برعاية

ما بعد المباراة | رسائل بيولي لخصومه ولاعبيه، ومرحبًا بالجنرال!

ما بعد المباراة | رسائل بيولي لخصومه ولاعبيه، ومرحبًا بالجنرال!

الإنتر أنهى سنة 2016 بأفضل مباراة له هذا الموسم

اكتسح الإنتر ضيفه لاتسيو بثلاثة أهداف نظيفة في اللقاء الذي لُعب لحساب الجولة الـ18 من الدوري الإيطالي على أرضية ملعب سان سيرو، وذلك في إحدى أفضل المباريات التي لعبها النيراتزوري هذا الموسم على الإطلاق.

 الإنتر | رسائل بيولي لخصومه ولاعبيه، ومرحبًا بالجنرال بانيجا !

◄بصم الأرجنتيني إيفر بانيجا (الملقب بالجنرال) على إحدى أفضل مبارياته منذ الانضمام للإنتر هذا الموسم، فلاعب إشبيلية السابق أخيرًا بدأ يتحمل شيئًا من مسؤولياته في وسط الميدان وأصبح يُحاول البحث عن مساحات في مناطق الخصم والقيام بتمريرات أمامية واعدة، كما أنه امتلك من الثقة ما يكفي من أجل التسديد من بعيد في أكثر من مناسبة، وهو ما جعله يُسجل الهدف الأول بتسديدة رائعة. كم كان الإنتر بحاجة لتلك الإضافة من بانيجا، فأخيرًا شاهدنا الفريق يملك لاعبًا يرتكز عليه بوضوح في التحول الهجومي والدفاعي، وهو أمر افتقده كثيرًا في الفترة الأخيرة.

◄على عكس ذلك، أكبر مشاكل الإنتر وخاصة في الشوط الأول كانت في عدم توازن الفريق دفاعيًا...خط الوسط كان بنزعة هجومية واضحة، لكنه عانى من بطء افتكاك الكرة وكذلك قصور كبير في الضغط على حامل الكرة، واللوم الأكبر في ذلك يعود على الفرنسي جيوفري كوندوبيا الذي لم يكن جيدًا أبدًا في أول 45 دقيقة. ذلك الأمر مكن لاتسيو من القيام بمجموعة من الحملات السريعة مستغلًا الشرخ الواضح بين الخط الخلفي ووسط الميدان، كتلك الفرصة الفردية التي خلقها أنديرسون لنفسه، أو تلك التسديدات من على مشارف منطقة الجزاء التي جاءت جراء غياب واضح للتغطية من لاعبي الإنتر للقادمين من الخلف.

◄في رأيي، بات الإنتر في حاجة واضحة للتعاقد مع متوسط ميدان بنزعة دفاعية واضحة...فلا كوندوبيا ولا حتى فيليبي ميلو يمنحان الفريق التوازن المطلوب في الشق الدفاعي، والتعاقد مع لاعب بقيمة بيليا مثلًا سيكون إضافة كبيرة لفريق بيولي الذي وإن تمكن من اكتساب الاستمرارية، فإنه لا يحتاج سوى لبعض اللمسات الصغيرة من أجل العودة إلى الواجهة.

◄أميز نقطة في الشوط الثاني كانت تعدد أسلحة الإنتر هجوميًا...فبعد أن تابعنا الفريق نمطيًا بعض الشيء في الشوط الأول، تمكن رجال بيولي من خلق عنصر المفاجأة أخيرًا في التنشيط الهجومي، فتابعنا حملات عبر العمق، وأخرى عبر الأطراف التي عرفت مدًا مهمًا جدًا من الأظهرة وتألقًا واضحًا من بيريسيتش وكاندريفا، وأضف إلى ذلك التسديد من بعيد والذي كان مفتاح المباراة. الإنتر في الشوط الثاني كان أفضل إنتر هذا الموسم، فالفريق أخيرًا ظهر بملامح واضحة وبسرعة كبيرة في الفعل وردة الفعل، وهو ما جعلنا نرى فريقًا قادرًا على إلحاق الضرر بخصمه.

◄كم كان مميزًا التسيير التكتيكي لبيولي للمباراة والذي بعث من خلاله رسائل لخصومه ولاعبي. فرغم التقدم بثلاثية نظيفة، إلا أنه لم يُفكّر قط في التراجع للخلف، بل قام بتغييرات هجومية وأقحم ظهيرًا بنزعة هجومية مكان أنسالدي ثم بالاسيو مكان بانيجا، وهو ما جعل الفريق يواصل الضغط على المرمى ولا يتلقى أية هجمة تقريبًا...الإنتر يملك الأسلحة الكافية من أجل فرض شخصيته على خصومه، وما مُباراة اليوم سوى دليل على ذلك، فما إن امتلك الفريق العقلية المناسبة والنسق المناسب حتى ظهرت الجودة الفردية للاعبين.

◄وبالحديث عن الجودة الفردية اللاعبين، فالحقيقة أن الإنتر يملك إحدى أفضل التشكيلات في الدوري الإيطالي، ولربما هو يُنافس روما ونابولي من ناحية قوة التشكيلة...مُشكلة الفريق في السابق كانت غياب التوازن عنه، وأحيانًا غياب الثقة في النفس، وهو أمر تابعناه اليوم كذلك، فشتان بين إنتر الشوط الأول وإنتر الشوط الثاني، شتان بين اللاعبين الذين كانوا متخوفين من تلقي هدف في أول 45 دقيقة وكانوا يلعبون بحذر شديد ودون وضوح أفكار، وبين اللاعبين الذين تحرروا بعد هدف بانيجا.

◄لم يكن بإمكان الإنتر أن يُنهي السنة بنتيجة أفضل ولا بأداء أفضل...فوز ثالث على التوالي أمام فريق من فرق المقدمة سيعطي دفعة معنوية كبيرة جدًا للفريق وسيجعله يضع المركز الثالث نصب عينيه، كما أن الأداء سيجعل الفريق يملك مرجعًا يرتكز عليه...جل اللاعبين قدموا شوطًا ثانيًا كبيرًا جدًا، وعلى رأسهم إيكاردي، بانيجا وكاندريفا.

لاتسيو | الأظهرة والشخصية خلطت أوراق إنزاجي!

◄لن أنهال بالانتقاد على لاتسيو بعد خسارة مباراة اليوم، لكن ما حصل يؤكد أننا أمام فريق بشخصية ضعيفة جدًا وهو ما قد يُفسّر انهياره بعد تلقي الهدف الأول بداية الشوط الثاني، وقد يُفسّر أيضًا نتائجه المخيبة أمام الفرق الكبيرة، علمًا أنه كان جيدًا جدًا بل ممتازًا في جل المباريات الأخرى، وهو أمر على إنزاجي أن يجد له حلًا إن أراد أن يكون منافسًا جديًا على مركز أوروبي هذا الموسم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا