برعاية

فرقة الرعب في بافاريا.. اسم واحد فقط يحتاجه أنشيلوتي!

فرقة الرعب في بافاريا.. اسم واحد فقط يحتاجه أنشيلوتي!

عاد بايرن ميونخ إلى القمة من جديد في فترة الحسم، ونجح أنشيلوتي في الوصول إلى صيغة مثالية، سواء بالدوري أو عصبة الأبطال، ليبتعد بفارق كبير من النقاط عن لايبزيغ، ويحطم آرسنال بالعشرة في نتيجة المباراتين. ويرشح الكثيرون العملاق البافاري للحصول على الثلاثية هذا الموسم، نظرا لخبرة مدربه ولاعبيه، مع تحسن النتائج بالفترة الأخيرة على جميع المستويات، لكن لا تزال هناك إمكانية للتحسن الإضافي في أقرب فترة انتقالات مقبلة.

قدم بايرن أداء استثنائيا في جولتي ثمن نهائي "التشامبيونزليغ" أمام آرسنال، ووضح تماما تثبيت كارلو أنشيلوتي للخطة خلال المباريات القادمة، من خلال رسم مزيج بين 4-3-3 و4-2-3-1، بتواجد رباعي دفاعي صريح أمام مرمى نوير، مع تقدم الظهيرين ألابا ولام إلى منتصف الملعب، برفقة ثنائي محوري يغطي باستمرار أسفل دائرة المنتصف، في الغالب لا يخرج عن ألونسو في الارتكاز الدفاعي، وفيدال كلاعب متحرك بين الدفاع والهجوم.

أنشيلوتي رجل براغماتي إلى أقصى درجة، ليس له أسلوب لعب ثابت أو حتى طريقة مميزة، لذلك يبتعد دائما عن التصنيفات الخاصة بالمدربين كالمقارنات بين غوارديولا ومورينيو وأسماء أخرى، لكنه حاسم جدا في مباريات خروج المغلوب، بسبب هدوئه وثقته وخبراته العريضة. إنه الرجل المناسب لبايرن في الفترة الحالية، حيث يريد أنصار النادي شيئا واحدا فقط، الحصول على دوري أبطال أوروبا بعد غياب لمدة ثلاث سنوات، ويبدو أن كل الطرق تقودهم إلى هذا الشرف بالموسم الحالي.

ويركز كبير الأليانز أرينا على قدرة رباعي الهجوم بالثلث الأخير من الملعب، فالمهاجم ليفاندوفيسكي يتمركز بشكل مثالي داخل منطقة الجزاء، ويتحرك كثيرا خارجها لسحب المدافعين بعيدا، وإتاحة الفرصة أمام روبين للقطع والدخول قريبا من المرمى، بينما يتكفل دوغلاس كوستا بصناعة اللعب من الأطراف، ليحصل الألمان على ثنائي متكامل يمينا ويسارا. الهولندي أشبه بالجناح الصريح المائل للعمق، بينما البرازيلي قوي في المراوغة وضرب الأظهرة على الخط، بينما يحصل صانع اللعب غير التقليدي على دور البطل في هذا الرسم، تياغو ألكانترا هو النموذج.

رفض تياغو ألكانترا الرحيل مع بيب غوارديولا إلى إنكلترا، وقرر الإسباني ذو الأصول البرازيلية الاستمرار في بافاريا، ليتحول من مجرد لاعب مميز إلى نجم الفريق الأول هذا الموسم، بعد تطوره على المستوى الخططي والبدني، وزيادة نضجه الكروي. ويُحسب لأنشيلوتي حصوله على أفضل نسخة ممكنة من اللاعب، منذ تصعيده إلى الفريق الأول في برشلونة أيام حقبة 2009 وما بعدها.

تياغو هو لاعب الوسط الصريح الذي يتحرك حول الدائرة، إنه الارتكاز المتكامل وفق قوانين التكتيك الجديد، لأنه قادرعلى شغل كافة مراكز المنتصف دون تعقيد أو تخصص، فهو يستطيع اللعب كريجستا أمام خط دفاعه، بسبب قدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، واستعماله لمهارته في القطع من الخلف إلى نصف ملعب الفريق الآخر. كذلك أجاد بشدة كلاعب وسط يحدد سرعة ونسق المباراة، ويتحكم في شكل هجوم فريقه، مع ربطه للدفاع والهجوم في المركز 6 بالملعب.

وخلال سنواته الأولى في برشلونة، لعب ألكانترا كبديل لكل من تشافي وإنيستا، لأنه يتألق في المركزين 6 و8، وبالتالي حصل على فرصة حقيقية للتألق بالقرب من ميسي ورفاقه، بسبب ميله إلى الاختراق المباشر، وربطه المستمر مع لاعبي الأجنحة هجوميا. وخلال الموسم الحالي صعد عدة خطوات للأمام، ليصبح صانع لعب حقيقي في المركز 10، أمام ثنائي الارتكاز وخلف ليفاندوفيسكي، ليظهر بشكل أفضل ويكون أكثر حسما أمام المرمى.

تؤكد الأرقام أن تياغو ساهم في 6 أهداف هذا الموسم بالبوندسليغا، بالإضافة إلى 4 أهداف في منافسات دوري الأبطال، بسبب قربه من مرمى المنافسين، وتبادله للمراكز مع زميله البولندي. ونتيجة ذكائه في التمركز والحركة، يخلق اللاعب الشاب الفراغ اللازم لانطلاقات أرين روبين في مركز الهجوم، هكذا هو صانع اللعب الحديث، نصف قوته بل أكثر في التحرك من دون الكرة.

رغم المستوى الكبير الذي يقدمه بايرن أخيرا إلا أن هناك عوامل أخرى تثير القلق، أهمها إمكانية اصطدامه بمنافس معقد في دوري الأبطال، خصوصا أتليتكو مدريد، النادي الإسباني الذي يمثل تحديا صعبا أمام كل الكبار، بسبب قوته الدفاعية وقدرته على التحول القاتل أثناء المرتدات، وعانى البافاري بشدة أمامه في مرحلة المجموعات، لذلك ستكون هذه المواجهة بمثابة الصدمة للجميع، لأنها أمام خصم من الصعب توقعه في مثل هذه المباريات.

عامل آخر أيضا يسبب المشاكل لجمهور البايرن يخص النجم توماس مولر، بسبب ابتعاده المستمر عن التشكيلة الأساسية، وانخفاض مستواه بشدة منذ فترة ليست بالقصيرة. ويعاني مولر من أداء سلبي على المستوى الشخصي، مع صعوبة تواجده كلاعب وسط متقدم أمام الارتكاز وخلف ليفا، وبالتالي لا تسعفه قدراته الفردية في التصرف بالكرة في المساحات الضيقة، لأن قوة هذا اللاعب في التمركز داخل الفراغ وخلفه لا استلام الكرة بداخله ومن ثم الربط مع لاعب آخر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا