برعاية

كتاب مفتوح | برشلونة وفينجر قصة حب لم تكتمل

كتاب مفتوح | برشلونة وفينجر قصة حب لم تكتمل

"عندما كنت رئيسًا، بعدما رحل لورينك سيرا فيرير في 2001، تفاوضنا مع آرسين فينجر من أجل تدريب الفريق، قابلت فينجر في باريس، كان حقًا يريد المجيء، ولكن رئيس آرسنال طلب منه أن يكمل عقده" .. خوان جاسبارت رئيس البارسا بين عامي 2000-2003

يعود تاريخ هذا التصريح الذي أدلى به نائب رئيس نادي برشلونة لمدة 22 عامًا إلى صيف عام 2010، حين استشهدت به الصحافة للرد على الموقف الذي اتخذه المدير الفني الفرنسي لنادي آرسنال "آرسين فينجر" بصرامته المعهودة أمام قرار التفريط في قائد الفريق النجم الإسباني "سيسك فابريجاس" والموافقة آنذاك على عرض فريقه القديم برشلونة لضمه والذي بلغ 35 مليون جنيه استرليني، على الرغم من سقوط كلمة "حنفي" في الصيف الموالي.

رغبة البلاوجرانا في فينجر منذ بداية الألفية لم تكن خفية على أحد، بل كانت أشبه بقصة الحب الصيفية التي لم ولن تعرف طريقها للاكتمال، تلك القصة التي تكون فيها كل الظروف مهيأة من أجل خطوة الارتباط الأبدي، ولكن في كل مرة تظهر عوائق وعقبات تمنعها من الحدوث، قصة حب جعلت بعض الصحفيين القدامى في الوقت الحالي يرشحون الأستاذ مجددًا للتواجد على مقاعد بدلاء الكامب نو بداية من الموسم القادم.

يا ترى كيف كان ليكون برشلونة إذا ما وافق آرسنال على ترك فينجر لهم؟ .. وكيف كانت لتكون مسيرة المدرب الفرنسي إذا ما ضحى ببعض من مبادئه وقام بفسخ عقده مع الجانرز -مع العلم أن فينجر لم يقم بفسخ أي عقد في تاريخه من قبل-  دعونا نتخيل سويًا سيناريو تولي آرسين فينجر بالفعل تدريب برشلونة سواء في 2001 أو خلال الفترة الحالية!

في البداية ربما كان فينجر نفسه محظوظًا بعدم اكتمال تلك الخطوة؛ لأن فترة رئاسة جاسبارت للبارسا كانت فترة قاتمة على النادي حيث لم يحقق أي لقب لمدة ثلاثة مواسم شهدت تولي ثلاثة مدربين للمهمة على رأسهم المزعج "لويس فان خال".

 فينجر ربما كان من المدربين القلائل في العالم حينها القادرين على انتشال برشلونة من وضعيته الصعبة وأزمة الإفلاس الشهيرة، فقد فعل مع آرسنال الشيء ذاته وحوّله لواحد من أغنى أندية العالم نتيجة بخله الشديد وعدم إنفاقه خلال سوق الانتقالات، برشلونة كان سيتيح لفينجر أكادمية شباب أفضل بكثير من أكادمية آرسنال في هذا الوقت، ففريق شباب اللاماسيا كان لتوه قد أخرج للفريق الأول لويس جارسيا تشابي وبويول، وكان يضم أسماء كتياجو موتا إنيستا آرتيتا رينا وفالديز جاهزين من أجل فقط فرصة، وبالطبع لا يوجد أفضل من الفرنسي فيما يتعلق بإعطاء تلك الفرص.

ربما العين الحكيمة والخبيرة لفينجر في اختيار المواهب الشابة كانت ستساعد البارسا كثيرًا في تلك المرحلة من خلال بناء جيل الإنجازات بصورة مبكرة، والاستفادة ولو حتى ماديًا فقط من بعض الأسماء التي ذهبت دون منفعة كفيرناندو نافارو وسيرجي جارسيا ولاعبين آخرين لم يحصلوا على الفرصة فرحلوا أو اعتزلوا.

على الصعيد التيكتيكي ومقارنة بالإيطالي "فابيو كابيلو" الذي كان على الطرف الآخر في المفاوضات ورفضت إدارة روما تركه هو الآخر، لا يوجد أي وجه للمقارنة، فينجر مدرب ضعيف فنيًا وجماهير آرسنال تعي هذا جيدًا، فهو لا يتمتع بابتكارية جوارديولا أو تحضير مورينيو أو حتى يستفيد من خبراته كما هو الحال مع أنشيلوتي ومن قبله فيرجسون، بل هو مدرب عاجز عن إنقاذ فريقه حين يحتاج تدخله، لا يستطيع قراءة المباريات والقيام بواجبه في الشوط الثاني، وفي اعتقادي الشخصي الموسم الماضي كان آخر فرصة أمام فينجر لتغيير تلك الصورة.

الانفصال يومًا ما دون شك كان سيواجه الطرفين ويكون هو النهاية المتوقعة لتلك القصة التي احتوت على الكثير من الفانتازيا المبررة، فبرشلونة نعم كان سيحصل على فريق للمستقبل بفضل فينجر الذي يجيد احتضان اللاعبين الصغار وإخراج أفضل ما لديهم، ولكن إدارته وجماهيره لا يتمتعون بالصبر الذي تحلت به إدارة آرسنال وجماهيره.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا