برعاية

ما بعد المباراة | ما بين الـ4/3/3 والـ4/4/1/1 لميلان، والإنتر غير المتوقع

ما بعد المباراة | ما بين الـ4/3/3 والـ4/4/1/1 لميلان، والإنتر غير المتوقع

تحليل ديربي الغضب الذي خرج بدون فائز وبهدفين في كل شبكة....

سيكون يوفنتوس أكثر الأندية سعادة اليوم عقب فقدان ميلان لتقدمه في الدقائق الأخيرة أمام الإنتر في ديربي الغضب واكتفائه بنقطة مُحبطة جراء تعادل فريقي مدينة ميلانو بهدفين لهدفين ليوسّع اليوفي الفارق بينه وبين أقرب مطارديه روما وميلان إلى 7 نقاط.

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء .

ميلان | ما بين الـ4/3/3 والـ4/4/1/1، ومكافأة الصبر

■ منذ بداية الموسم وميلان يلعب بطريقة تتأرجح ما بين الـ4/3/3 والـ4/4/1/1 وذلك بحسب خصائص ووظائف كل لاعب .. في بعض المباريات كانت الـ4/3/3 أنسب وفي البعض الآخر كانت الـ4/4/1/1 أنسب للفريق. اليوم لم يكن لدي فكرة عن الأنسب للفريق لكن بعد 10 دقائق تقريبًا وبعد اللعب بـ4/3/3 بدا وأن التحول لـ4/4/1/1 ضروريًا جدًا في رأيي.

ففي الـ4/3/3 التي لعب بها الفريق اليوم كانت الجبهة اليسرى لميلان مستباحة كثيرًا من جانب هجوم الإنتر عن طريق كاندريفا ودامبروزيو اللذين تمكنا من إرسال الكثير من العرضيات الخطيرة خصوصًا من جانب الأخير الذي كان أحد نجوم المباراة في رأيي.

إذًا لماذا ارتأيت التحول إلى 4/4/1/1؟ ما كان في الملعب هو تواكل كبير من بين نيانج وبونافنتورا في تغطية الجبهة اليسرى .. الأول متكاسل في كثير من الأوقات عن العودة ودعم دي شيليو اللهم إلا في الدقائق الخمسة الأخيرة من الشوط الأول التي بدا عليه الالتزام فيها نوعًا ما، أما بونافنتورا فكان لديه ما يكفيه من مشاكل في قلب الوسط جراء تحركات جواو ماريو وكوندوبيا المستمرة والتي أجبرته على الوقوف كثيرًا في القلب دون محاولة التحرك تجاه الجبهة اليسرى.

التحول لـ4/4/1/1 كان سيكفل لبونافنتورا الميل إلى الجبهة اليسرى كجناح بينما كان سيقف نيانج في الوسط لمراقبة بروزوفيتش لتعويض وجود لاعبين فقط في قلب الوسط سيكونان كوتشكا ولوكاتيلي واللذين سيتكفلان بمراقبة جواو ماريو وكوندوبيا.

■  ميلان لم يتغير كثيرًا في المباراة عن الشكل الذي اعتاد اللعب به أغلب مبارياته .. الانتظار ثم شن الهجمات المرتدة.

اليوم لم يتمكن الفريق من تنفيذ الهجمات المرتدة في أول نصف ساعة لاشتداد الخناق بشكل كبير جدًا من لاعبي الإنتر الذين لم يكونوا يمنحون فرصة حتى لتنفيذ ركلات المرمى بسهولة.

ولأن لاعبي الخط الخلفي في الروسونيري ليسوا بمتمرسين في مسألة الضغط العالي بهذه الصورة، عانى الميلان بشدة للخروج بالكرة بدون انقطاعها فعمد لاعبوه كثيرًا إلى العودة بالكرة إلى دوناروما الذي أطلق كرتين منها إلى خط التماس والثالثة لعبها خاطئة إلى مكان خطير جدًا على حدود المنطقة في دلالة واضحة على الضغط ولولا تباطؤ كاندريفا في تمرير تلك الكرة إلى إيكاردي لحدثت مشكلة كبيرة.

■  لكن كيف نجح ميلان أخيرًا في شن عدة هجمات مرتدة متتالية قبل تسجيل الهدف؟ الحقيقة أن هذا الأمر يعود إلى سببين يشبهان معضلة الدجاجة والبيضة وأيهما أولأ .. السبب الأول هو زيادة الضغط والنشاط من لاعبي وسط ميلان على حاملي الكرة وبالذات كوندوبيا وجواو ماريو، والسبب الثاني هو فقدان لاعبي الإنتر لدقة التمرير في تلك الدقائق فقُطعت الكثير من الكرات منهم .. اختر واحدة من الاثنتين وضعها كسبب للأخرى.

قطع تلك الكرات مكّن ميلان من تنفيذ عدة هجمات مرتدة كانت له إما أفضلية عددية أو تقارب واضح في عدد المهاجمين أمام عدد المدافعين، ومن احداها كان المجال مفتوحًا لسوسو لفتح زاوية وإطلاق رائعته في شباك هندانوفيتش.

■  في الشوط الثاني لم يتحرك مونتيلا لإغلاق الجبهة اليسرى سريعًا في دلالة على أنه لم يتفطن للثغرة، لكنه عندما كان متقدمًا لجأ في الدقيقة 70 لتبديل عالج تلك المشكلة بشكل واضح. إخراج كارلوس باكا وإشراك ماتياس فيرنانديز نجح تمامًا في إغلاق الخطورة من تلك الجبهة بعد أن تحول الفريق إلى طريقة 4/5/1 مكنته من إغلاق الأطراف بقوة وكان لماتياس فيرنانديز دور ممتاز في هذا الصدد.

■  تسجيل سوسو لهدفين في مباراة كبيرة كالديربي وبطريقة رائعة كان هدية لميلان على صبره على اللاعب. سوسو كان قد بدأ رحلته رفقة ليفربول في نفس توقيت الدفع برحيم ستيرلنج، لكن يبدو وأن حسابات الجنسية لعبت دورها نوعًا ما فنال ستيرلنج اهتمامًا أكبر منه لينزوي جانبًا ويضطر للرحيل إلى الليجا حيث لعب بشكل جيد مع ألميريا.

ومع التخبط الذي كان في ليفربول في عصر ما قبل يورجن كلوب، كانت عين ميلان تلتقط اللاعب والذي أظهر اليوم شخصية كبيرة وتحملًا للمسؤولية .. سوسو استفاد من اللعب في 3 دوريات كبيرة متنوعة في الفكر والأداء والأكيد أنه سيستمر في التطور في الفترة القادمة.

■  خلاصة ميلان اليوم .. تميز في قلب الملعب دفاعًا وسوء مستوى في قلب الملعب هجومًا .. سوء مستوى في أطراف الملعب دفاعًا وتميز في مستوى أطراف الملعب هجومًا. الفريق سجل عندما لم يكن الأفضل بينما تلقى هدفًا قاتلًا لم يكن قد سبقه علامة أكيدة على أنه سيتلقاه فخرج الفريق متحسرًا على نقطتين كانتا في المتناول.

الإنتر | مباراة جيدة، لكن بدون إنتاج سخي

■ قدم الإنتر شوط أول جد ممتاز على مستوى الضغط على المنافس وتجريده من خطورته وكذلك على مستوى الاستحواذ على الكرة والتحكم في نسق اللعب. قطع النيراتزوري الكثير من الكرات التي تمكن بها من شن عدة هجمات عملًا بكلمة يورجن كلوب المأثورة "الكرات المقطوعة في وسط ملعب المنافس هي أعظم صانع لعب" فكان الفريق يسعى جاهدًا إلى الضغط في كل الملعب حتى إنك كنت تجد ثلاثة أو أربعة لاعبين من الإنتر يقفون متحفزين في انتظار من سيمرر له دوناروما ركلة المرمى.

الإنتر أجاد توزيع اللعب عن طريق جواو ماريو وكوندوبيا .. الأول بتحركاته بين الخطوط والثاني بتمريراته الأمامية وتمركزه في أماكن ذكية سواء لتلقي الكرة من الزملاء أو لالتقاط الكرة الثانية من المنافس.

■ رغم ما ذكرته في فقرة ميلان عن أن الجبهة اليمنى للإنتر كانت هي مصدر الخطورة الكبيرة للنيراتزوري، إلا أنني كنت أرى أنه كان بالإمكان أفضل مما كان .. الجميع يعلم أن قدرات كاندريفا وحده تجعله يحمل لواء جبهة وحيدًا أصلًأ، فما بالكم بدامبروزيو وكاندريفا يلعبان تقريبًا أمام لاعب واحد هو دي شيليو.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا