برعاية

ما بعد المباراة | لماذا انهار ليفربول؟ وهال يجني ثمار مشروعه

ما بعد المباراة | لماذا انهار ليفربول؟ وهال يجني ثمار مشروعه

تحليل فني شامل لأبرز إيجابيات وسلبيات موقعة النمور ضد الريدز

تجرع ليفربول من مرارة الهزيمة على يد مضيفه هال سيتي بهدفين نظيفين، في واحدة من مباريات الأسبوع الـ24 للدوري الإنجليزي الممتاز، ليفشل الريدز في استعادة نغمة الانتصارات للمباراة الخامسة على التوالي، غير أن حظوظه في المنافسة على اللقب منذ أكثر من عقدين ونصف من الزمان، تقلصت أكثر من أي وقت مضى، باتساع الفارق مع المتصدر تشيلسي لـ13 نقطة كاملة.

المباراة حفلت بالعديد من اللقطات والفرص وكذلك الملاحظات على أداء الفريقين نسردها معًا فيما يلي.. 

 ليفربول | هبوط جماعي في مستوى اللاعبين

لا أجد تفسيرًا للهبوط الحاد في مستوى أكثر من نصف لاعبي ليفربول، شخصيًا لا أقتنع بفكرة تأثر فريق بأكمله بغياب لاعب بعينه إلا في حالات شاذة مثل ميسي أو رونالدو وآخرون يُمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة، مع ذلك انتظرت عودة الأمور إلى نصابها الصحيح، بعد عودة ساديو ماني من البطولة الأفريقية، لكن على أرض الواقع، لم يتغير أي شيء، باستثناء النشاط الذي يُحدثه الدولي السنغالي في الثلث الأخير من الملعب، كما فعل أمام تشيلسي بعد مشاركته كبديل في مباراة الثلاثاء الماضي، وأيضًا تكرر نفس الأمر اليوم، لكن المحصلة النهائية "صفر" لكلوب وفريقه.

بالنظر إلى أداء جُل لاعبي ليفربول، سنُلاحظ هبوط جماعي في مستوى اللاعبين، ويأتي في الطليعة البرازيلي "كوتينيو"، الذي تراجع مستواه بشكل صادم منذ عودته من إصابته الأخيرة، فهذا ليس كوتينيو الساحر، الذي كان يصنع الفارق بمهارته واحتفاظه بالكرة من جهة اليسار، مع تنوع الحلول سواء بالتمرير أو بتصويباته الصاروخية، الآن نُشاهد نسخة "تقيلد" من صاحب الـ24 عامًا، حتى من خلال مشاهدتي له، أشعر في كثير من الأوقات أنه غير قادر على الوقوف على قدميه. فكيف سيُخرج سحره المعروف عنه؟ بالتأكيد الأمر يبدو صعبًا عليه، وعذره الوحيد أنه ما زال بحاجة لبعض المباريات كي يستعيد كامل لياقته ومستواه الذي جعله هدفًا لبرشلونة.

كذلك، فيرمينو ليس أفضل حالاً من مواطنه الذي يمر بمرحلة صعبة، فهو الآخر لا يُقدم آي شيء في الثلث الأخير من الملعب، وفي كثير من الأوقات تشعر وكأنه غير متواجد على أرض الملعب، والسبب وراء ذلك، هو إقحامه من قبل يورجن كلوب في مركز المهاجم الصريح. فيرمينو في بعض الأوقات يؤدي بشكل مطلوب، لكن عندما يواجه ليفربول فرق كبيرة تُبادله الهجوم، لكن أمام الفرق المتوسطة والصغيرة التي تُقاتل من أجل البقاء، لا تجد أي دور لفيرمينو، وهذا بسبب التكتلات الدفاعية، التي تحتاج لرأس حربة حقيقي، بإمكانه "هد" المدافعين ولديه مقاومات المهاجم القادر على الاستلام تحت ضغط ويعرف كيف يتمركز داخل منطقة الجزاء، لكن فيرمينو يمتاز بالمراوغات والانطلاقات ووجه للمرمى على الأطراف، وأيضًا يُمكن الاعتماد عليه كمهاجم متأخر للاستفادة منه داخل منطقة الجزاء لعمل زيادة عددية... أما كرأس حربة.. فلا تنتظر منه أي شيء إلا في حالات نادرة كما فعل أمام سوانسي عندما بصم على هدفين.

على ذكر الهبوط الجماعي.. هل هذا آدم لالانا الذي كان يفعل كل شيء وقت غياب كوتينيو؟ أيضًا جوردان هيندرسون.. ماذا أصابه هو الآخر؟ والمصيبة الأعظم تكمن في قلبي الدفاع لوكاس ليفا وجويل ماتيب، وخصوصًا الأخير التي يرتكب هفوات ساذجة لا تؤهله حتى للعب في فريق ناشط في دوري القسم الأول الإنجليزي، وبالنسبة للوكاس ليفا، فهو مغلوب على أمره، ولا يلعب إلا في حالات نادرة، وعندما يُعطيه كلوب الفرصة، يُشركه في مركز قلب الدفاع، وبالنظر إلى تقدمه في السن، مع تأثر لياقته بسلسلة الإصابات التي أبعدته أشهر طويلة على مدار المواسم الأربع الماضية، نجد أنه غير قادر على شغل هذا المركز، بالذات عندما يواجه ليفربول فرق لديها مهاجمين يمتازون بالسرعة والقوة، مثل هال سيتي الذي فاجأ ليفربول بالمكوك السنغالي عمر نيازي، الذي وضح فارق السرعة الكبير بينه وبين ماتيت وليفا على حد سواء، لذا يُمكن القول أن كلوب بدأ يُقامر بفريقه، أو بمعنى آخر.. لا يُعطي الاحترام اللازم لمنافسيه، وهذا كلفه كثيرًا في الأسابيع الماضية، بالرغم من أنه كان أمامه فرصة لتدعيم صفوفه ببعض اللاعبين، كي يعود للمنافسة على اللقب قبل فوات الآوان.

معروف لدى الجميع أن كلوب يلعب بطريقته المُفضلة 4-2-3-1، لكنه في الشوط الثاني أجرى تعديلات غير مفهومة على طريقته، وحقًا لا أعرف إذا كان حّولها إلى 4-5-1 أو 4-4-2، وهذا بسبب العشوائية المبالغ فيها من لاعبي ليفربول، في بعض الأوقات كنت أشاهد لالانا وبجانبه كوتينيو على الرواق الأيسر، وأمامهما ميلنر يطلب الكرة لإرسال إحدى عرضياته غير المُتقنة، وفي اليمين كنت أشاهد ماني وفيرمينو وأمامهما كلاين، وفي تلك الأثناء يكون ستوريدج بمفرده داخل منطقة الجزاء ومُحاصر من ثلاثة مدافعين على أقل تقدير، حتى تسلل لي شعور أن المباراة لو استمرت ليوم كامل، ستنتهي بنفس النتيجة، بعد اكتفاء هال سيتي بثنائيته، والشاهد على ذلك.. أن هناك أشياء كثيرة خطأ في ليفربول، أهمها فقدان الفريق لخدمات رأس الحربة الصريح القادر على صُنع الفارق في الأوقات الصعبة، كما يفعل دييجو كوشتا مع تشيلسي أو زلاتان إبراهيموفيتش مع اليونايتد.

النقطة السلبية الأكثر وضوح، هي عدم تعلم وسط ودفاع ليفربول من أخطاء المباريات السابقة، واليوم استقبل الفريق هدفًا من هجمة معاكسة، كما حدث في المباريات الأخيرة، وهذا سببه الأول تواضع مستوى هيندرسون الذي لا يُغطي الأطراف عندما يتقدم ميلنر أو كلاين إلى الأمام، ويتشارك معه في مسؤولية الأهداف التي تأتي من الهجوم المعاكس، المدافع الكاميروني جويل ماتيب، الضعيف جدًا في قراءة أفكار خصومه، لذا قبل أي شيء، يجب على كلوب إيجاد حل لهذه المشكلة ... إذا كان لديه رغبة حقيقية في الحفاظ على المركز الرابع لنهاية الموسم.

هال سيتي | المشروع يتحدث عن نفسه

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا