برعاية

خسارة منتخبنا وخسارة المنظرين

خسارة منتخبنا وخسارة المنظرين

من يرى ردود فعل البعض من الرياضيين السعوديين والجماهير بعد الخسارة من اليابان على أرضها وبين جماهيرها يكاد لا يصدق أن هؤلاء هم من كتبوا ونظّروا وحللوا و"طقطقوا" بعد ظهور نتائج قرعة التصفيات النهائية والمؤهلة لمونديال روسيا 2018؛ والغريب أن هؤلاء أنفسهم هم من دقوا الطبول وعاشوا لحظات الفرح وتفاخروا بعد الفوز على تايلند والعراق والامارات والتعادل مع أستراليا، واليوم وبكل بلاهة يعملون على تكسير مجاديف مركب المنتخب السعودي، ويساهمون بعلم أو بغير علم في إحباطه وانحراف مسيرته نحو المونديال.

90 دقيقة فقط كانت كفيلة بكشف الكثير من الخبايا، عند قلة من الرعاع؛ والذين تراقصوا على أحزان المخلصين بسبب خسارة المنتخب السعودي من اليابان، وتغنوا بالخسارة وبرروها بأشياء لا علاقة لها بالمنطق ولا العقل؛ فقط لتمرير هجومهم غير المبرر على رجال خدموا الرياضة السعودية بإخلاص وتفانٍ ونهضوا بها بخطوات بل قفزات متسارعة وكسبوا ثقة ولاة الأمر من خلالهم عملهم الدؤوب والواضح لكل ذي عقل سليم.

لهؤلاء أقول كما أن الثقة لا تتجزأ فإن الوطنية أيضاً لا تتجزأ ولا يزايد عليها ولا يمكن أن نسمح لقلة شاذة أن يغيروا مفاهيم الوطنية ليظهروها متى شاءوا ويخفونها بل يلغونها كيفما شاءوا، فمنتخب الوطن يمثل جميع السعوديين ويجب دعمه والوقوف معه في لحظات الانكسار قبل لحظات الفرح وفي وقت الخسارة قبل وقت الفوز، حتى لو لم يمثله من أنديتنا المحببة لاعب واحد، سيبقى منتخب الوطن وخسارته تؤلمنا كما أن فوزه يسعدنا.

اليوم حدث أمر متوقع وهو توقف مسيرة الفوز لـ"الأخضر" السعودي وخسارته من اليابان ليست قاضية ولن تكون نهاية المطاف، بل هي محطة لمراجعة الحسابات ومعالجة جوانب القصور حتى تأتي مواجهتا تايلند والعراق المهمان والتي قد تمنحنا نقاطهما بطاقة المونديال، وبالتالي يجب ألا تحبطنا الخسارة فكل فريق في العالم معرض لها، والتعثر في التصفيات الطويلة أمر متوقع بدليل خسارة اليابان من الإمارات وتعادل أستراليا مع المتذيل تايلند، وعليه فإن نسيان الخسارة والتفكير في خطف النقاط الست المقبلة بذكاء ومنطقية لكونها خارج الأرض سيمنح منتخبنا قوة كبيرة من الرصيد النقطي الكفيل لوحده بمواجهة المنافسين على التأهل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا