برعاية

بعد إصابة توريس..."ارتجاج الدماغ" في كرة القدم خطر

بعد إصابة توريس..."ارتجاج الدماغ" في كرة القدم خطر

تعرض النجم الإسباني فرناندو توريس أمس لإصابة خطيرة في الرأس أفقدته وعيه ونقل على إثرها إلى المستشفى للمعالجة، هذه الإصابة لسست عادية ولا يمكن أن تمر هكذا من دون مراقبة، لأن إصابات الرأس قد ينتج عنها "ارتجاج دماغي" خطير قادر على إنهاء حياة أي لاعب كرة قدم أو رياضي.

تُعتبر كرة القدم من الألعاب البدنية التي يحدث فيها احتكاكات بين اللاعبين على أرض الملعب، هذه الاحتكاكات ليست محصورة بالقدم أو الجسد، لأنها أحياناً تصيب الرأس وتُسبب إصابات خطيرة قد تصل إلى حد الارتجاج الدماغي بحسب قوة الضربة ومكان الإصابة.

لكن مهلاً هل قوة الضربة أو مكان الإصابة هما السبب الوحيد وراء "الارتجاج الدماغي"؟ بحسب الدراسات الأميركية الرياضية التي أجريت على لعبة "كرة القدم الأميركية" فإن الإصابة تتفاقم بعد الضربة، لأن الإصابة تكمن في مرحلة العلاج التي يُستخف بأهميتها أحياناً.

ماذا يحدث بعد ضربة الرأس؟

ترتطم القدم بالرأس أو ضربة باليد على الوجه. اصطدام الرأس بالرأس بشكل قوي ومباشر. سقوط على الأرض ثم نهوض ومعالجة طبية. أو فقدان للوعي وانتقال إلى المستشفى. الخطورة الكبيرة تكمن في الشق الأخير من الإصابة وهو فقدان الوعي بشكل كامل.

"يشعر المصاب بضربات الرأس بأنه في عالم آخر لثوان معدودة، القرارات التي تأتي بعد هذه الثواني هي الخط الفاصل بين الإصابة الخطيرة والتعافي"، بهذه الكلمات يُعرف دكتور جورج شيامباس المسؤول الطبي في المنتخب الأميركي لكرة القدم، إصابات الرأس في الملعب.

"مرحلة العلاج بعد ضربة الرأس تبدأ من الملعب مباشرةً، حيثُ يوجد بروتوكول خاص يجب اتباعه لكيلا يدخل اللاعب في "ارتجاج دماغي" غير ظاهر، وفي حال كانت الضربة قوية أو خفيفة لا يجب أن يُستهان بها من الجهاز الطبي المشرف، لأن أي ضربة رأس مهام كانت قوتها قادرة على تحريك الدماغ في الجمجمة، وهذا بحد ذاته خطر كبير"، يقول دكتور شيامباس.

بعد إصابة لاعب كرة القدم في رأسه، يجب إخراجه من الملعب فوراً وحتى لو أصر على متابعة اللقاء، لأنه في هذه الحالة لا يعرف حجم الضربة التي أصابت رأسه ولا يجب أن يتواجد في الملعب، والكثير من اللاعبين يقررون المتابعة وفجأة يسقطون في الأرض بعد دقائق، وبحسب مركز "السيطرة على الأمراض والوقاية منها" المعروف بـ "CDC" في أميركا، نسبة "الارتجاج الدماغي" في كرة القدم ارتفعت بنسبة 3% في السنوات الأخيرة، والسبب هو عدم تشخيص الحالة جيداً عند حدوثها.

عندما يتعرض أي لاعب لضربة رأس يجب اتباع بروتوكول خاص وتشخيص إن كان المريض يعاني من هذه العوارض: دوخة، عدم ثبات، ارتباك، صداع في الرأس، غثيان، ويمكن سؤال اللاعب المصاب عن النتيجة أو آخر حركة قام بها في الملعب، وبذلك يمكن معرفة مدى خطورة الإصابة.

وحتى بعد الإصابة لا يمكن الكشف عن عوارض "الارتجاج الدماغي" سريعاً، إذ يمكن لأي لاعب بعد أن يغادر الملعب، تتغير حالته النفسية والذهنية وتظهر عوارض غضب وتوتر وعدم توازن في التصرفات خصوصاً مع العائلة والأصدقاء. وفي حال ظهرت هذه العوارض بعد الضربة، يجب الاستعانة بطبيب مختص مباشرةً. والأهم منع اللاعب من العودة إلى الملعب قبل الحصول على إذن طبي.

مرحلة العلاج والعودة إلى الملعب

يُشير دكتور ستيفن إريكسون المدير الطبي لمركز "بانر" للارتجاج الدماغي والطب الرياضي، إلى أن معظم الأطباء في عالم الرياضة يعتبرون أن عوارض "الارتجاج الدماغي" تُختصر بالدوخة، عدم ثبات، ارتباك، صداع في الرأس والغثيان، لكن هناك عوارض أخرى خطيرة لا تظهر مباشرةً ويجب علاجها مثل القدرة على التعلم والمعرفة، اضطرابات في النوم وضرر في وظائف العقل وهو ما يُعرف بالعوارض العصبية أي" neurological symptoms".

تبدأ مرحلة العلاج المختص عبر إجراء اختبارات للنظر والقدرة على استيعاب المعلومات، بالإضافة إلى جلسات على جهاز "الحاسوب" لمعرفة القدرة النظرية عند المصاب. وعامل العودة إلى الملعب لا يكون مرتبطا بالوقت الذي يرتاح فيه المريض، بل مرتبطا بانخفاض نسبة العوارض التي كان يعاني منها مع بداية الإصابة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا