برعاية

من الجريء إلى بوصيّان .. هل دخلت هياكلنا الرياضيّة عصر الرئاسة «مدى الحياة» ؟من الجريء إلى بوصيّان .. هل دخلت هياكلنا الرياضيّة عصر الرئاسة «مدى الحياة» ؟

من الجريء إلى بوصيّان    .. هل دخلت هياكلنا الرياضيّة عصر الرئاسة «مدى الحياة» ؟من الجريء إلى بوصيّان    .. هل دخلت هياكلنا الرياضيّة عصر الرئاسة «مدى الحياة» ؟

في غمرة الفرحة التونسيّة بزوال الدكتاتوريّة، وإعلان الدّخول إلى واحة «الديمقراطيّة» المزعومة بفضل «ثورة» الأحرار، تظهر «أمبراطوريات» رياضيّة أعظم شأنا، وأشدّ بأسا من تلك التي كانت موجودة في العهد البائد، والمسنودة من العمد، والولاة، والوجهاء، والوزراء، وصاحب القصر العارف (رغم جهله الشّديد) بثقل الرياضيين في تدعيم الحكم، وتلميع صورة النّظام بالميداليات، والبطولات، والمناشدات في الملاعب، والقاعات، وأثناء الجلسات الانتخابيّة للجمعيات، والجامعات.

وقد أفرزت «ثورة الياسمين» «دكتاتوريات» رياضيّة جديدة، ونهايتها غير معلومة بدل أن تنتج هيئات تحظى بالشرعيّة الانتخابيّة (وهي نسبيّة)، ومعها الشرعيّة الجماهيريّة بحكم أنّ لعبة الصناديق أصبحت مشبوهة، ونتائجها محسومة في ظلّ خضوع العمليّة «الديمقراطيّة» في مختلف هياكلنا الرياضية إلى الحسابات الخفيّة، والقيود القانونيّة، والتحالفات المفضوحة بطريقة غيّبت عنصر التكافؤ في الفرص، وأقصت الكفاءات المعروفة، وكرّست «الدكتاتوريّة».

وقد جاء فوز وديع الجريء بولاية ثانية على رأس الجامعة التونسية لكرة القدم بعد انتصار ساحق على حساب مرشّح شكلي وصف بـ»الديكور» بل بـ»الطّرطور»، ليثبت أنّ هذا الهيكل يسير نحو تكريس حكم الفرد الواحد الذي يعيّن، ويعزل ويستفرد بالرأي، ويتحكّم في مصائر الجمعيات، ومسالك التّمويلات، وحقوق بثّ المقابلات، ويهاجم التلفزات، ويفاخر بالمناشدات... ويؤكد بنرجسيّة «السّلطان» أنّ ملكه ثابت، وأنّ حكمه مستمرّ رغم الكمّ الهائل من التّجاوزات، والخيبات، والآفات، وموجة الغضب على مكتب الدكتور الذي مازال يلحّ إصرارا على السّير عكس الرّيح التي يبدو أنّها لن تهبّ أيضا على اللّجنة الوطنية الأولمبيّة التي يديرها محرز بوصيان بقبضة حديديّة. ونسج بوصيان يوم الأحد الماضي على منوال صديق الأمس، وعدوّ اليوم (وديع الجريء)، وقام بحماية عرشه من طموحات الهمّامي، ومدّد بوصيان إقامته لفترة اضافيّة. ولا نعلم هذه المرّة إن كانت سياساته ستتغيّر، وينجح في خلق التّوافق أم أنّه سيشعل حروبا جديدة مع جامعة كرة القدم، حيث توجد أعظم «مملكة» رياضيّة.

والحقيقة أنّ هذه «الدكتاتوريات» هي نتيجة طبيعيّة للفراغ التي تعيشه تونس ما بعد «الثّورة»، حيث غاب الأكفاء، وبرز الدّخلاء في غفلة من التّاريخ الذي سيكتب بالدم، وبالكثير من الألم عن حالة الخراب التي تعيشها الرياضة في بلد الشتالي، والقمودي، والملولي، والغريبي...

يقول البلجيكيون:» في الحكومة كما في الجسم البشري، الأمراض الأكثر سوء مصدرها الرأس»، ولاشكّ في أنّ أوجاع رياضتنا تكمن أيضا في هرم السّلطة، وفي الحكم المستبدّ للأوصياء عليها بموافقة من الضّعفاء، والأقوياء في نطاق لعبة المصالح المشتركة.

في غمرة الفرحة التونسيّة بزوال الدكتاتوريّة، وإعلان الدّخول إلى واحة «الديمقراطيّة» المزعومة بفضل «ثورة» الأحرار، تظهر «أمبراطوريات» رياضيّة أعظم شأنا، وأشدّ بأسا من تلك التي كانت موجودة في العهد البائد، والمسنودة من العمد، والولاة، والوجهاء، والوزراء، وصاحب القصر العارف (رغم جهله الشّديد) بثقل الرياضيين في تدعيم الحكم، وتلميع صورة النّظام بالميداليات، والبطولات، والمناشدات في الملاعب، والقاعات، وأثناء الجلسات الانتخابيّة للجمعيات، والجامعات.

وقد أفرزت «ثورة الياسمين» «دكتاتوريات» رياضيّة جديدة، ونهايتها غير معلومة بدل أن تنتج هيئات تحظى بالشرعيّة الانتخابيّة (وهي نسبيّة)، ومعها الشرعيّة الجماهيريّة بحكم أنّ لعبة الصناديق أصبحت مشبوهة، ونتائجها محسومة في ظلّ خضوع العمليّة «الديمقراطيّة» في مختلف هياكلنا الرياضية إلى الحسابات الخفيّة، والقيود القانونيّة، والتحالفات المفضوحة بطريقة غيّبت عنصر التكافؤ في الفرص، وأقصت الكفاءات المعروفة، وكرّست «الدكتاتوريّة».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا