برعاية

على هامش مغامرة الغابون ... الجمهور ينتظر منكم الكثير يا «نسور»

على هامش مغامرة الغابون   ... الجمهور ينتظر منكم الكثير يا «نسور»

في تونس رجال أحرار لا يهابون الموت، لا يعترفون بالمستحيل، وعلى استعداد دائم لركوب المخاطر، وصعود قمم الجبال دفاعا عن أمن البلاد من العدوان، أوفي سبيل تشريف النّجمة، والهلال عبر الرياضة، ومسابقات التّحدي كما فعل أحد أبطال الخضراء، وهو الطّاهر المنّاعي الذي أذهل العالم لحظة تثبيت العلم المفدّى على ارتفاع خمسة آلاف متر غير عابىء بإنهيار الثّلوج.

وفي تونس "نسور" أشدّاء نحتوا أعظم الملاحم الكرويّة في الأراضي الأرجنتينيّة التي كتب فيها الشتالي، والنايلي، وذويب، والكعبي، وتميم، وطارق أسماءهم بحروف ذهبيّة، وظلّت ابداعاتهم خالدة في أذهان الجماهير التونسيّة التي مازالت تستحضر بفخر كبير أيضا انجاز 2004 مع "لومار"، و"الثّورة" التي فجّرها جيل بيّة، والواعر، والسليمي في جنوب افريقيا بحضور الزّعيم الرّاحل "نيلسون مانديلا" الذي رفع القبّعة لمنتخب "كاسبرجاك" نظير الرّوح القتاليّة التي أظهرها فريقنا في الكأس الافريقيّة التي ردّد فيها الـ"نسور" الشّعار الشّهير:"ماناش مروّحين..."، وذلك بقيادة "هنري كاسبرجاك" الذي عاد إلينا من الزّمن الغابر لغسل العار، وردّ الإعتبار للكرة التونسيّة بعد سنوات سوداء تكسّرت فيها أجنحة الـ"نّسور"، وضاعت أثناءها كلّ الأحلام. ولم نجن طيلة العشريّة الأخيرة غير المتاعب في المسابقات الكبيرة، والصغيرة على حدّ السواء.

ويطير الـ"نّسور" اليوم إلى الغابون متلحّفين بالراية الوطنيّة، متسلّحين بالكثير من الأمل، واعدين بإدخال البهجة إلى بيوت التونسيين المحتاجين إلى خبر سار من شأنه أن يخفّف من همومهم، ويلهب حماسهم، ويدفىء الأجواء الباردة في الخضراء بفعل الأمطار، والثّلوج، والإحباط الذي يسيطر على النّفوس جرّاء الوعود الوهميّة للسياسيين، ووقاحة الأزلام الذين قد يضطرّ الشّعب للإعتذار منهم بعد أن كان ينتظر محاسبتهم على جرائمهم على رأي "امبراطور" الكرة التونسية، والافريقية طارق ذياب الذي شرّف البلاد، ويعلّق - مثل كلّ أحباء المنتخب - آمالا عريضة على زملاء الخبير أيمن المثلوثي لكسب الرّهان في "كان" الغابون بفضل عزيمة الرّجال، وهي السلاح الأنجع للإستبسال أمام السينغال، وقهر الجزائر قبل "التّلاعب" بالزمبابوي التي سيكون من المخجل أن تتطاول على تونس الهرقال كما حصل مع الرأس الأخضر المغمور في ميدان رادس تحت أنظار معلول، و"رئيسه" وديع. ولن يطالب الجمهور رفاق عبد النّور بصناعة العجب في ملاعب الغابون، ولن يفرض عليهم العودة باللّقب، فذلك احتمال بعيد، وحلم مؤجل إلى ما بعد مواجهتي السينغال، والجزائر على الأقل، ولكنّه يريد من الفريق الوطني أن يقدّر تونس حقّ قدرها، وأن يقاتل اللاّعبون في الميدان ذودا عن سمعة البلاد التي تتنفّس كرة.

ولن نقبل هذه المرّة المزيد من الأعذار التي برع مكتب الدكتور وديع في اختلاقها بعد الاخفاقات، ولا مكان لتلك التّقارير التي تعوّد المدير الفني يوسف الزواوي على تحريرها لتبرئة المسؤولين، والبحث عن كبش فداء بوسعنا أن نمسح على قميصه الفشل الذريع للـ"نّسور" الذين لا يساورنا أدنى شكّ في قدرتهم على التحليق في سماء الغابون شرط أن يكون زملاء لحمر كالجسد الواحد في الدفاع، والهجوم، وأن يتخلّصوا من الانهزاميّة التي يلحّ "منظّروها" على القوّة الخرافيّة للسينغاليين، وجزائر رياض محرز، وكأنّ تونس المناري لم يسبق لها أن عبثت بالسّينغال في "كان" 2004 بل أنّ جيل الفرجاني ساسي نجح بدوره في ترويض "أسود التيرانغا" منذ فترة ليست بالطويلة، وذلك مع "ماستر" "جورج" الذي يعرف القاصي، والداني أنّ قدراته محدودة في المجال. ومازال يوسف المساكني، وهو واحد من أسلحتنا الضاربة في الـ"كان" شاهدا على هزم الأشقاء بهدف خيالي "دوّخ" الملايين من الجزائريين في مقدّمتهم المعلّق حفيظ الدراجي حتّى أنّه وصفه "نمس" تونس بـ"الشّيطان"...

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا