برعاية

بعد الهزيمة و المردود المتواضع أمام الكاميرون بعد الهزيمة و المردود المتواضع أمام الكاميرون

بعد الهزيمة و المردود المتواضع أمام الكاميرون  بعد الهزيمة و المردود المتواضع أمام الكاميرون

على قدر العمل يكون الجزاء ولم تخرج مسيرة المنتخب عن هذه القاعدة بما أنّ الفريق تجرّع مرارة هزيمة جديدة، ودفع غاليا فاتورة «الحروب» التي تقوم بها الجامعة، وغياب الاستقرار في تشكيلته المثاليّة وذلك لأسباب موضوعيّة، وأخرى خفيّة. وهنا تكمن البليّة في منتخباتنا الوطنيّة.

وكان جمهور الـ»نّسور» يمنّي النّفس بإنتصار معنوي على أبطال افريقيا من أجل نسيان خيبة «كان» الغابون، وفتح صفحة جديدة في مشوار المنتخب الذي فشل مرّة أخرى في ترويض «أسود» الكامرون الذين كانوا قد انتزعوا منّا منذ سنوات قليلة حلم الذّهاب إلى مونديال البرازيل برباعيّة مذلّة سبقتها فضيحة الاحتراز على الرأس الأخضر.

الجامعة والمدرّب يزعزعان استقرار «الـنّسور»

يعتبر ايجاد الانسجام والتّناغم بين اللاّعبين من المهام الأصعب في المنتخبات الوطنيّة المتكوّنة من فسيفساء من الأقدام المحليّة، والمحترفة في بطولات مستوياتها الفنيّة، و»فلسفاتها» التدريبيّة متباينة. وقد احتاج «كاسبرجاك» إلى فترة زمنيّة ليست بالقصيرة ليحدّد تركيبة شبه قارّة، ويختار تشكيلة متوازنة، وناجعة وهو سيناريو عشناه في مقابلتي الجزائر، والزمبابوي في الدّور الأوّل من الـ»كان» عندما عانق فريقنا سماء الابداع، واستطاع قهر الجار، والتلاعب بالزمبابوي. وقد كانت الرؤية آنذاك واضحة بالنّسبة إلى مدرب الـ»نسور» الذي وجد ضالّته في خبرة المثلوثي لحراسة الشباك مع الاستفادة من تجربة صيام، وبن عند النّور في الدفاع (رغم أخطائهما بين الحين والآخر)، وحصل الاجماع حول معلول والنّقاز ليشغلا الجهتين اليسرى واليمنى، وحقّق بن عمر، والفرجاني الامتياز في خط الوسط. واستفدنا طبعا من اللّمسة الفنيّة للخزري، والمساكني، والسليتي في النصف الثاني من الميدان. واتّفقنا آنذاك على أن الخنيسي هو الأحسن في الهجوم دون أنّ نعترض على قرار تشريك العكايشي في البداية لقينننا بأنّ كلّ واحد منها يتمتّع بخصال معيّنة قد تسمح له بالظّهور في لقاء مقابل الغياب في حوار آخر (حسب متطلبات المباراة، ونوعيّة المنافس). وقد اكتفى «كاسبرجاك» في مواجهتي الجزائر، والزمبابوي بإجراء تحويرات طفيفة لدواع فنية، أولأسباب اضطراريّة (على غرار اقحام الجريدي مكان المثلوثي المصاب...). وفي الوقت الذي انتظر فيه الجمهور التونسي أنّ يستبسل «هنري» في التمسّك بخياراته الفنيّة التي نالت استحسان أغلب المتابعين، جادت قريحة الإطار الفني للمنتخب، ومن معه في الكواليس بأفكار «حمقاء» تسبّبت لنا في العناء أمام بوركينا التي استغلّت هديّة «كاسبرجاك» (وضع عبد النور في الخانة اليسرى وضحّى بمعلول). وأقصت تونس من الدور ربع النهائي وسط صدمة الجميع. وقد ضرب المدرب من جديد استقرار المنتخب في اللقاء الودي أمام الكامرون وذلك لدواع خارجة عن نطاقه (إصابة المساكني، والنّقاز...) ولأسباب ذاتية تتمثّل بالأساس في العقوبات التأديبية المسلّطة على الخزري، والفرجاني. وقد بان بالكاشف أن المردود العام للفريق تأثّر بهذه التغييرات. ولا شكّ أيضا أنّ هذه التحويرات وما رافقها من جدل انعكست سلبيا على الأجواء الداخلية للـ»نسور» رغم كلّ المحاولات المبذولة للتقليل من شأن الغيابات المسجّلة، والخيارات الغريبة على مستوى القائمة النهائية للاعبين المدعوين لمواجهة الكامرون، والمغرب وديا.

كشفت المواجهة الودية أمام الكامرون في ملعب مصطفى بن جنّات عن المشاكل التي يعانيها فريقنا الوطني في الهجوم الذي صام عن التهديف في حوار «الأسود». وكان المنتخب قد عاش السيناريو ذاته في الـ»كان» ضدّ بوركينا، والسّينغال وذلك على عكس ما حدث أمام الجزائر، والزمبابوي عندما تحرّكت الأقدام التونسية في ستّ مناسبات. ولعب المساكني (الغائب بسبب الإصابة) والسليتي (الذي حافظ على مستواه المعهود)، والخزري (الغائب لأسباب تأديبيّة)، والخنيسي دورا بارزا في تلك الحصيلة الهجومية الايجابيّة. وقد تمكن المنتخب ليلة أمس الأول في المنستير من خلق جملة في الفرص السانحة للتسجيل لكنّه افتقر إلى النجاعة اللازمة أمام المرمى. وهذا الاخفاق يتحمّله طبعا زملاء الخنيسي، والإطار الفني المطالب بإيجاد الحلول الأمثل لاختراق دفاعات الخصوم.

استغلّ «كاسبرجاك» لقاء الكامرون لاختبار لاعبه الجديد كريم العريبي القادم من تشيزينا الإيطالي. وقد يكون من الاجحاف الحكم على المستوى الفني للاعب منذ الامتحان الأوّل.

على قدر العمل يكون الجزاء ولم تخرج مسيرة المنتخب عن هذه القاعدة بما أنّ الفريق تجرّع مرارة هزيمة جديدة، ودفع غاليا فاتورة «الحروب» التي تقوم بها الجامعة، وغياب الاستقرار في تشكيلته المثاليّة وذلك لأسباب موضوعيّة، وأخرى خفيّة. وهنا تكمن البليّة في منتخباتنا الوطنيّة.

وكان جمهور الـ»نّسور» يمنّي النّفس بإنتصار معنوي على أبطال افريقيا من أجل نسيان خيبة «كان» الغابون، وفتح صفحة جديدة في مشوار المنتخب الذي فشل مرّة أخرى في ترويض «أسود» الكامرون الذين كانوا قد انتزعوا منّا منذ سنوات قليلة حلم الذّهاب إلى مونديال البرازيل برباعيّة مذلّة سبقتها فضيحة الاحتراز على الرأس الأخضر.

الجامعة والمدرّب يزعزعان استقرار «الـنّسور»

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا