برعاية

رغم الخروج المذل للمنتخب ... «البناء» على الايجابيات مطلوب والمحاسبة ضروريّة

رغم الخروج المذل للمنتخب  ... «البناء» على الايجابيات مطلوب والمحاسبة ضروريّة

مازالت عاصفة الغضب مستمرّة جرّاء هذه صّدمة الانسحاب من ال»كان» لكن ذلك لا ينبغي أن تعمى العيون عن النّقاط الايجابيّة التي برزت للعيان في مشاركتنا الافريقيّة. ولا يختلف عاقلان حول مواطن الخلل في المنتخب الذي يعاني أزمة كبيرة في الدّفاع لكن المشاكل التي تعيشها منطقتنا الخلفية، والتي كانت على رأس العوامل المتسبّبة في خروجنا لا تحجب أبدا الخصال الجيّدة في هذا الجيل الذي يحمل آمال التونسيين في تصفيات المونديال، وهو الحلم الأكبر لجمهور الـ»نّسور». وقد اجتمعت في هذا الفريق عدّة صفات ايجابيّة، وقابلة للتحسّن منها النّزعة الهجوميّة الواضحة، والقدرة على صناعة اللّعب، والإستحواذ على الكرة، ويملك الفريق بشهادة الملاحظين عدّة عناصر قادرة على صنع الفارق بفضل مهاراتها الفنيّة الممتازة خاصّة عندما ينتظم مردودهم، ويتوّفر التأطير اللازم، والتوجيه السليم. والكلام بالأساس عن الاكتشاف السّار نعيم السليتي، ويوسف المساكني، ووهبي الخزري...

لو تأملنا في التركيبة الحالية للمنتخب سنلاحظ منذ الوهلة الأولى أنّه يضمّ في صفوفه فيلقا من العناصر الذين يتّقدون شبابا، وحماسا، وأمامهم هامش كبير لتطوير أدائهم، وبلوغ ذروة التألق مع المنتخب أمثال النقاز، وبن عمر، والفرجاني، والسليتي، والخنيسي، (كلّهم من مواليد عام 92) إضافة إلى الخزري (من مواليد سنة 91)... وغيرهم كثير من العناصر الشابة الموجودة في التشكيلة الأساسية، أوالإحتياطية، أوأيضا تلك التي لم تشارك في الـ»كان»، وتنتظر فرصتها في المستقبل القريب. وتلتقي حيوية هؤلاء مع الخبرة الواسعة لعدّة لاعبين آخرين مثل المساكني الذي نضجت تجربته الدولية علاوة على أيمن المثلوثي الذين برهن في «كان» الغابون أنّه قائد مثال، وسدّ عال شرط أن يحترم حدوده، ولا يتجاوز صلاحياته...

يفرض المنطق أن تقوم الجامعة بالتّنسيق مع الإطار الفني بإجراء تقييم شامل لمشاركة الـ»نسور» في «كان» الغابون. ومن المرفوض أن لا يكون هذا التقييم شكليا كما جرت العادة، وأن لا يكون الغرض منه اختلاق الأعذار لتبرير الفشل، وتبرئة طرف، ومسح الإخفاق على قميص طرف آخر. ذلك أن المسؤولية مشتركة، ويتحمّلها مكتب الجريء، ومعه «كاسبرجاك»، ومساعده حاتم الميساوي، والمدير الفني يوسف الزواوي علاوة على اللاعبين، والطبيب، والمعد البدني، وكلّ شخص معني بالفريق أو»حشر» نفسه في هذه المغامرة القاريّة التي يجب أن نشخّص على إثرها العلل قبل أن نواصل البناء استعدادا لمعركة تكسير العظام أمام «الفهود» الكونغولية، وهي خصمنا المباشر، والأقوى في تصفيات المونديال. وستخوض تونس مواجهة مكرّرة، وحاسمة أمام الكونغو الديمقراطيّة (في موفّى أوت، ومطلع سبتمبر 2017). وسيصطدم المنتخب قبل ذلك بـ»الفراعنة» على أرض تونس في إطار التصفيات المؤهلة لـ»كان» 2019 في الكامرون، وستدور هذه القمّة العربية السّاخنة في شهر جوان القادم. ومن المعلوم أن تونس وقعت في مجموعة تضمّ مصر، وسوازيلند، والنيجر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا