برعاية

بيانيتش.. طوق النجاة لخطة أليغري مع يوفنتوس

بيانيتش.. طوق النجاة لخطة أليغري مع يوفنتوس

توغلت خطة 4-2-3-1 في ملاعب أوروبا خلال سنوات سابقة، لكنها تراجعت بعض الشيء مؤخراً، نتيجة التحول إلى خيار ثلاثي الخلف، ليراهن المدربون على استراتيجيات عديدة تبدأ من 4-3-3 وتنتهي مع 3-5-2 مروراً برسم 4-3-2-1 في بعض الأحيان. ومع التأكيد على عدم قيمة هذه الأرقام، خصوصا أنها أقرب إلى جهاز الهاتف عندما يتعلق الأمر بالملعب كما يقول أريغو ساكي، فإن الموسم الحالي يشهد عودة لاعب الوسط المباشر إلى الواجهة من جديد.

طغى "الثنائي المحوري" على الأجواء في 2010، يقول ديل بوسكي عن هذه الثنائية بأنها تحمي المنطقة أمام الدفاع وخلف الوسط، ويتواجد أمام الارتكاز صانع لعب في المركز 10 بين الجناحين. وعندما أراد المنتخب البرازيلي التحول من 4-2-3-1 إلى 4-3-3 في كأس القارات 2014، أقحم المدرب سكولاري لاعبه هيرنانيز مكان أوسكار لمساندة لاعبي الارتكاز ومن ثم بناء اللعب.

يختلف لاعب الارتكاز الثالث عن صانع اللعب رقم 10 في كونه لاعب وسط بالأساس، عكس الصانع الذي جاء من الجناح مباشرة، وبالتالي فإن أشهر نسخة لهذا المركز هو الإسباني سيسك فابريغاس خلال حقبته مع آرسنال، لأنه بدأ كلاعب وسط مساند في خطة فينغر 4-4-2 بجوار غلبرتو سيلفا، البرازيلي يدافع والصغير يهاجم تجاه المرمى، ثم أصبح تدريجيا صانع لعب مباشر أمام زميليه ويلشير وسونغ، وبالقرب من المهاجم المتقدم فان بيرسي.

استخدم كونتي أيضا رفقة يوفنتوس خيار ثلاثي الوسط، من خلال البدء بأندريا بيرلو كريجستا وأمامه فيدال كلاعب حر مع ماركيزيو الوسط الثالث، ليقدم الإيطالي أداء مميز لأنه ليس صانع لعب هجومي أو لاعب ارتكاز مساند، بل همزة وصل بين لاعبي المحور ومهاجمي المقدمة، خيار مزيج بين المركزين 8 و10 في نصف ملعب الفريق الآخر.

قدم ميراليم بيانيتش فترة رائعة مع روما في الدوري الإيطالي، وحزن عشاق الذئاب كثيراً بعد رحيله إلى يوفنتوس، بسبب الجودة التي يقدمها في المنتصف، لأنه أفضل نموذج ممكن للاعب الوسط الثالث في خطة 4-3-3، سواء مع رودي غارسيا أو سباليتي. وحصل البوسني على دور الرجل الأول في العاصمة، مع الحرية الكاملة في الإضافة الهجومية نتيجة حمايته من جانب نايغولان ودي روسي.

بيانيتش ليس صانع لعب مثل سيلفا وأوزيل وماتا، كذلك ليس لاعب وسط كتشافي وستروتمان، لكنه مزيج بين هذه النوعيات لأنه يربط الوسط الرئيسي بالثلث الهجومي الأخير. ونتيجة لعبه المباشر في التمرير القطري والتسديد من بعيد، يستطيع التوفق في مركز صانع اللعب خلف المهاجم، كذلك مع قوته في افتكاك الكرات والاحتفاظ بها تحت ضغط، يمكنه العودة إلى الخلف لشغل دائرة المنتصف بعيدا عن أماكن الخطورة. وفي مباراة يوفنتوس وبولونيا لعب ميراليم كصانع لعب إضافي وفق رسم أليغري الجديد، عندما تخلى المدرب عن ثنائية الهجوم من أجل كثافة أكبر بالوسط، ليراهن على 4-3-2-1 بثلاثي في المنتصف رفقة ثنائي من صناع اللعب خلف إيغوايين، ويقدم المتصدر أفضل مبارياته منذ فترة ليست بالقصيرة، مع تألق لافت لنجمه القادم في الصيف من روما.

امتاز شكل يوفنتوس بتنوع واضح في شغل المساحات بين الخطوط، نتيجة وجود ماركيزيو أسفل الارتكاز رفقة ثنائي ريشة بين الأطراف والعمق، ستورارو وخضيرة في أنصاف المسافات، نصف أجنحة ونصف لاعبي وسط، كل هذا من أجل إتاحة الفرصة لكل من ديبالا وبيانيتش، حتى يحصلا على الكرة في منطقة أفضل بالقرب من مرمى الخصم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا