برعاية

هنا البريميرليج | أكاذيب أبريل، والعميل السري

هنا البريميرليج | أكاذيب أبريل، والعميل السري

بمجرد انتهاء التوقف الدولي الأخير لهذا الموسم ، لُعبت ثلاث جولات من الدوري الإنجليزي الممتاز في غضون عشرة أيام ولكنها لم تشهد هذا التغيير الهائل في جدول الترتيب ،  فمع نهاية الأسبوع الثاني والثلاثين من عمر المسابقة ، لازال تشيلسي في الصدارة ولكنها المنافسة اشتعلت قليلاً بعد السقوط المفاجئ للبلوز على ملعبهم ستامفورد بريدج أمام كريستال بالاس واستغلال توتنهام لذلك برغم غياب كين ، ليفربول تفوق في الديربي كالمعتاد على آنفيلد ولكنه فقط ماني لنهاية الموسم ، وبرغم التعثر أمام بورنموث على ملعبه ولكنه حقق أول فوز له في الموسم على فريق في غياب السنغالي وهو ستوك سيتي بهدفين رائعين للبرازيليين الغير جاهزين كوتينهو وفيرمينو ، أوزيل أخيراً يستفيق من غيبوبته ويقود الجانرز للفوز على ويستهام بثلاثية نظيفة بعد التعادل الغير مفيد مع مانشستر سيتي الذي لم يعد لديه أمل سوى البقاء في المربع الذهبي ولكن يبدو أن فوز آرسنال أيضاً لم يكن مفيد بعد أن خسر بعدها بنفس النتيجة من البالاس ، القمة الأُخرى للسيتي في تلك الفترة كانت في واحدة من أكبر الفرص لتعطيل تشيلسي أكثر ولكن هازارد كما فعل في الموسم الماضي وبرغم موسمه الكارثي قام بإهداء الدوري لليستر ، يبدو أنه قرر حسم اللقب أكلنيكياً لفريقه هذا العام بعد تسجيل هدفي الفوز.

في المقابل نجح ويستهام أخيراً في تحقيق انتصار وصفه مارك نوبل بأنه الأغلى منذ سنوات للنادي لأنه ساعد على إتساع الفارق مع أقرب المرشحين للهبوط الذي كان منافسهم في تلك المباراة وهو سوانزي سيتي الذي كان قد عاد لمثلث القاع مجدداً عوضاً عن هال سيتي الذي لا يخسر أبداً على ملعبه مع ماركو سيلفا الذي اعتاد عدم الخسارة على ملعبه مع كل الأندية التي دربها تقريباً وهما أولمبياكوس اليوناني وسبورتينج لشبونة البرتغالي ، ولكن هل يعلم أحدكم مركز ليستر سيتي حالياً ؟ الثعالب بعد الانطلاقة المُذهلة مع شكسبير يقبعوا في المركز الحادي عشر بفارق أربع نقاط عن التاسع ساوثهامتبون أي أن الموسم قد ينتهي بتواجدهم في العشرة الأوائل بعد أن كانوا مهددين بالهبوط ، ولكن سلسلة الانتصارات وقفت أخيراً بعد الهزيمة أمام أيفرتون في مباراة دراماتيكية بنتيجة 4-2.

إذا بحثنا عن مُلصق إعلاني لأولى مباريات الدوري بعد عودته من توقف مارس الماضي ، فلا شخص آخر سيتقدم تلك الصورة سوى دانيال كريج الممثل العالمي الذي لطالما اشتهر بدور " جيمس بوند " ومُشجع ليفربول الذي تابع مباراة ليفربول وإيفرتون من المدرجات ، في الخلفية يجب أن يوجد جاري نيفيل وهو في حالة ذُعر مثل تلك التي انتابته عندما اكتشف أن جيمس بوند من محبي الريدز ، ربما يكون قلقاً من حضوره إحدى مباريات الديربي الشمالي الغربي في ما بعد ، وبالكاد لن يكون حينها بنفس الهدوء الذي ظهر عليه ضد التوفيز ، لأن ليفربول لا يمتلك نفس ذلك التفوق الكاسح تماماً على جاره في المدينة ، حتى لا تكون كرة الرعد.

قبل تلك المباراة تعرض إيفرتون لعدد من الإصابات القاسية وأبرزها انتهاء موسمي كوليمان بعد كسر مضاعف في مباراة أيرلندا وويلز ، وكذلك موري بعد إصابة مع المنتخب الأرجنتيني وربما مكارثي أيضاً ، وبرغم أن إصابة فونيس تحديداً ذكرت بعض جمهور ليفربول بشماتة موري في إصابته لأوريجي في رباعية الموسم الماضي على آنفيلد وفخره بالبطاقة الحمراء ولكنهم تعاطفوا مع إصابته نوعاً ما بسبب سوء الحظ الكبير لهم في هذا التوقف عامةً ، ولكن سرعان ما حّول رجال كومان هذا التعاطف إلى شماتة مقصودة تماماً أو في ما يٌسمى في التعاطف المسروق.

لاعبي إيفرتون بدا وكأنهم تعمدوا تماماً إيذاء لاعبي ليفربول ، لوفرين قال أنه لو كان قد قام بتصوير قدمه بعد تدخل باركلي لتصدرت عناوين الصحف والغريب أن روس لم يعتذر حتى لمجرد أن فلت الكرواتي من الإصابة ؟ كادوا أن يقطعوا الرباط الصليبي لإيمري تشان ، ولكنهم نجحوا في مبتغاهم أخيراً وتسببوا في غياب ماني لنهاية الموسم ومن ثم يقول كومان على فريقه أنه لعب كالرجال ومن قبل المباراة كان متعجباً من أن فريق إيفرتون يلعب بخوف أمام ليفربول الذي لم يخسر منهم على أرضه منذ أكثر من 6000 يوم ! وهل ما أظهروه شجاعة مثلاً ؟ هذا هو الفارق الكبير بين التحضير النفسي من يورجن كلوب للاعبيه في أي مباراة وبين أي مدرب آخر وكيف يُعتبر العميل السري للفوز بالمباريات الكبرى.

السر الآخر يختص باللاعبين وليس المدربين ، هل سينتقل كوتينهو إلى برشلونة ؟ لست متأكداً ولكن ليفربول لديه لاتيني آخر يُقاتل من أجل الفريق ، كوتينهو تم إخباره بالبقاء في المنزل بسبب مرضه ولكنه فاجئ الجميع بتواجده في الفندق صباح مباراة ستوك سيتي ، وأرغم كلوب على أن يوجد في القائمة ، شارك بين شوطي المباراة وقبل أن يتم تبديله تناول بعض الحبوب ، قاد فريقه للفوز وصرح أنه مستعد للعب وهو متألم لمساعدة الفريق على تحقيق هدفه ، فيرمينو يقول عنه كلوب أنه لا يشتكي ، لم يشارك بسبب أنه مُجهد وعقب نهاية المباراة قال لكلوب أنه انتهى تماماً ؟ هذا المنتهي سجل هدف من أجل أهداف الموسم على الإطلاق.

ربما يكون البحث عن مدرب آخر مثل كلوب الذي طالب لاعبيه بالتصفيق الحار لمينيوليه بسبب تصدياته الخرافية ضد ستوك والتي لا يعلم يورجن كيف فعل ذلك هو أمر صعب جداً ، أمثال كوتينهو وفيرمينو من الصعب إيجادهم بنفس جنسيتهم التي يعشق أغلبها عدم تحمل المسئولية استناداً لأن كونه برازيلي هو شهادة إثبات أنه موهوب ويستحق فرصة ، باقي اللاتنيين بنفس الحماس والرغبة وما صنع هذا الفارق هو أنهم ولدوا بدون الكرة وظل كل منهم يجري شوارع طويلة المسافة للبحث عنها أما في إنجلترا مثلاً فقبل أن يُولد أي لاعب ويتم معرفة نوعه حتى تكتب عنه الصحف أنه مرشح للكرة الذهبية فقط لأنه إعلام يحتاج إلى إعلام آخر ينهال بالمديح على حصرياته. 

هل هناك كذب أبيض وآخر أسود ؟ لا أعلم ولكن هناك كذبة أبريل وهي بكل الألوان ، يوم يتعامل معه أشخاص كثيرين وكأن هناك معتقد ديني مثلاً قد سمح لهم بأن يكون هناك يوم من أجل الكذب وكأن المؤمنين ينفسوا عن مدى تحملهم للصدق في الفترة التي تسبقه مثلاً ، كذب لطالما تستغله الصحافة من إظهار حبها الكبير للإشاعات وبعض الأخبار التي لا تُصدق ولكن مجرد كتابته بحبكة كبيرة وببعض المبالغة المقبولة لأن خيالات المشجعين وصلت إليها في بعض المرات وتوقعت ربما رحيل هذا أو ذاك اللاعب إلى العدو اللدود حتى بسبب تصريحاته مثلاً ، أو تلك الأخبار التي تعبر عن أماني دفينة بالداخل مثل رغبة جهور ليفربول أن ينفق النادي أكثر من 30 مليون باوند على لاعب واحد ، أو أن يكون هناك صيف انتقالات تم إنفاق هذا المبلغ فيه على أكثر من أي لاعب ولكن بدون كل ذلك ، بعض الأحداث في تلك الجولات كفيلة بأن تكون كذبة أبريل بجدارة ، اختاروا منها ما يروق لكم

هل من السهل خداع " الكذب على " حكام المباراة ؟ 

قليلين جداً هم من لديهم أمانة لإبلاغ الحكم أن هذا الهدف غير صحيح بسبب أن الكرة لمست يده مثلاً ولكن في المقابل هناك من هو مستعد لإمساكها بيده إذا ما كان واثقاً على قدرته في خداع حكم المباراة والقسم ربما بأنه لا يقصد ومن ثم يُصدر نظرية فيزيائية توضح كيف أن سقوطه جسده بهذه الطريقة مع ميله بزاوية منفرجة على العشب الأخضر والتحام كتفه الأيسر مع كتف اللاعب المنافس جعل يده تتحرك بكل سهولة ويسر ليمنع صناعة أو تسجيل هدف للمنافس !.

مونريال وبعد لمسة يد واضحة عليه في أخر دقائق مباراة مانشستر سيتي ، كان أجويرو يسأله عما إذا كان يقصد ذلك أو لا ويبدو أن اللاعب لم ينفِ لطالما أطلق الحكم صافرة النهاية ولن يتم تغيير القرار ولكن المفاجأة أن إحدى الكاميرات ألتقطت إشاراته للكون أجويرو الذي لم ينسَ أن ينظر إليها ويوجه إليها رسالة مفادها بأن الأسباني ناتشو ها هو قد اعترف أمامكم يا سيادة الجماهير بأنه لمس بالكرة ، الطريف أن مونريال هم بالهروب بمجرد أن لاحظ ما يفعله سيرجيو ، ركلة جزاء تاونسيند ضد آرسنال بها خداع واضح للحكم ، مارتينيز لم يلمسه ولكن أندريس قام بتحريك قدمه بإتجاه الحارس ليتوهم أوليفر بأنه تمت عرقلته.

هل بيب جوارديولا بشر مثلنا ويُخطئ ؟ 

يبدو أن الموسم التاريخي لجوارديولا مع برشلونة لازال يلقي صداه حتى الآن ، موسم جعل بعض عشاقه يروا أنه من المستيحل أن يُخطئ وأن كل الهزائم التي يتعرض لها إنما مؤامرة كبيرة يقودها المدير الرياضي مثلاً لأن الواقع يقول أن بيب مثله مثل مورينهو أنفق كثيراً ولكنه فشل مثله ، مع ذلك من السهل انتقاد مورينهو بالرغم أنه فعلاً أكثر من تعرض لمؤامرة ليست من الصحافة أو الجماهير ولكن تحديداً من لاعبي أنديته السابقة وأخص بالذكر ريال مدريد وتشيلسي في الولاية الثانية له.

عندما سقط أمام ليستر سيتي كان بسبب ليستر العام الماضي الذي ظهر أخيراً أو فجأة " لأنه لم يستمر هكذا مع رانييري حتى إقالته " ، ولكن ماذا عن مشاكل طريقة لعب بيب وقتها أمام فريق يجيد الكرات الثانية واللعب على المرتدات ويضغط على حارس لا يجيد حقاً اللعب بقدميه حتى الآن " على الأقل " أي لعب على كل نقاط ضعف الفريق ولكن دعكم من كل هذه الهراء ، بيب مدرب رائع وأؤمن أنه من القلائل الذي يمكنه أن يسيطر ويستحوذ بطريقة مثالية مع أي فريق ملئ بالنجوم ، ولكنه كأي مدرب عادي مع فريق به لاعبين عاديين ، عامةً بيب يُخطئ ويعترف بذلك مثلما صّرح أنه أخطئ أنه تأخر في الاعتماد على ديلف الذي قدم مباراتين رائعتين أمام تشيلسي وهال سيتي.

هل العُقدة في كرة القدم مُجرد هراء ؟ 

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا