برعاية

طبخة «كاسبرجاك» للـ «كان» شبه جاهزة ..خبرة المثلوثي وعبد النور... لمسة المساكني و«استشارة» الزواوي

طبخة «كاسبرجاك» للـ «كان» شبه جاهزة  ..خبرة المثلوثي وعبد النور... لمسة المساكني و«استشارة» الزواوي

يحتاج المنتخب إلى روح قتاليّة، وعزيمة فولاذيّة لا تلين لكسب المعركة الافريقيّة التي ستدور في الملاعب الغابونيّة.

ويحتاج الـ»نسور» أيضا إلى طبخة فنيّة ممتازة، وخطّة تكتيكية تضمن التوازن في جميع الخطوط. وتكون الأولويّة فيها للعناصر الأكثر جاهزيّة، وقدرة على القتال في الميدان، وذلك ما يحاول ربّان السفينة التونسية «كاسبرجاك» تحقيقه قبل الاصطدام بالسينغال، والجزائر، والزمباوي.

يتمتّع حارسنا الخبير أيمن المثلوثي بالأقدميّة، كما أنّه يحمل شارة القيادة، ويدخل أيمن الـ»كان» بتحدّ كبير بحكم أنه يريد الظفر بإنجاز مهمّ مع الـ»نّسور» بعد أن حقّق كلّ ما يتمنّاه مع النّجم. ويبعث الوضع في هذا المركز الحسّاس على الأمان قبل ساعات من بداية الـ»كان»، وذلك في ظلّ جاهزيّة المثلوثي، ووجود بديلين في المستوى المأمول، وهما الجريدي، وبن شريفيّة. والحقيقة أنّنا نلتقي في هذا الشّعور مع الأشقاء المصريين الذين يخوضون النهائيات بثلاثة حرّاس من أعلى طراز، وهم الحضري، وإكرامي الـ»صّغير»، والشناوي.

يلعب عبد النور تحت الأضواء، واصطدم أثناء مغامرته الأوروبيّة بأشهر، وأقوى النجوم. كما أنه يجرّ خلفه تجربة قارية طويلة، وتعوّد على أجواء الكؤوس الافريقية منذ عهد سامي الطرابلسي. ولا يختلف عاقلان حول أهميّة وجود عبد النور في منطقتنا الخلفية أثناء «كان» الغابون التي سنستهلّها بمواجهتين كبيرتين أمام منتخبي السينغال، والجزائر بنجومهما المعروفين. ومن الواضح أن الإطار الفني للـ»نسور» يعلّق آمالا عريضة على المكلفين بالجابين البدني، والطبي لتأهيل مدافع فالنسيا ليكون في الموعد على أن يرافقه عنصر آخر خبير أيضا بالأجواء الافريقية، ومصرّ على قلب الأوضاع، ونسيان الأوجاع التي عاشها في بلد الأنوار، وهو صيام بن يوسف. وينافسهما بقوّة محترفنا في الدوري التركي محمّد علي اليعقوبي الذي سيكون من الناحية النظرية البديل رقم واحد للمدافعين المذكورين في صورة حدوث أيّ طارىء. ويملك «كاسبرجاك» لاعبين آخرين في المنظومة الدفاعية، لكن حظوظهم تبدو أضعف لإقتلاع مكان في تشكيلة المنتخب كما هو شأن شمس الدين الذوادي الذي يمرّ بفترة فراغ مع الـ»نسور»، وأيضا مع الترجي.

استبسل «كاسبرجاك» لفترة ليست بالقصيرة في سبيل فرض خطّة على مقاس الظّهيرين - الطائرين نحو الأمام، وهما علي معلول، وحمدي النّقاز. ولم يخف «هنري» إصراره الكبير على المراهنة على ثلاثة مدافعين محوريين للإستفادة قدر المستطاع من المؤهلات الفنية للاعبي الأهلي، والنّجم، وتوظيف النفس الهجومي (بعبارة قيس اليعوقبي) للظهيرين المذكورين بطريقة تسمح لهجومنا بخلق التفوّق العددي، واختراق الخصوم من الرواقين. ورغم التّغيير الذي طرأ مؤخرا على توجّهات المدرب فإنّ معلول، والنّقاز سيقومان كعادتهما بدور مزدوج يراوحان فيه بين الدّفاع، والهجوم. ويأمل «كسابرجاك» أن يكون هذا الثنائي أكثر نجاعة مع انطلاق الرسميات.

ستشهد منطقة الوسط الصراع الأقوى أثناء المواجهات الساخنة التي تنتظر الـ»نسور». وتحتاج المعركة المرتقبة في هذه المنطقة يقظة عالية، وتركيبة مثالية بوسعها أن تضمن القضاء على العمليات الهجومية للخصوم في «مهدها» مع المساهمة في «إطلاق» هجمات تونسية، أوحتى المشاركة في انهائها. ولم يعد خافيا على أحد أن «كاسبرجاك» يؤمن كثيرا بمؤهلات عناصر بعينهم في الوسط، والكلام بالأساس عن صاحب اللمسة الفنية، والمختصّ في الكرات الثابتة حمزة لحمر، وأيضا زميله في «ليتوال» محمد أمين بن عمر الذي يسابق الفريق الزمن لتأهيله ليكون صمّام الأمان في منطقة الوسط الذي قد ينتزع فيها الفرجاني مقعدا خاصة إذا «ضحّى» «كاسبرجاك» بأحد اللاّعبين من ذوي النزعة الهجومية البحتة (وهبي الخزري مثلا). ولن نغفل عن لاعب آخر أظهر استعدادات جيّدة أثناء الوديات، ومرشّح للظفر بمقعد في منطقة الوسط، وهو محترف نيم الفرنسي لاري العزوني الذي يعمل في صمت مثله لاعبنا في ليل نعيم السليتي الذي تمكن من فرض نفسه في المنتخب، ونال استحسان المتابعين، والفنيين. وقد يكون نعيم من الأوراق الأساسية في الكأس الافريقيّة، وذلك من خلال مرافقة المساكني في الرواقين الأماميين.

كانت العودة القوية لجوهرتنا الكروية وصاحبة الامكانات العالية يوسف المساكني المفاجأة السّارة أثناء المواجهات الودية للـ»نسور» على درب التحضر للنهائيات الافريقية. ومن الواضح أن محترفنا في الامارة القطرية يحتلّ مكانة متميّزة في «فلسفة» «كاسبرجاك» الذي يأمل - مثل كل التونسيين - أن يفجّر يوسف موهبته من جديد في الـ»كان» كما حصل من قبل أمام المغرب، والجزائر...

حصل شبه اجماع على جاهزية هداف البطولة المحلية، وشيخ الأندية التونسية طه ياسين الخنيسي لقيادة هجوم المنتخب. ويعيش طه انتعاشة كبيرة مع الترجي، والـ»نسور»، وهو ما يؤهّله ليكون المهاجم رقم واحد في المنتخب، هذا ما لم تتغيّر المعطيات، والحسابات قبل ساعات من ضربة البداية.

عاش أحمد العكايشي مشاكل بالجملة في بداية تجربته الاحترافية في السعودية قبل أن يعود إلى الواجهة بقوة، ويتصالح مع جماهيره الاتّحاد. كما أنه كسب إشادة «عالمية» من «سيميوني» بعد أن تألق في المواجهة الودية للـ»عميد» أمام أتليتيكو مدريد بمناسبة تسعينيّة النادي السعودي. واسترجع أحمد أسهمه في المنتخب، وانتزع مقعدا ضمن اللاعبين المشاركين في الـ»كان»، لكنّه غير متأكد إلى حدّ اللّحظة من اقتلاع مقعد في التركيبة المثالية لـ»كاسبرجاك». وبغضّ النظر عن نجاح العكايشي في فرض نفسه في التشكيلة الأساسية، أوالبقاء ضمن الاحتياطيين، لا يساورنا أدنى شكّ في قدرته على تفجير «ثورة» هجومية جديدة كما فعل من قبل في الـ»شان»، والـ»كان».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا