برعاية

ما بعد المباراة | نجحت مصر بعدما مرت من عنق الزجاجة، ورونار قام بفعلة عجيبة!

ما بعد المباراة | نجحت مصر بعدما مرت من عنق الزجاجة، ورونار قام بفعلة عجيبة!

تحليل انتصار الفراعنة على أسود أطلس وفك عقدة استمرت لـ31 عامًا...

أصاب ماس كربائي عقدة دامت لـ31 عامًا من المغرب تجاه مصر وذلك بعدما تمكن محمود عبد المنعم كهربا من تسجيل هدفٍ قاتلٍ في شباك أسود أطلس ليعبر بالفراعنة للدور نصف النهائي من كأس أمم أفريقيا.

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء ...

مصر | نجحوا بعدما مرّوا من عنق الزجاجة 

■  بدأ منتخب مصر بثقة واضحة فكانت الأفضلية له في الثلث الأول من الشوط الأول تمكن فيها من صناعة فرصتين خطيرتين وكلتا الكرتين جاءتا من عرضيتين احداهما ثابتة والأخرى متحركة.

أفضلية مصر في البداية جاءت من ضغطهما من الطرف الذي يتمركز فيه حمزة منديل وذلك بفضل التواصل بين المحمدي وصلاح وواحد من عبد الله السعيد أو أحمد فتحي.

لكن فجأة باتت مصر تحاول كثيرًا من العمق وتزامن ذلك مع عيب خطير جدًا لطارق حامد وأحمد فتحي في التمرير، ألا وهو التمرير لعبد الله السعيد أيًا كان الضغط الذي يتعرض له قبل التمرير له. لم يستطع عبد الله مع أرض ملعب كهذه أن يتخلص من الضاغطين عليه مع قوة هذا الضغط خصوصًا من كريم الأحمدي لذلك فقد الفراعنة كرات كثيرة في منتصف الملعب بفعل الضغط المغربي وهو ما صعب من الأمور في الفترات التالية من المباراة.

ومع عدم قدرة كريم حافظ على الخروج بالكرة مع تريزيجيه باتت مصر محاصرة في أوقات كثيرة.

■  رغم ذلك استمر قلبا دفاع مصر في مستواهما الرائع طيلة الشوط الأول فيما عدا لقطة وحيدة فقد فيها حجازي تركيزه للحظة فمرت الكرة من جبهته كاد فيها النصيري أن يسجل هدف التقدم للمغاربة.

تعامُل قلبي دفاع مصر مع الكرات الطويلة المغربية كان ممتازًا وكانا قادرين على كبح جماح أغلب مشاريع الهجمات عن طريق هذا الأسلوب وبددون فلسفة كبيرة.

■  مشاكل مصر ظهرت في الشوط الثاني بشكل أوضح، فبعد ضياع فرصة محمد صلاح تم دحر خط الوسط المصري بشكل واضح وذلك بعد تراجع المردود البدني لبعض العناصر في مقدمتها محمد صلاح الذي لم يعد قادرًا على التراجع والدفاع كما ازداد الضغط على كريم حافظ من جانب نبيل درار ليبدأ البعض في التفكير عما إذا كان قد ظلم محمد النني والذي كان يركض كثيرًا وباستمرار لتضييق المساحات على الفريق المنافس بينما ظهرت مصر غير قادرة على إغلاق كل هذه المساحات المفتوحة.

والحقيقة أنه ليس شرطًا أن يكون النني سببًا في ظهور هذه المساحات فهناك عوامل أخرى كالمردود البدني المميز للاعبي المغرب واضغطهم الكبير وكذلك لظهور نية هجومية أكبر لدى مصر في المباراة عن المباريات الماضية، لكني في نفس الوقت أستغرب ممن يقولون أنه ظهر وأن مصر ليست بحاجة للنني، فالحقيقة أن وسط الملعب اليوم كان أقل من أي مباراة .. نعم ليس بالضرورة كما ذكرت، لكن مباراة اليوم هي آخر مباراة يمكن بها التدليل على أن مصر بخير بدون النني!

■  تحرّك هيكتور كوبر -وهي ليست مرته الأولى التي يتحرك فيها بما يلزم- واختار الثغرة الكبرى -وليست الوحيدة- لمصر في المباراة ليخرج اليافع كريم حافظ ويعيد أحمد فتحي إلى الجانب الأيسر في محاولة لإيقاف هذا القطار المسمى بنبيل درار.

صحيح أن فتحي لم يوقفه بشكل كامل لكنه قلل من خطورته إلى حدٍ بعيد بينما تكفل حجازي وجبر بالباقي من عرضياته.

كوبر خاطر دفاعيًا بعبد الله السعيد ليكون لاعب محوري لكن هذا التبديل كان بمثابة استعادة عبد الله في المباراة، فأخيرًا بات العقل المفكر لمصر يلعب ووجهه لمرمى المنافس بعد أن قضى الشوط الأول كله يلعب بظهره وسط ضغط كبير من كريم الأحمدي ومبارك بوصوفة.

سيطرة عبد السعيد على النسق عادل الكفة إلى حدٍ بعيد بين الفريقين بل وتفوقت مصر بعد ذلك بسبب خطأ قاتل وقع فيه هيرفي رونار سأتناوله في الجزء الخاص بالمغرب.

هذه المرة قاوم كوبر ضغط المنافس بالهجوم وليس بتأمين الدفاع أكثر وهو رهان ربحه هذه المرة كما ربح الرهان الدفاعي من قبل.

■  مباراة اليوم ظهر فيها وأن المنتخب المصري بحاجة إكثر إلى استغلال الفرص .. صحيح أن المغرب أضاعت فرصًا أكثر، لكن في كل شوط كانت فرص مصر هي الأبكر وكان بإمكان استغلال الفرص كما حدث مع مباراة غانا وربما وقتها كانت الأمور لتكون أفضل ولم يكن الفريق ليتعرض لكل هذه الضغوط في الشوط الثاني.

■  للمرة الثالثة على الأقل يكرر عبد الله السعيد ومحمد صلاح لعبتهما الساقطة من فوق الحائط البشري .. للمرة الثالثة يمررها عبد الله السعيد ببراعة، وللمرة الثالثة لا يتعامل معها محمد صلاح بالشكل الأمثل .. أتصور أن كرات مثل هذه يلزم تسديدها أرضية فالحارس يكون كل تركيزه بالأعلى بينما لعبها أرضية أو منخفضة الارتفاع من شأنها أن تضاعف من فرص نجاحها .. ربما كذلك يمكن الاستعانة بلاعب آخر بدلًا من صلاح فربما يكون موفقًا عنه.

■ في المقابل لم تظهر فائدة كبيرة لتبديل مروان محسن بكوكا، فالأخير مازال غير قادر على مجاراة النسق والدخول في الأجواء لكن الأغرب هي الطريقة التي يركض بها دائمًا فتشعر وأنه يوفر مجهوده لوقت قادم لا تفهم متى سيحدث، فحتى عندما يشترك كبديل لا يحاول الضغط كثيرًا على حامل الكرة ويكتفي بالركض الخفيف العامد لتوزيع المجهود وكأن المباراة تُلعب في 4 ساعات!

فائدة كوكا الوحيدة في ظل عدم لعب مصر بهجوم ضاغط أو ما شابه هي في الكرات الرأسية .. أتحدث فقط عن الكرات الرأسية وليس الكرات الطولية بشكل عام لأنه فشل في أكثر من لقطة في السيطرة على الكرة وترويضها من كرات عالية بل يحاول السيطرة عليها ثم يفقدها لصالح المنافس.

■  بشكل عام من إيجابيات منتخب مصر في هذه البطولة هو قدرته على الاحتفاظ بتوازنه النفسي عقب الفترات التي يتراجع فيها .. حدث ذلك بالذات أمام أوغندا والمغرب، ففي فترتين لكلا المنتخبين -مع الفارق في الفرص لصالح المغرب- كان الفراعنة قريبين من تلقي هدف لكن بعد انقشاع هذا الضغط ظهرت شخصية الفريق ورغبته في التسجيل وهو ما حدث في الدقائق الأخيرة من المباراتين.

المغرب | رونار أدار المباراة باقتدار ثم فعل شيء عجيب!

■ قدم المنتخب المغربي مباراة مميزة جدًا .. تماسكت خطوطه بشكل كبير وتفوق خط وسطه في أوقات مهمة من المباراة على نظيره المصري وذلك بفعل الضغط الكبير الذي مارسه الرباعي نبيل درار وكريم الحمدي ومبارك بوصوفة وكذلك النصيري على عناصر وسط ودفاع مصر.

لم يسلم عبد الله السعيد وتريزيجيه ومحمد صلاح من الضغط المستمر الذي مورس ضدهم فقوض كثيرًا من خطورتهم في مرحلة بناء الهجمة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا