برعاية

كاسيميرو ورفاقه.. عودة قوية للاعب الارتكاز الكلاسيكي هذا الموسم

كاسيميرو ورفاقه.. عودة قوية للاعب الارتكاز الكلاسيكي هذا الموسم

أضاع ريال مدريد نقطتين في سباق المنافسة على لقب الليغا هذا الموسم، بعد تعادله أمام لاس بالماس بالبرنابيو. وشهدت المباراة استبعاد كاسيميرو بناء على قرار فني من المدرب زيدان، لتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بعد المباراة، مع حالات انتقاد كبيرة للمدير الفني لوضع لاعب الارتكاز خارج القائمة، في إشارة واضحة على اتجاه الذوق الجماهيري لتقدير لاعبي الوسط الذين يمتازون بالقوة والصلابة في أدائهم، وكأن هذه الصفة أصبحت الشعار الرئيسي لأصحاب هذا المركز.

يُحسب لرافا بينيتيز أنه أول رجل في مدريد يضع كامل ثقته في كاسيميرو، لكن ضغوط الإدارة وضعف شخصية المدرب بالنسبة لناد كبير بحجم الملكي، كلها أمور أجلت تألق اللاعب البرازيلي في الملاعب الإسبانية، حتى قدوم زيدان وتوليه المهمة رسميا. الفرنسي نجم أسطوري له قاعدة جماهيرية عملاقة، لذلك فرض وجهة نظره على الجميع، ووضع كارلوس هنريكي كاسيميرو كلاعب ارتكاز أمام خط الدفاع.

يعاني اللاعب اللاتيني من عيوب واضحة على مستوى بناء الهجمة وخلق زوايا التمرير، ويُجبر دائما زميله كروس على العودة إلى نصف ملعبه من أجل استلام الكرة بنفسه، وبالتالي يعاني الريال بعض الشيء أمام الفرق التي تضغط وتقلل الفراغات، كما حدث أمام فياريال في المدريغال، لقد كانت واحدة من أقل مباريات كاسيميرو، بسبب طبيعة لعب الفريق المنافس التي تملأ المنتصف بأكثر من لاعب، وتجبرك باستمرار على اللجوء إلى الحل الفردي.

ورغم مشاكل لاعب الارتكاز المذكورة سلفا إلا أنه مفيد للغاية داخل تكتيك زيدان، لأن الريال يعتمد بشكل شبه رئيسي على العرضيات، لذلك تزيد أهمية الظهيرين بشدة، ويصعد كل من كارفخال ومارسيلو إلى الأمام في معظم فترات اللعب، لتأتي أهمية كاسيميرو على مستوى الدفاع، في التغطية خلف زملائه وقطع الكرات قبل وصولها إلى الدفاع. إنه يقوم بدور قريب من ماكيليلي قديما، بالتركيز على الشق الخلفي واللعب كليبرو لخط الوسط.

والشيء اللافت للانتباه هذا الموسم تطور كاسيميرو هجوميا في بعض الأمور، كزيادته العددية خلف كروس ومودريتش، ونجاحه في تسديد كرات بعيدة المدى، كهدفه في الأبطال أمام نابولي، مع تطور طفيف على مستوى لعب الكرات القطرية من العمق إلى الأطراف، ليحصل على مكان أساسي في تشكيلة الريال، ويعالج جزءاً من هفواته بعد نيله ثقة الجميع من إدارة وجهاز وجمهور.

خطف أمادو دياوارا الأضواء بالكالتشيو الموسم الماضي رفقة نابولي، لتتصارع عليه أندية إيطاليا ويخطفه نابولي في النهاية. ورغم أنه لم يشارك كثيرا في بداية الموسم، إلا أنه نال ثقة ساري مع الوقت، ليراهن عليه فيما بعد على حساب آلان، ويعتمد عليه في مباريات الشامبيونزليغ، في دلالة أخرى على عودة اللاعب السريع القوي في خانة الارتكاز، من ينجح في مهامه الدفاعية قبل التفكير في إيجاد الحل الهجومي.

يركز ماوريزيو في خططه على البناء من الخلف، ويعطي تعليمات خاصة للاعبيه أثناء التدريبات، بضرورة عدم تشتيت الكرات من الخلف، والثقة المفرطة في التمرير أمام مرماهم، مع تحركات مستمرة في وبين الخطوط، حتى تحن اللحظة المنافسة لضرب خطوط المنافس، بتمريرة طولية مفاجأة بعد فاصل من التمريرات العرضية بين لاعبي الخط الخلفي، لذلك يعتمد الإيطالي دائما على المدافع الممرر في خطة 4-3-3.

ونتيجة قوة المدافعين في التمرير من الخلف، مع وجود هامسيك المتحرك باستمرار في نصف ملعب الخصم، بالإضافة إلى البولندي زيلينسكي صاحب البصمة الواضحة على مستوى التمركز بالكرة ومن دونها، يقوم دياوارا بالدور الدفاعي كاملا في الوسط، من خلال العرقلة والافتكاك والقطع وارتكاب المخالفات المشروعة، خصوصا مع وجود لاعبين آخرين يجيدون أداء بقية عناصر الهجمة عند الاستحواذ.

يمتاز اللاعب الشاب بإمكانية التعلم وقابلية التطور، ويتحسن مستواه من مباراة لأخرى، ليحتفظ بالكرة تحت الضغط ويمر من اللاعبين مستخدما سرعته، لتصبح مهمة ساري في تحويله من مجرد لاعب ارتكاز دفاعي إلى لاعب "بوكس"، يحرث الملعب دفاعا وهجوما، ويتقدم إلى الثلث الأخير من أجل الاختراق والتسجيل.

يقول ديل بوسكي في حوار تكتيكي قديم عن أهمية خطة 4-2-3-1، "إن المنطقة الموجودة بين الدفاع والوسط تعتبر مقدسة لأي مدير فني، لأن إغلاق كافة المنافذ والطرق أمام الرباعي الخلفي يساعد في وصول الفريق إلى بر الأمان، لذلك كانت الحاجة إلى ثنائي محوري ضرورية في كرة القدم الحديثة". ومنذ مونديال 2010، تلعب فرق عديدة بطريقة ثنائي المحور في منطقة الارتكاز، حتى قل استخدام هذا الرسم بالسنوات الأخيرة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا