بأنه لم يكن مهاجمًا بل لاعب وسط».

وواصل اتهاماته في ذلك الحديث الذي أجراه ببداية شهر مارس 2014 قائلاً «جوارديولا منح تييري هنري رقمي (9)، وهنري كان سعيدًا بذلك، لكن ما حدث كان تصرفًا يفتقد للاحترام، فقد فعلت الكثير للنادي، بيب ربما فاز بالكثير لكنه يفتقد بعض القيم في كرة القدم».

في نفس الشهر، سخر إيتو من مورينيو بالاحتفال على طريقة رجل عجوز يعاني من آلام في الظهر بسبب تقدمه في السن، ردًا منه على شكوى مورينيو قلة عدد المهاجمين الصغار القادرين على اختراق دفاعات الخصوم بسرعة عالية وتعدد اللاعبين كبار السن في الخط الأمامي.

وحين سئل مورينيو عما فعله إيتو، حاول تلطيف الأجواء وقال ««لم أرشده لذلك الاحتفال. لكن كنت أعرف دائماً أن ذلك سوف يحدث، وهذا كان أكثر من رائع، وسيلة ممتازة لنزع فتيل الوضع الراهن هو السخرية بطريقة مضحكة، لذا كان جيداً، بعض الصحف قامت بعمل رائع باستخدام الفوتوشوب من أجل إيتو، الآن هم ليسوا بحاجة إلى الفوتوشوب، الآن معهم الصورة الحقيقية لهذا المشهد، «أنا لا أعرف كم من الوقت يمكن أن يستمر، أعتقد في هذه المرحلة العمرية عليك تحليل الأداء سنة بعد سنة والطريقة التي تلعب بها. ريان جيجز كم سنه؟ 40 عاماً؟ لكنه لا يزال جيداً».

لكن إيتو، أراد تخليص حقه من مورينيو ودخل معه في حرب كلامية شرسة بنهاية موسم 2014/2013، عندما رفض مورينيو تمديد عقده الذي انتهى بحلول منتصف شهر مايو 2014، فقد انقلب على مورينيو بوصفه بالغبي خلال مقابلة خص بها صحيفة «ليكيب الفرنسية».

وقال للصحيفة العريقة «أنا أبلغ من العمر 33 عامًا، وليس لأن هناك (غبي) قال أنني عجوز يجب تصديقه، أنتم من دوم شك رأيتم أن هذا العجوز أفضل من الشبان، البعض يقول بأنني سأرحل إلى الولايات المتحدة الأميركية أو الشرق الأوسط، لكنني لعبت دوري أبطال أوروبا هذا الموسم وأريد الاستمرار في لعب دوري الأبطال، أين لن أقول لكم التفاصيل، سأستمر في اللعب لأنني في حالة بدنية وذهنية جيدة، وسأشارك في هذا المونديال ثم في المونديال الموالي ووقتها سيكون عمري 37 عامًا، والبعض شارك في المونديال وعمره 42 عامًا وبالتالي أعتقد أنه بإمكاني المشاركة في مونديالين».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا