برعاية

ناينغولان على خطى فيدال.. عودة لاعب "البوكس" إلى القمة

ناينغولان على خطى فيدال.. عودة لاعب "البوكس" إلى القمة

"لا أحب يوفنتوس ولا أستمتع أبداً حينما أشاهدهم، يفوزون في معظم المباريات بضربات الجزاء أو بالركلات الحرة، لذلك أجد نفسي ضدهم باستمرار"، لم يجد رادجا ناينغولان أي جواب دبلوماسي عند سؤاله عن منافس فريقه الرئيسي بالبطولة الإيطالية، ليعترف علانية بأنه يمقت الخصم اللدود، ولا يفكر أبداً في حمل قمصانه مهما حدث. ولم يكتف البلجيكي بتصريحاته المحلية، ليرفض عرض تشيلسي اللندني ويواصل في العاصمة، كأحد مشجعي هذا النادي قبل أن يكون لاعباً بين صفوفه.

حصل ناينغولان على صيت إعلامي كبير قبل بداية الموسم بسبب آرائه خارج المستطيل، لكنه أجبر الجميع على احترامه منذ بدايات العام الجديد، بسبب المستوى المميز الذي قدمه مع روما، بعد تغيير سباليتي لخططه من 4-3-3 إلى 3-4-2-1. واستحق اللاعب نجومية شهر فبراير وفق تقدير مواقع الإحصاءات، بعد تسجيله 5 أهداف وصناعته لهدف، مع 12 تسديدة على المرمى خلال أربع مباريات محلية بالدوري.

رادجا هو لاعب "البوكس تو بوكس" وفق معايير التكتيك، خط الوسط الذي يدافع ويهاجم في آن واحد. لاعب تجده أمام الدفاع يقطع الكرات، ثم ينطلق بالكرة إلى الأمام، يمرر ويراوغ ويسدد، ويتحرك باستمرار في القنوات الدفاعية بين الأظهرة ولاعبي الوسط للفريق المنافس. سابقاً كان روي كين أسطورة اليونايتد واحداً من أبرز أساتذة هذا المركز، وخلال السنوات الأخيرة نال أرتورو فيدال هذا الشرف، لينافسه مؤخراً متوسط ميدان روما، بأرقام استثنائية وأداء مذهل.

يسجل "البوكس" أهدافاً غزيرة في الكرة، بسبب قوة تسديداته واندفاعه دون خوف. يبدأ الهجمة في نصف ملعبه، ثم ينطلق من دون الكرة إلى منطقة الجزاء وما حولها، ويستفيد من ميزة الحركة المستمرة ليحصل على أماكن خطيرة بالقرب من المرمى. ومع تقدمه خطوات بعيداً عن المنتصف، زادت الفعالية الهجومية بسبب تضاعف عدد التسديدات، والتمركز في المركز 10 بالملعب، خلف المهاجم الرئيسي مباشرة.

حقق يوفنتوس بطولات عديدة داخل إيطاليا رفقة أنطونيو كونتي، مع خطة لعب 3-5-2 بتواجد ثنائي هجومي وثالوث دفاعي، وبينهما خماسي بالمنتصف، يبدأ بالظهيرين على الأطراف، وينتهي بمثلث الإجادة في خط الوسط. حصل وقتها بيرلو على دور الريجستا، لاعب الوسط الصانع من الخلف، بينما يصعد ماركيزيو باستمرار تجاه الثلث الأخير، ويلعب فيدال كلاعب وسط دفاعي وهجومي في آن واحد، ونجح الشيلي بامتياز بسبب لياقته الحديدية واندفاعه البدني.

يمتلك ناينغولان قدرات قريبة من اللاتيني، وتم توظيفه بشكل آخر خلال السنوات الماضية لكن داخل نفس الإطار، بسبب طرق اللعب المختلفة من مكان لآخر. في بلجيكا على سبيل المثال، يلعب المنتخب في أغلب المباريات برسم 4-2-3-1، ويشارك اللاعب كارتكاز مساند في المطلق، بجواره لاعب آخر يغطي خلفه، يصعد إلى الأمام لمساندة الهجوم ويعود إلى مناطقه، لغلق الفراغات في وبين الخطوط، بالتحديد أمام منطقة جزاء فريقه.

بينما في روما راهن سباليتي كثيراً على 4-3-3، يتواجد دي روسي أمام خط الدفاع بمفرده، وأمامه ناينغولان كلاعب وسط مساند، بتوظيف قريب من منتخب بلاده، ويحصل بيانيتش على دور الكل في الكل، لاعب الوسط في المركز 8، يمرر ويصنع ويسجل هجومياً، وبعد رحيل البوسني إلى يوفنتوس، تغير كل شيء في العاصمة، حتى قام لوتشيانو بتعديل أوراقه خلال فترة التوقف الشتوية، لنرى ناينغولان آخر تماماً.

المقارنة بين فيدال وناينغولان مستمرة دون توقف، لا يرتبط الأمر فقط بتشابه صفات اللاعبين، وانطلاقتهما الحقيقية في الكالتشيو الإيطالي، لكن أيضاً لطبيعة التطور الخططي المغاير من فترة إلى أخرى. وبالعودة إلى فترة تألق منتخب شيلي رفقة جورجي سامباولي، وقتها لعب المدرب الأرجنتيني الذي يتولى تدريب إشبيلية حالياً بطريقة قريبة من 3-3-1-3، بعودة مارسيلو دياز بين قلبي الدفاع ميديل وغونزاليز، من أجل بناء سريع للهجمة من الخلف.

وحصل أرانغويز على دور "البوكس" كلاعب محوري بين الدفاع والهجوم، بالقرب من الظهيرين مينا وإيسلا، بينما صعد فيدال للأمام كرقم 10 صريح، خلف ثلاثي الهجوم سانشيز، فالديفيا، وفارغاس. يتحرك فالديفيا كمهاجم وهمي، ليسمح لثنائي الأطراف ولاعب الوسط المتقدم بالدخول إلى منطقة الجزاء، وخلق كثافة عددية وتفوق نوعي في أهم مناطق الهجوم بالملعب، هكذا كانت طريقة لعب المنتخب الأنجح في أميركا الجنوبية خلال السنوات الماضية.

أدت هذه التغيرات في مكان فيدال داخل الملعب إلى نجاعة أكبر، صحيح أن اللاعب يحافظ على نفسه وطريقته، لكنه أصبح أقرب لمنطقة العمليات، ليسدد ويسجل ويصنع خطورة أوضح، وبالتالي تألق كصانع لعب مباشر خلف لاعبي الهجوم، لا يمرر بنفس جودة أقرانه، لكنه يتفوق عليهم على مستوى النجاعة والتأثير التهديفي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا